أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وليم نصار - رسالة إلى الموارنة... إذا شئنا أن نكون نصارى















المزيد.....

رسالة إلى الموارنة... إذا شئنا أن نكون نصارى


وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي

(William Nassar)


الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 01:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


... دحرج الحجر وقام ...
من وسط الجحيم قام فكانت بشرى للعالمين .. والموت لم يعد سيد الوجود ولا نهايته المفجعة.
أعطانا الحياة بهية، ألقة، لأنه شاء الموت معبرا لها ... فاختصر الدرب بصليب ذي مسامير.

واليوم ... من وسط السم الطائفي والتحريض الايديولوجي المتخفي بعباءة مار شربل ... ومن عالم اليباس الانساني ... نرتجي ذاك الانبعاث وإليه نرنو.

كانت مريرة تجربة الشهرين في محاولة الحوار مع حزب القوات اللبنانية ... مريرة ومخيفة في آن... رائحتها دم وكراهية ... إنها ذات الرائحة التي كانت تفوح من يهوذا الكنيسة المارونية "شربل قسيس".

نعم .. أعترف أن الموارنة اليوم في خوف .. ويد بعضهم ممدودة وهي قابضة على السكين والبلطة والزناد .. بدل أن تكون ممدودة للمصافحة ... تماما مثلما كانت في العام 1975.

والخوف نقولها بصراحة .. لا يعدم ما يبرره ويجعله مشروعا .. فاستذكار العهد العثماني ومواطنية الدرجة الثانية، بالاضافة إلى الاخطاء التي ارتكبها الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان ... فان بقايا تلك المرحلة في بعض العقول كلها تجعل الخوف المسيحي الماروني مجرد وهم في الرؤوس .. وضربا من المغالطة.

اختلفنا على كل شيء ... على تفسير الاحداث .. أسبابها .. مسؤوليها .. نوعية السلوك المتوجب أثناءها .. هوية لبنان .. العروبة .. فلسطين والفلسطيني .. تهويد المسيح فقط كرها للفلسطيني .. تكفير الماروني اليساري .. وغيرها الكثير من الامور ..
غير أن الاقرار ببعض المشروعية للخوف شيء .. وتكريسه عبر عدم تقديم حلول ستزيده رسوخا .. وتحول دون تجاوزه ..

خوف بعض الموارنة باق .. ما لم يتم تجاوزه على مستويات عدة .. وما لم تتوفر لبعض الموارنة قناعات راسخة بالامور التالية:

أولا:- قناعة بأن التعايش اللبناني لا يستقيم بالتعارض والاقتتال .. بل بالقبول والرضى بتواجد الطرف الآخر وحقه في العيش الكريم .. وحقه في بناء هذا البلد.
ثانيا:- قناعة بأن لبنان لا يستطيع تجاهل انتمائه العربي .. أو إنكاره على المستوى السياسي والمصيري ..
ثالثا:- قناعة بأن العدو "الاسرائيلي" والأجنبي الصليبي .. لا يميز بين مسيحي ومسلم .. بل يطال الجميع ...

(مسيحيتان)

كنا نمارس مسيحية مارونية تراءت لنا .. عن حق .. مستجيبة للتحديات الاجتماعية والسياسية في وطننا العربي. كنا نجدها الأكثر وفاء لفكر الناصري ... والأوثق التصاقا بحاجات الناس ومشاغل حياتهم.
ولما بدأت تنكشف الساحة شيئا فشيئا عن مارونية أخرى .. معادية لكل نزوع إجتماعي أو عروبي أو فلسطيني .. مرسخة للتقوقع ومركبات النقص بالتعالي ... مثيرة أعنف الشهوات الطائفية، في غرائزية بدائية ساحقة، مستعيدة ذكريات الاضطهاد لتذكي الحقد وتديمه لاهبا ... أيقنا أن الصراع قدر لا يرد .. وأيقنا أكثر .. أن هنالك مسيحيتان مارونيتان في لبنان .. لا بد وأن تلغي واحدة الأخرى .. فلا تعايش .. بل نقيض ينفي نقيضه في علاقة تناحر مستقيمة.

وفي مجرى هذا الصراع طرح كل طرف آرائه:
- قالوا بتحميل الفلسطيني واليسار اللبناني مسؤولية كل ما حدث... والعداء للعروبة .. والانبهار ب "إسرائيل" ... والخوف على الامتيازات الطائفية .. ثم ليتدرجوا منها إلى التقسيم وبعدها إلى الكونفدرالية .. وهي شهوة في نفوس المرضى من الموارنة..
قلنا بالتعاضد مع الفلسطيني .. متوحدين في المصير ... والالتزام بتبعات الانتماء العروبي ... والتخلي عن امتيازات القلة لصالح عدالة إجتماعية تصيب الجميع دون تفرقة أو تمايز.
قلنا .. بأن خلاص الموارنة لا يكون بالتشنج التدميري .. ولا بركوب الرأس عنادا وتحديا صفيقا ... بل بارتجاء نظام مدني يبطل الطائفية ويساوي بين المواطنين.
قلنا أن الاندراج في المصير العروبي ليس خيارا بين عدة خيارات ... بل هو خيار أوحد لا منقذ سواه. وقلنا أن الغرب لن "يقلق" على مصير لهكذا موارنة يناشدونه ويلهفون إليه..
قلنا أن خرافات البطولة واللبناني "المفتت للصخر" لن تعفي أحدا من الجوع والعطش والاختناق والهزيمة ... وأن البلهاء وحدهم يتعيشون على الأسطورة .. وقد باتت هزلية بطبيعة الحال..

