أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كمال يلدو - قليلون هم الذين سيبكوك يا فؤاد














المزيد.....

قليلون هم الذين سيبكوك يا فؤاد


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 17:41
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ما من احد منّا، ان كان بكامل وعيه انتظر ان تحصل المعجزة مع الفنان فؤاد سالم، الكل توقع النهاية. فقد تعب جسمه من المرض، وتعبت نفسيته مما عانته وشاهدته، خاصة في الأعوام الأخيرة. لكن يظل العجب سيد الموقف من سلوك السلطات الرسمية، والمعنيين بالثقافة تجاه محنة الفنان فؤاد سالم (ناهيك عن محن باقي الفنانين والرياضيين والأدباء)، فرغم المناشدات الكثيرة ، والمقالات التي كتبت اثناء مرضه، فقد تفننت الحكومة في الأفلات من مسؤلياتها، ورحل فؤاد!
ان ما جادت به اقلام العديد من الكتاب والكاتبات هو شئ طيب، ولأنسان وفنان يستحق حقا، لكني وجدت فيها ايضا، صرخة غضب على النظام ومؤسساته المعنية في التعامل مع (محن) فنانيه وأدبائه ورموزه الثقافية التي افنت شبابها في خدمة العام، واليوم تنتظر ان يقدم لها شئ يحفظ كرامتها.
كان من الممكن لي ان افهم موقف النظام البائد (لو جرت الحادثة في زمانه) تجاه الذين لم يمتثلوا لسياسته لتي اغرقت البلاد في بحور التخلف والموت، لكن ماهو تبرير (روبوتات) العهد الحالي، وميزانياتهم الخيالية. هل كان فؤاد من ابطال القادسية، ام من مداحي القائد الضرورة، ام من فناني القصور الرئاسية؟ ما هو تبريرهم؟ الم يعتلي فرس المعارضة العراقية وهو في اوج عظمته وتألقه الفني، ودفع لذلك ثمنا غاليا، يعز علـّي اليوم ان ارى سياسي المدرعات الأمريكية والأيرانية ان كانوا قد دفعوه، في الغربة والمرض والحرمان والتهديد والترحال! من منهم دفع ثمنا بهذا الحجم ؟
انا شخصيا لست معاتبا لهم، ولا لمن اتت بهم غيوم الصيف وصاروا في قمة الهرم الثقافي، ابدا، فقد كشفوا مرة اخرى عن عقليتهم وثقافتهم، كشفوا عن موقفهم من الوطن والمواطن، نزعوا قناع التقوى (المزيف) وبانت اسنانهم السوداء في مشهد رحيل البطل! واليوم، تركن الكرة في ملعب الناس، في ملعب المثقفين والوطنيين العراقيين حتى يعيدوا ترتيب الأوراق. ان هذه الجماعات ليست منّا وليست لنـّاـ وآمل ان يكون موسم الحصاد قريب.

فؤاد الذي زرع فينا حب البصرة
مامن مغن عراقي غنى لمدينته مثل فؤاد، وما من احد بذر حبها بين الناس مثله، يشاركه مجموعة الشعراء والملحنين الكبار الذين ساهموا في سمفونية المحبة البصرية. لكن ،يحز بالنفس الحصيلة التي خرج فيها فؤاد عقب زيارته للبصرة، حينما قال: ان حمل الرشاش اسهل من حمل العود في شوارع البصرة، هذه البصرة الجميلة...
"بصرتنا ما عذبت محب ....وأحنه العشك عذبنا...يابو بلم شط العرب ...يعرفنا وموالفنا" تكون فيها ادوات الموت مرخصة ومرحبا بها، بينما ادواة الفرح والحياة، تصبح مثارا للريبة والشك!

في ديترويت
ربما تكون ديترويت من المدن القليلة التي نالها نصيب استراحة الأنسان، فؤاد سالم، بعدما اخذ منه الزمن والترحال وملاحقة السلطات البعثية له قسطا كبيرا. كان منظرا يبعث على الأعتزاز حينما تقف الى جنب عملاق في الفن والثقافة العراقية وهو يحمل معك ذات المشعل، من اجل عراق الخير ، من اجل وقف الحرب، ومن اجل ازاحة الدكتاتورية. لم يكن سهلا عليه، لكنه تحمل الكأس بكل مرارته. لقد كان في مرمى فوهاتهم، وأمام مرتزقتهم، ولم يخافهم او يهابهم، ليس كما فعل البعض وباعوا الغالي بسعر رخيص!
في هذه المدينة غنى اجمل الأغاني التراثية، وأروع الأغاني الوطنية والتضامنية السياسية، من كلماته او من كلمات وألحان الفنانين الآخرين. وقف عاليا في احتفالات 31 آذار و 14 تموزونشاطات الأتحاد الديمقراطي العراقي، في ديترويت وشيكاغو وساندياكو/ كاليفورنيا. كان دائم الفخر بالطريق الذي اختاره والذي لم يحد عنه، وأستحق احترام الكثيرين، حتى من خصومه السياسيين.

