أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كمال يلدو - رحمة بالذائقة العامة من فوضى ال - دي جي-















المزيد.....

رحمة بالذائقة العامة من فوضى ال - دي جي-


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 10:01
المحور: كتابات ساخرة
    


ارتبطت الموسيقى بالبشرية منذ ان قام الإنسان الأول بتقليد اصوات الطيور ، ثم اصوات الطبيعة وصولا للغناء أو العويل ، وأكتشاف ادوات ترافق ادائه حتى اختراع الآلات الموسيقية البسيطة وتطورها في مسيرة الأنسانية ، فنشأ الغناء الفردي والجماعي ، تطورت الآلات وتعددت ، وتبادلت الشعوب ثقافاتها الفنية والأدبية حتى عصرنا الحالي ، عصر العلوم والتكنلوجيا . ذات الصورة شهدتها الساحة الفنية العراقية ، ان كان في الوطن او في المهاجر . فقد اشتهرت فرق الجالغي ، والفرق الموسيقية في احياء مناسبات الأفراح ، وبرز مجموعة من الفنانين الذين ذاع صيتهم لاحقا ، ثم دخل الطراز الغربي ( الفرق الغربية) الى الساحة الفنية ووجدت لها مساحة ، وبدأ جيل جديد من الشباب يلج مدارس الموسيقى ومعاهد تعلم العزف، وازدادت عدد الفرق وعدد فنانيها ، وصارت الفرق تسمى معظم الأحيان بأسماء قادتها ، رغم وجود اسماء فنية لتلك الفرق . ومع ازدياد الطلب عليها ، برزت الحاجة للرديف الذي يلبي حاجة المواطن ، ان كان في سرعة تحقيق الهدف او حتى في الأجور المتقاضات لأداء المهمة . هكذا انتشرت فكرة ال ( دي جي ) بعد ان شهدت امريكا و اوربا ولادة هذا النمط من الأداء الموسيقي.
و " الدي جي " ببساطة ، يعتمد على ثلاثة عناصر اساسية ، اولا : مجموعة جيدة من اقراص الأغاني ، حديثة وقديمة ، لمطربين هواة او مشهورين ، ثانيا : اجهزة الكترونية وسماعات مناسبة لحجم القاعات ، ثالثا : وهو الأهم ، العنصر البشري ، اي الشخص او الفنان الذي يقوم بأختيار الأغاني ، وتقديمها ـ مزجها - او الأضافة عليها وتحريك الجموع بأتجاه الوصول نحو الهدف من تلك المناسبة . اي ان تكون الجموع قد رضت على اداء ال " دي جي " ، لأن دوره محدود بالأختيار وحسن التوزيع .
واليوم ، وبعد التوسع الكبير الذي شهدته جاليتنا العراقية ( في مدينة ديترويت على الأقل) ، فأن عدد فرق ال " دي جي " صار اكبر بكثير من عدد الفرق الموسيقية ، وكما قلت ، لأن الجالية كبرت وكبرت معها مناسباتها وبالتالي فقد فرضت الحاجة وجود اعداد متزايدة من لاعبي ال " دي جي" .
كنا قد تعودنا على فناني الجالية المعروفين والمحدودين بعددهم ايضا ، وبالتالي نشأت علاقات وتعارف ، لكن هذا الشئ صار معدوما مع الوجوه الجديدة التي دخلت الى هذا ( البزنز) . الكثير من فرق الجالية وفنانيها ، درسوا الموسيقى وتخرجوا من ابرز جامعاتها ومعاهدها ، او ممن تتلمذ على يد امهر الفنانين العراقيين والعرب ، وقد خبرتهم التجربة والحياة لسنين طويلة قدموها بالعمل الجاد والتمرينات الصعبة والمتعبة والتي كانت تقترن دائما مع العمل في مجال آخر اضافة للموسيقى من اجل تلبية الحاجات المادية للفنان او لعائلته لأن ما يتقاضاه من الغناء كان محدودا ، وهو لحفلة واحدة او اثنتين في الأسبوع .
لأكثر من مناسبة اجتماعية احضرها ، ويكون فيها ال " دي جي " هو سيد الفن والثقافة . فبأمكان أي من القراء الكرام ، ان يعرف حجم ثقافة هذا الأنسان من خلال نوع اختياراته الغنائية وطريقة تقديمها . ولأن الآداب العامة لا تليق بي ان اذكر بعض التسميات ، لكني اكتشفت ان هناك جيلا ( غير قليل) ممن تربوا على ثقافة " الله يخللي الريس" ، ثقافة اغاني ميلاد القائد والقادسية ، وثقافة الحصار والتغيير والحواسم ، قد وجدت طريقها لمهنة ال " دي جي " وصارت تطرح اعلاناتها في السوق التجارية ، وتتنافس في الأسعار وبالتالي ستصادفها في العديد من هذه المناسبات الأجتماعية .
ما هي ثقافتها الفنية ، او الموسيقية ؟
ما هي ثقافتها العامة ؟
ما هي خلفيتها في الذائقة العامة ، وتأريخ الثقافة والفنون العراقية ؟
ما هي معرفتها بالفنانين ، وأجيالهم المنوعة ؟
كيف يمكن ارضاء اذواق اكثر من جيل يحضر المناسبات الأجتماعية ؟