(إسرائيل والكراهية نخرت الطائفة وأخرجتها من مسيحيتها)

- قالوا بعدم مسيحية كل من انتمى إلى أحزاب الحركة الوطنية اللبنانية .. وكل من ناصر الفلسطيني ... وكل من قاوم "إسرائيل".
قلنا .. هل أصبح للطائفة المارونية تكفيرييها أيضا؟

- قالوا بعدم فلسطينية وكنعانية يسوع الناصري .. ودافعوا بشراسة عن يهوديته .. ولولا الحياء لقالوا أن الفلسطينيين هم من دقوا المسامير بيديه ورفعوه على الصليب...
وقالوا أيضا ... أننا بدفاعنا عن الفلسطيني فأننا قد خرجنا عن تعاليم المسيحية .. وقيم الوطنية والمواطنة ...

قلنا ...
صاح اليهود دمه علينا وعلى أولادنا ... صاح اليهود اصلبه .. اصلبه .. إنه كادح إبن كادح .. فلسطيني إبن فلسطيني .. أصلبه نكاية بكل المؤمنين بالانسان ..
ونحن نصيح ملئ حناجرنا ... دمهم علينا وعلى أولادنا من أزال مخيم الضبية وتل الزعتر وبيوت التنك في النبعة والمسلخ والكرنتينا .. بجرافاتهم وحقدهم وما ملكت أيديهم من نتاج بني "إسرائيل".

هل أنا منحاز؟
تماما .. أنا منحاز دون جدال .. منحاز سلفا .. وأتقيأ من فمي مثلما تقيأ بولس الرسول من كان فاترا.
"كن باردا أو حارا" قال رسولي...
وأنا قد رفعت نبرة الحقد والكراهية العمياء حرارتي .. ولي صوت ماروني حقيقي أعرف كيف أطلقه ..
هل من عجب إذا ما صار القديس شريرا؟ ألا تعرفون قصص أبرار الكنيسة الذين فسقوا في أواخر أيامهم؟
ألم يكن يهوذا، يا موارنة الزمان الرديء، تلميذا بارا وباع معلمه بثلاثين؟

هل أنا منفعل؟
نعم .. أنا منفعل لأنني أقامر بمارونيتي كلها ... لأن اللصوص يسرقون تاريخها .. ولأن الصيارفة وباعة الحمام يمرغون بالوحل أطيب ما تذوقناه من إنجيل ربنا (المحبة والتسامح).
نعم أنا منفعل .. عندما يجيبني أحدهم كم هو ممتع اغتصاب فلسطينية في تل الزعتر أو مخيم شاتيلا .. ومن ثم يطلب مني العودة إلى مسيحيتي ...
أعرف المخبم ... وفيه نسجت أجمل وأرقى وأقدم الصداقات ... وفيه استقبلت ليلة الميلاد سنتين متتاليتين.. عاينت وجوه المصلين فيه ولم يكونوا مسيحيين .. أقاموا الصليب في وسط المخيم وألبسوه الكوفية الفلسطينية ..
ليلتها .. بكى الناس .. وزغردت النسوة..

كنا عشرة مراهقين ومراهقات موارنة .. نشهد لايماننا وسط شعب مطروح في المخيمات ..
أنا شاهدت وجه مسيحي في المخيم .. وأنتم ذبحتموه بسكاكينكم ..
لا بأس ..
فأنا أغفر لكن لا أنسى ... "سأحفظ كل شيء في قلبي" .. كمريم العذراء ..
فماذا ستقولون؟
السؤال مرمي في وجه المسيحيين عامة .. وبعض الموارنة خاصة.



#وليم_نصار (هاشتاغ)       William_Nassar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن ألبس الخسة مرة أخرى
- صلاة ذاك الطفل في داخلي
- العجوز الأحمر ... الحسين ... عاشوراء
- الهواء الفلسطيني ونصر تموز
- سحور إلهي لنصر تموز (بالمحكي اللبناني)
- مؤمن ملحد في رمضان
- شوية حكي للسيد حسن - بالعامية اللبنانية
- غسان كنفاني - إني أعتذر
- تابع لمقال إلى بعض السوريين
- إلى بعض السوريين ..
- معركة القصير ونداااء
- في موضوع المعارضة والموالاة
- ما قدرت
- بدها سكس وخيفانة من الحبل
- مي شدياق - جهاد المر ... يليق بكما وطن العملاء
- رسالة من كل طفل سوري ميت ... إلى كل الزعماء العرب الأحياء
- يا متخبي احفير وطلاع
- ميشيل بطرس - أبو قانا
- سقوط سورية
- كلاكيت تاني مرة ... الأوطان تريد تغيير الشعب


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وليم نصار - رسالة إلى الموارنة... إذا شئنا أن نكون نصارى