وفؤاد الذي زرع فينا حب العراق
يا لتلك الليالي كم كانت طويلة، لكن الذي انارها وزينّها، كانت
اشرطة فؤاد سالم وأغانيه التي تحكي حب الأرض والأنسان والعراق. كانت بلسما لغربتنا ومناجاة لرحلتنا نحو المجهول والعدم. كانت اشرطته توزع مثلما يوزع الخبز الحار، رغم عمل السلطات الدؤوب في نزعه من ذاكرة الغناء، لكنه كان اكثر حضورا من خطابات صدام، وأكثر منها ترحيبا عند الناس! كانت كلماته تدخل الروح وتدلها على الأمل، ومازالت لليوم رغم الريح الصفراء التي تجتاح الوطن.

في الوداع
لا اظن ان وداعا كوداعك كان سيكون اروع مما جرى، انت كنت تبحث عن الطيب وعن الذي "جرفه صافي" وها هم رفاقك وأحبتك وناسك، المثقفين والفقراء والوطنيين، معك من بيروت حتى النجف "وقد شارك في التشييع نقابة الفنانين العراقيين المركز العام وفرع النجف واتحاد الادباء والكتاب العراقيين فرع النجف وجمع من الأدباء والفنانين في المحافظة وبعض من المنظمات الجماهيرية ومحلية الحزب الشيوعي العراقي في النجف وبابل ... والملاحظ غياب تمثيل وزارة الثقافة وكذلك الحكومة المحلية في النجف عن المشاركة في التشييع"** هم الذين حملوا نعشك في آخر رحلة لك مع الوطن، هل كنت ترغب بأن تشيعك الدولة التي تنكرت لك؟ ام كنت تريد من بين مشيعيك اشباه المثقفين والفنانين، او مخبروا النظام البائد؟
اعرف جوابك ايها الأنسان الطيب، اعرفه حق المعرفة، فمنذ ان تفتحت عقولنا وأستمعنا لأغنية "يا عشكنا" فقد كانت اشارة كافية لمعرفة من اية طينة انت ومن اي نبع قد سقيت! نعم، حزنت لرحيلك، مع ان امنيتي كانت ان تتجاوز محنة المرض و تعيش دهرا اطول ، لكني لم اعارض رحيلك ايضا، وقلت ، يكفي عذاب هذا الأنسان، يكفي ان يرى بصرته الجميلة وعراقه الحبيب بهذا البؤس وهذا التخلف، يكفي.

"العطر يبقى فواحا في اليد التي تعطي الورود للآخرين" .
الممثلة الأمريكية هيدا بيجار
** الخبر كما نشر في موقع الحزب الشيوعي العراقي

كانون ثان 2014



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيمة -طريق الشعب- في مهرجان اللومانتيه 2013: أريج الآس والذك ...
- الشاعر فوزي كريم ضيف ديترويت: لا أسأل إلا عن وطن يسأل عنّي
- د.سّيار الجميل من ديترويت: ان املنا بالوطن يكمن في الشباب ال ...
- أحزان كنيسة -أم الأحزان- في بغداد
- 50 عاما على خطابه الشهير-عندي حلم-:مارتن لوثر كنج، قائد في ا ...
- الجالية العراقية تصارع الأفكار في التعامل مع ابنائها -اصحاب ...
- في ذكرى عيد الصحافة الشيوعية العراقية:يبقى القلم الحر حليف ا ...
- خلل في البوصلة مابين موتين!
- حينما يفتح الوطن أذرعه للشبيبة
- تجليات البطل الوطني في شخصية الزعيم عبد الكريم قاسم
- بعد 50 عاما على الجريمة:انصافا لشهداء -تلكيف- وعوائلهم
- سؤال المليون: أين تقع ساحة الوثبة؟
- بشار رشيد، الدالّة في طريق العراق الجديد
- لمدوني اليوتوب:وردة، وألف مرة شكرا
- -حق العمل- قانون رجعي، يسلب العمال حقوقهم المشروعة
- -سيدة الباص- ...سيرة مشرفة لمناضلة عنيدة
- الشهادة من اجل الوطن لا تعّوض بالمال
- رحمة بالذائقة العامة من فوضى ال - دي جي-
- الغاء - الحصة التموينية- ورطة لم يحسب حسابها !
- المرحومة -شيماء العوادي- ومحنة العقل!


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كمال يلدو - قليلون هم الذين سيبكوك يا فؤاد