أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - -الملاقط- البشرية















المزيد.....

-الملاقط- البشرية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 12 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الملاقط" البشرية
بقلم:- راسم عبيدات
بداية عنوان هذه المقالة اوحى لي به الصديق الوفي هاني سرور "أبا علي"،عندما قال لي لن اكون ملقطاً،وفي تفسيراته لذلك،قال بأنه لن يضع ملقطاً على انفه كالعديد من رجال الأعمال،ويغوص في الوحل والعمل الوسخ من اجل جمع المال حتى لو جاع وإستدان.
والملقط له استخدامات مفيده،حيث يستفاد منه في مسك الغسيل اثناء نشره على الحبال،وكذلك قد يستخدم من أجل حفظ اوراق وغيره،او وضع الجمر والفحم على "الأراجيل " للمدخنيين،او تقليب الفحم والمشاوي أثناء الشوي،او عمل كوانين الحطب في الشتاء والبرد وغيرها،وانا هنا أريد ان أشير الى المعنى المجازي للملاقط،والمقصود هنا الملاقط البشرية على حسب توصيف صديقي "أبا علي"،حيث ان هناك شلل من المتملقين والمنافقين والمتسلقين والإنتهازيين والمتزلفين،وهم من يضعون ملاقط على انوفهم،من اجل إلغاء حاسة الشم،والدوس على القيم والكرامة والمبادىء والأخلاق،للقيام بأعمال أقل ما يقال عنها انها مريبة ومشبوهة وغير شرعية وقانونية،تشم منها رائحة الأتاوات والخاوات وشهادة الزور وتزوير الوثائق والمستندات بالحقوق والملكية وقلب الحقائق والتسلق والتملق والنفاق والتزلف والتمجيد والتغني بالبطولات والأخلاق لأناس،ليس لهم علاقة بالبطولة او الكرامة او الكرم والإنتماء الوطني ولا حتى بالأخلاق والسمعة الطيبة،فقط يقومون بذلك من اجل مصالحهم الذاتية،ومن اجل ان يلفتوا الإنتباه إليهم،ويسلطوا الضوء عليهم،وإظهارهم بأنهم قادة ورموز للوطن والمجتمع في قضاياه الوطنية والمجتمعية وغيرها،وهناك منهم،كما هو حال عملاء الإحتلال يبيعون حالهم بثمن بخس،ويعبرون عن خستهم ونذالتهم وتملقهم وتزلفهم،بطريقة فيها الكثير من القرف والإسفاف والإبتذال،لدرجة تشعرك بالرغبة بالتقيؤ،لما يسبغه المتملق والمنافق من صفات حميدة وبطولات ومعاني وشيم إيجابية على شخص او مجموعة،ي/تمارس كل انواع "العهر"والكذب والدجل والسرقة والفساد،وتعيث الخراب والتدمير والفساد في المجتمع.
وليس هذا فحسب،فهناك بعض انواع هذه الملاقط،ليس لديه أية خطوط حمراء او ذرة من ضمير او اخلاق او وازع ديني او وطني او قيمي،حيث تراه يتاجر في كل شيء من بيع وتسريب الأراضي والعقارات للإحتلال،او في ترويج السموم بكافة اشكالها وانواعها بين الشباب،أو المتاجرة في البضائع والمواد الغذائية والتموينية والمأكولات والمشروبات واللحوم الفاسدة او المنتهية الصلاحية أو المسروقة والمزورة والمعادة التغليف وغير ذلك،وما يلحقه ذلك من أذى وأمراض وقتل وموت بطيء بحق ضحاياه من المنتفعين او المشترين والمستهلكين لتلك البضائع والمواد،يمارس كل هذا "العهر"والأعمال الإجرامية وغير القانونية واللاإنسانية،ويظهر بمظهر الناسك والواعظ والمصلح والمرشد،ويطرح نفسه ك"واحد من "أشراف" المجتمع والغيورين على المصلحة العامة،أو تراه يدخل على أراضي وعقارات يعرف انها عليها خلاف إجتماعي او عائلي او أسري،بغرض التكسب والتنفع،او حتى يدعي الملكية عبر وثائق مزورة وأوراق ملكية وخرائط ومساحة،من محامين ومهندسين ورجال أعمال،أقل ما يقال عنهم،بأنهم يقمون بأعمالهم خدمة لأطراف وجهات مشبوهة،ومن أجل مصالحهم الذاتية،او يتلقى الخاوات والأتاوات،لقاء شهادة زور او تزوير وثيقة او سند ملكية،او يشارك في تنفيذ مشاريع وأعمال،ضد مصالح الوطن والبلد، مثل إقامة أبنية إستيطانية في قلب البلدات العربية،او حتى عمليات حفر وبناء تحت الحرم القدسي وأسفله...وغيرها،وتراه ينظر في الوطن والوطنية والإنتماء.