كل هذه الأسئلة اضعها اما انظار الأخوة والأخوات العاملين في حقل ال " دي جي " ، وأضعها امام مثقفي جاليتنا ، وأمام عامة الناس . امام اصحاب الحفلات والمناسبات ، امام اصحاب القاعات التي تؤجر لهذا الغرض .
هل المهم هو الرقص وهز الأرداف ، والصراخ عاليا ، ام معرفة ما يذاع على مسامعكم من كلمات تافهة وحتى نابية ؟
ومن المسؤول عن انتشار هذه الأغاني الهابطة ، ووصولها الى الحفلات الأجتماعية للجالية ؟
ومن المفروض ان يقرر للذائقة العامة مداها ؟

صحيح ، ان هناك حفلات خاصة ، ولمناسبات محددة ، ولفئة عمرية معينة ، يمكن ان يقدم نوع او نمط من الغناء يجري الأتفاق عليه مسبقا مع ال " دي جي " وبالتالي فلا سوء فهم يذكر حينها .
لكن ، حينما تكون المناسبة عامة ، فمثلما هناك واجب اخلاقي بتلبية الدعوة التي يوجهها صاحب المناسبة ، فهناك واجب اخلاقي في المقابل بأحترام مشاعر الحضور وأحترام ثقافتهم ، من قبل صاحب المناسبة ومن قبل ال " دي جي " والذي يفترض به ان يكون فنانا ، متذوقا ، عارفا بأمزجة الناس ومراعيا لها ، عارفا بتأريخ الموسيقى العراقية وفنانيها ، عارفا بأهم مراحل الغناء العراقي ، وناظرا جيدا ليقدر نوع الفئات العمرية الحاضرة وأي من الموسيقى تتلائم وذائقتهم او ثقافتهم .

يتحجج معظم لاعبي فرق " الي جي" بقضيتين حينما تفتح معهم الحوار حول اختياراتهم الموسيقية في الحفلة : اولا : يقولون ان صاحب الحفلة هو من له الحق ان يقرر او هو من وجههم بهذا الأتجاه ، وثانيا : ان " الجمهور عايز كده" وبالتالي ، فلا ارضية لغناء آخر . وللطرفة ، عندما طلبت من احد الأخوة الذين يديرون " الدي جي " في مناسبة اجتماعية – خطوبة – ان يقدم اغاني استطيع على الأقل فهم معانيها او كلماتها ، ســـخر مني وقال : شتريد احطلك ام كلثوم؟
شبكت عشري على رأسي ......!!! تصوروا ، جواب هذا الفنان الذي يتحكم بذائقة اكثر من (250) شخص كان حاضرا تلك المناسبة .

