اهالي الاقليم يترقبون مفاوضات اربيل بغداد واعينهم على مصير رواتبهم

سعاد قادر

الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 18:26
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

اهالي الاقليم يترقبون مفاوضات اربيل بغداد واعينهم على مصير رواتبهم
سعاد قادر
منذ أيام وأصحاب المحال التجارية والبسطات في اسواق اقليم كردستان يتذمرون من قلة الحركة التجارية وضعف البيع والشراء مقارنة بالأسابيع الماضية، ويتخوف العديد منهم من الحالة التي سيواجهونها اذا ما تأخرت الحكومة في دفع رواتب البيشمركه المتاخرة منذ اسابيع ورواتب موظفي الاقليم في الاسبوعين القادمين.
ربما يعكس ذلك القلق الذي اصاب التجار والموظفين على حد سواء، عدم ثقة الاهالي بقدرة حكومة الاقليم في تامين رواتب الموظفين والبيشمركة دون الاعتماد على الحكومة المركزية، في وقت يقدر عدد الذين يتلقون رواتب في الاقليم بنحو 1.250 مليون من اصل نحو 5 ملايين مواطن.
كما ربما يظهر عدم ثقة أهالي الاقليم بقدرة الصادرات النفطية التي ترسل إلى إيران وتركيا عن طريق الشاحنات بتامين المتطلبات المالية لاقليم كوردستان. وهاهم هنا يثيرون السؤال ذاته الذي يتكرر في كل مرة حول مصير تلك الصادرات طالما كانت الحكومة عاجزة بالاعتماد عليها لضمان حاجات الإقليم لبضعة أسابيع.
ويتساءل البعض: اذا كنا شركاء حقيقيين في العراق رغم ذلك تقوم حكومة بغداد بقطع الواردات المالية لمجرد حصول خلاف مع الإقليم، فهل يمكن ان نثق ونعتمد على تركيا في تامين المبالغ التي نحتاجها؟؟؟ وهل ستكون تركيا صادقة في وعودها بشراء نفط الاقليم بالكميات والمبالغ التي تؤمن حاجات ومتطلبات سكان الاقليم؟ هذا سؤال يثيره معظم مواطنو الاقليم، وهم في الوقت عينه يشككون في ان تفعل تركيا ذلك دون شروط مزعجة حتى لو كانت مستفيدة من النفط الكوردستاني الرخيص.
في العام الماضي أعلنت حكومة الاقليم عن قدرتها على إنتاج وتصدير 250 الف برميل نفط يوميا وهو ما بشرت به اهالي الاقليم (ما يشكل نحو 9 مليارات دولار سنويا في حال بيع برميل النفط بسعر 100 دولار) وفي العام الحالي أعلنت عن قدرتها على تصدير 400 الف برميل يومياً (مايشكل 14 مليار دولار سنويا) وقول وزير الموارد الطبيعية ان الطاقة الانتاجية والتصديرية للاقليم ستصل الى مليون برميل في غضون ثلاثة سنوات ( وهو ما يشكل 36 مليون دولار سنوياً) بينما تعلن حكومة الاقليم منذ سنوات وعبر الكثير من مسؤوليها سعيها لتحقيق الاستقلال الاقتصادي للاقليم بالاعتماد على موارد الاقليم، وهنا يتساءل الاهالي كيف لايمكن ان تؤمن كل تلك الكميات من النفط والأموال حاجات مواطني الاقليم؟ ولماذا ننتظر موازنة بغداد طالما كنا قادرين فعلا على تامين كل تلك المبالغ؟؟؟.
من المنطقي ان نتوجه نحو الاستقلال الاقتصادي عن العراق وان نخطو خطوة جديدة نحو تأمين وضع كردستان وتقويته أكثر وأكثر، طالما بإمكاننا تامين مبالغ مالية اكثر بكثير مما تسلمه بغداد لنا... والسؤال هنا لماذا لا تقوم حكومة الاقليم الآن بتلك الخطوة طالما هي قادرة على انتاج 400 الف برميل وطالما اتفقت مع تركيا على سبل التصدير؟ هل هي غير واثقة من خططها والبرامج التي تعلنها؟ ام انها غير واثقة من الوعود والمواقف التركية؟؟.
والسؤال المقلق هنا هو: الا ينسحب عدم ثقة حكومة الاقليم بخططها وبرامجها وبوعود تركيا، على ثقة اهالي الاقليم بالحكومة نفسها، وربما هذا دفع معظم سكان الاقليم الى انتظار نتائج مفاوضات بغداد اربيل حول النفط والموازنة علها تؤمن الاموال للبنوك التي يقولون انها اصبحت فارغة لتؤمن بدورها للموظفين رواتبهم بدون قلق للاشهر المقبلة.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل