أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد قادر - الحل غائب والاتهامات تتسيد المشهد الكردستاني















المزيد.....

الحل غائب والاتهامات تتسيد المشهد الكردستاني


سعاد قادر

الحوار المتمدن-العدد: 3569 - 2011 / 12 / 7 - 20:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحل غائب والاتهامات تتسيد المشهد الكردستاني

هل سيتم اللجوء للمهدئات الوقتية أم الحلول الجذرية؟


بعد موجة تبادل الاتهامات* بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الإسلامي الكردستاني ومع الغياب الواضح لدور الحكومة في ظل غياب المؤسسات التي لو كانت موجودة لما وقعت كل تلك الأحداث أو لما تطورت إلى هذا الحد، أقول بعد موجة الاتهامات ننتظر نحن المواطنون الحل الذي يعالج الأحداث ويمنع تكرارها مستقبلا ، أما استمرار لغة الاتهامات الحالية وحتى الاجتماعات واللقاءات الحزبية المحدودة ** تبقي التوتر في الإقليم ولا تقدم حلاً .
الحل وفق رؤية الكثيرين لن يأتي من خلال اللجان التحقيقية ولا عبر المنابر الإعلامية المسيسة وطرح الحجج والمبررات بل والأحكام الحزبية الجاهزة، بل عبر المكاشفة المدنية واللجوء إلى العقلانية وعبر حوار حقيقي بين كل الأطراف المعنية بالأزمة في كردستان، حوار شامل ومعمق بعيد عن المراوغة والتغليف والتصورات والرؤى والأحكام المبنية على المصالح الحزبية فالحوار الحقيقي هو الذي يضمن المصلحة العامة.
ولا يمكن خلق ذلك الحوار وإيجاد الحلول قبل الإقرار والاعتراف بالأخطاء، بجود أطراف مازالت تترفع عن القبول بحقيقة إنها يمكن أن تخطيء وتفشل مثل الآخرين، فالحزبان الرئيسيان الحاكمان يرفضان تقبل إن سياساتهما فشلت في إقامة مجتمع مدني متحضر وآمن كما فشلت في إقامة المؤسسات المدنية والديمقراطية وفشلت في بناء الاقتصاد والبنية التعليمية والثقافية السليمة مع الإقرار بنجاحها في مجالات أخرى.
من الواضح إن على الحزبين الرئيسيين كونهما يمثلان السلطة اليوم، الإثبات إنهما مستعدان لتقبل الآخر، واثبات إنهما يؤمنان بالحرية والديمقراطية، واثبات إنهما يتقبلان القانون وتطبيقه على الجميع، ومن هنا عليهم وقبل أن يعاقبوا الذين تورطوا في الأحداث الأخيرة المؤسفة، عليهم أن يعاقبوا مسئوليهم الإداريين والحزبين الفاشلين الذين يفكرون ويعملون بطريقة عليها العشرات من علامات الاستفهام.
والاعتراف بالأخطاء هنا ليست فضيلة، بل هي واجب ومسؤولية إذا ما أرادوا تصحيح الأخطاء وتطوير الأوضاع وضمان الأمن والسلم، وطبعا هذا يتطلب إبعاد الفاشلين ومعاقبة المسيئين .
نحن هنا نحتاج إلى أناس ذوي عقول متنورة وحكماء ومخلصين لهذا الإقليم ليطرحوا أفكار لحلول تخرجنا من هذه الدائرة المظلمة بعد أن اثبت مثقفو السلطة والمسؤولون المحليون فشلهم في بناء المجتمع السليم المتطور، المؤمن بوسائل التعبير الديمقراطية وليس بالعنف.
نحتاج إلى من يفكرون بعقلانية بعيداً عن المصالح الفئوية والحزبية الضيقة، لإيجاد الحلول لمشاكلنا المتعلقة بفساد البنية الاجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية، ولبناء مجتمع متطور يضم مؤسسات حقيقية سليمة واقتصاد قوي وبنية ثقافية متماسكة وقادرة على مواجهة الأزمات وتخطيها.
بكل أسف أثبتت التجربة في الأحداث الأخيرة عدم وجود إمكانية وقدرة على إدارة الأزمات، بغياب المقومات الأساسية الواجب توفرها للبنية الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية للإقليم والتي إذا توفرت من شأنها التغلب على أي أزمة مهما كانت أبعادها .
هناك مسؤولون في الإقليم يحاولون أن يلقوا بالمسؤولية على أيادي خارجية، وهناك من يريد اختلاق صورة أخرى للازمة بمشاهد أخرى لكي يبعد عن نفسه المسؤولية ويلقيها على آخرين، والسؤال هنا لماذا نلقي المسؤولية دائما على الآخرين وكلنا نعرف إننا المسئولون الرئيسيون عن هذه الأزمة وعن الأزمات التي قبلها، فنحن وحدنا بإمكاننا أن نوقف التدخل الأجنبي إن وجد، ونحن وحدنا بإمكاننا منع أي أزمة بمواجهة الحقيقة وليس بتغيير صورة الأحداث ونقلها وتوجيهها في اتجاه آخر.
وربما تكمن أسس الحل بالإقرار بالأخطاء و تحمل المسؤولية والسماح ببناء مؤسسات مجتمع مدني حقيقية وليست مؤسسات مجتمع مدني حزبية، وضمان الحريات على ارض الواقع وليس على الورق، وبناء المؤسسات المدنية الحكومية وإنهاء سيطرة الحزبية على القرار الإداري والاجتماعي والثقافي، ليسود بذلك القانون ويكون الفيصل والحاكم للجميع، وربما تحقيق كل ذلك يتطلب حوارا عقلانيا وطنياً شاملاً لا يستثني أحدا، فيه الكل سواسية، وهذا يتطلب بدوره إرادة سياسية.
والسؤال هنا هل الحزبان الرئيسيان الحاكمان، يمتلكان الإرادة لذلك أم إنهما سيواصلان البحث عن مخارج أخرى عبر تحويل المشكلة والالتفاف حولها بدلا من مواجهتها وحلها، ويبدو إن الحزب الديمقراطي (كونه المعني بالأزمة الأخيرة) بمسؤوليه ومثقفيه وصحفيه ومؤيديه يصرون على المخرج الثاني بدليل خلقهم لرؤية مغايرة للوقائع على الأرض ومحاولة تعميمها وترسيخها، وهذه الرؤية تتمثل بطرح سيناريو الصراع الطائفي والديني الذي يهدد الإقليم، للالتفاف على المشكلة الرئيسية التي تكمن في فساد البنية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإدارية والتي لا يمكن أن تقف بوجه أية اختناقات نتيجة أحداث عابرة تتحول إلى أزمات مفاجئة، مادام الجمهور يلجأ وبعد عشرين سنة من الإدارة الذاتية إلى العنف كلما أراد أن يعبر عن نفسه ومادامت السلطة تصر على ضبط إيقاع الحريات على مقاسها وخطوات التعبير وفق مصالحها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الديمقراطي الكردستاني يتهم الاتحاد الإسلامي بإثارة المشاكل والهجوم إعلاميا عليه ببث الأكاذيب وتوجيه الاتهامات ويصر على أن يقوم الاتحاد الإسلامي بالاعتذار له عن اتهام مؤيديه بالتورط بحرق مقرات الاتحاد الإسلامي، والاتحاد الإسلامي من جهته يقول إن على الديمقراطي أن يعتذر ويتوقف عن اعتقال أعضائه ويفرج عن عشرات المعتقلين وان يقر بالحقيقة ويبحث عن طريقة لتصحيح الخطأ الذي وقع فيه مسؤولوه ومؤيدوه بإحراقهم لمقرات الاتحاد الإسلامي.
** عقد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني عدة اجتماعات ولقاءات مع قادة الأحزاب السياسية وبعض الشخصيات الاجتماعية لكن قوى المعارضة البارزة بما فيها الاتحاد الإسلامي الكردستاني غابت عنها وهو ما افقدها الأهمية المنتظرة منها .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث زاخو رؤية مختلفة لوقائع مخيفة.... هل التهرب من المشاكل ...


المزيد.....




- البنتاغون يؤكد استمرار مراجعة المساعدات العسكرية لأوكرانيا ب ...
- بعد حديث ترامب عن إعادة برنامج طهران النووي عقوداً للوراء، - ...
- يديعوت أحرونوت: مجموعات مسلحة تعمل ضد حماس مع عصابة أبو الشب ...
- إيران تعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنديد د ...
- مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين في كمين مركب بحي الشجاعية
- وباء الحمى الشوكية يضرب أطفال مخيمات غزة الشمالية
- تحقيق لأسوشيتدبرس: المتعاقدون الأميركيون بغزة يستخدمون الذخي ...
- منظمة أممية: طفل يقتل أو يشوّه بالشرق الأوسط كل 15 دقيقة
- وصول سفينة إماراتية جديدة تحمل 2500 طن من المساعدات إلى غزة ...
- قد تهلك الجسم.. 5 خرافات عن الماء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد قادر - الحل غائب والاتهامات تتسيد المشهد الكردستاني