هذه دعوة اخوية مخلصة لأحبائنا العاملين في حقل ال " دي جي " ، نعم لكم الحق ان تعملوا وتوفروا المال لعوائلكم ، لكن ليس على حساب الذوق والأدب العام ، ليس لأن اغـانينا قليلة . ليس على حساب مجموعة من الفنانين التافهين ، الذين يغنون في الخمارات والأماكن الساقطة ، هذا ليس فن وادي الرافدين ولا ثقافته . هذا الفن الهابط الذي نشره الجيش الشعبي البغيض ومنظمات البعث المكروهة .
في ثقافتنا الغنائية ، عشرات الأسماء الرائعة ومئات الأغاني والألحان الشجية ولكل المناسبات ، من التي تدعو للفرح والأمل وتمجد الحب والأنسان .لست مغاليا حينما اورد لكم أمثلة من مناسبات كثيرة ، يشارك معظم الحاضرين بالطرب والغناء وحتى بالرقص حينما تغنى واحدة من اغاني الجالغي ، او ناظم الغزالي ،او القبنجي ولميعة توفيق او عفيفة اسكندر او أمل خضير او رضا علي والعشرات من مبدعينا الذين صاروا شارات ثقافية للأجيال .
دعوة اخوية للقرأة والثقافـــــة والنهوض بواقع جاليتنا المعرفي وليس دفعه للمزيد من الأنحطاط . دعوة لمثقفينا ان لا يسكتوا على هذه الظاهرة السلبية التي صارت تنتشر كالسرطان ، دون ان يكون هناك من رادع لها ، دعـــوة للأخوة والأخوات ، اصحاب المناسبات ان يوجهوا فرق ال " دي جي " بأتجاه تقديم افضل ما موجود من موسيقى عراقية راقية ....ودعوتي الأخيرة الى الأخوات والأخوة ، حضور المناسبات الأجتماعية ، ان لا تتركوا لبعض الجهلة ان يديروا عجلة الفن والثقافة كما يشتهون ، ان توقفوهم عند حدهم ، وأن يعلموا بأن لهذه الجالية اصالة عراقية عمرها آلاف السنين ، اكبر بكثير من اصالة حانات الشام وبارات الخليج وتفاهات جيل الحواسم .



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاء - الحصة التموينية- ورطة لم يحسب حسابها !
- المرحومة -شيماء العوادي- ومحنة العقل!
- بعد عامان، ايّ منجز تحقق؟
- في العراق الجديد: محنة المسيحيين.. محنة وطن
- ما حاجتنا للقوانين!
- ما كشفته دعوة قناة - الفيحاء- الغراء ؟
- لماذا يتحول عمل الدولة لهبات ومكرمات شخصية !؟
- تعقيبا على مقترح فضائية - الفيحاء - الغراء ، حان وقت التغيير ...
- هذا ما حدث يوم 4 آيار 1886
- شارع الرشيد أم شارع المطار؟
- محاربة الافكار التقدمية والعلمانية ليست وسام مشّرف
- إقحام الدين في الجامعات العراقية ، البصرة نموذجا
- تحت اعواد المشنقة - يوميات مناضل في سجن الغستابو -
- المادة الثانية من الدستورالعراقي، موضع التطبيق!
- رجاءا ..اتركوا شهداءنا وشأنهم!
- - الضحية - بين مخالب مخابرات العراق الجديد!
- احذروا ما يؤسس دكتاتورية جديدة
- اسبوع على غياب - هادي المهدي-
- ماذا لو صح الخبر !
- البحث عن الاصالة في الغناء السرياني الحديث


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كمال يلدو - رحمة بالذائقة العامة من فوضى ال - دي جي-