والملاقط لهم "زلمهم"ورجالاتهم الذين يقومون بتلميع صورتهم في وسائل الإعلام بمختلف انواعها،وكذلك بين أفراد المجتمع،ويظهرونهم على انهم رجال اقتصاد او رجال أعمال وتجار ومناضلين او محامين مرموقين لولاهم ولولا تضحياتهم وصمودهم وجهدهم وثباتهم لضاعت البلد؟؟؟،وهم في الحقيقة تجار منتفعين،يسربون الأراضي ويعقدون الصفقات المشبوهة،ويتقاضون الأموال ثمناً لتلك الصفقات المشبوهة والمريبة، ولا تكتفي تلك الفئة او الشريحة من الملاقط بذلك،بل تراهم يطرحون انفسهم رجالات مجتمع وأصحاب حل وربط،ويقومون بعمل مجموعة فعاليات تبرز دورهم ونضالاتهم وأعمالهم الخيرية ومآثرهم وبطولاتهم،ودورهم الوطني والإجتماعي والإقتصادي،وبقدرة قادر يصبحون متصدرين للمشهد بكل قطاعاته ومؤسساته،ولا يصح او يجوز عقد او عمل أي نشاط دون ان يكونوا على رأسه او جزء فاعل منه،وكذلك لا يجوز أن تخلو المنصة او الجلسة من كلمة لهم،أو يقوموا برعاية حفل خيري او تكريمي،بحيث يصبحوا هم من يمنحون شهادات الإبداع والتميز والعطاء والإنتماء.
وأبعد من ذلك هؤلاء الملاقط، لهم مجموعة من "الهتيفة" و"السحيجة" والمافيات والبلطجية،والذين يستخدمونهم كعصا غليظه،في تمرير ما يريدونه او فرضه سواء في قضايا بيع او شراء وغالباً باوراق مزورة او غير قانونية،أو في التنازل عن حقوق او قضايا،قد يكون رفعها واحد من الذين جرى التعدي عليهم أو المغبونين من جراء الحل الذي فرضه هؤلاء الملاقط،والذين يوزعون الأدوار والمنافع بينهم.
نعم الان كل المشهد مقلوب،وتراتيبية إجتماعية مقلوبة،ليس على مستوى القدس فقط،بل على مستوى الوطن،حيث تتراجع سيادة القانون،وتنشط المليشيات و"المافيات" العشائرية والقبلية،والبلطجية والزعران،ويتراجع الشعور بالمن والمان،وأضحت العديد من المناطق وبالذات المحاذية للمستوطنات،أو التي لا توجد فيها سلطة،مناطق يمارس فيها الملاقط،كل أشكال وانواع أعمالهم غير القانونية وغير الشرعية،وكذلك البلطجة والتعدي على حقوق الناس وكرامتهم وحريتهم الشخصية.
في مرحلة الهبوط السياسي والتراجع الوطني والإنهيار والهزيمة،تنشط الملاقط على شتى تسمياتها،وتصبح متصدرة للمشهد،ونصبح امام عصر "الرويبضة" بأبشع صورة،ويصبح الشرفاء دورهم،إما الحفاظ على الذات او السكوت والنأي بالنفس،او المجابهة،لكي يجلس الهرم على قاعدته بدل رأسه،وهنا الملاقط بكل تشكيلاتها وانواعها،تعمل على نشر جو من الإحباط واليأس والهلع والخوف بين الناس،وهذا يتطلب من كل القوى والشخصيات الوازنة والشريفة والمحترمة،ان تبذل جهداً مضاعفاً من أجل المجابهة والتصدي والمواجهة،حتى لو دفعت ثمناً غالياً.

القدس- فلسطين
12/1/2014
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكيم الذي غادر مبكراً
- قطر والإخوان حب وزواج فاشل
- ما المطلوب بعد فشل جولة كيري العاشرة...؟؟؟
- لا تتركوا أسرى الداخل وحيدين.....؟؟
- الفتنة المذهبية والطائفية على أبواب بيروت
- مفاوض عن مفاوض بفرق
- معايدات
- تجربة العيساوي دروس وعبر
- طبخة -كيري- أسوء من اوسلو
- وطن يهدم على مذبح العشائرية والقبلية
- القدس.....القدس....القدس....؟؟؟؟
- أعيادكم ....أعيادنا فالوطن واحد والشعب واحد
- قطر.....تقطر سماً
- المنخفضات السياسية....اخطر من المنخفضات الجوية
- ترميم التحالف الأمريكي- الإسرائيلي - السعودي
- خدمة وطنية فلسطينية بدل خدمة وطنية اسرائيلية
- رحيل مانديلا وجياب....خسارة لكل الثوريين
- -برافر- وفشل المفاوضات بروفة لإنتفاضة اوسع وأشمل
- المطلوب صندوق فلسطيني وخارطة طريق لدعم القدس
- ايران.....والمعادلات الجديدة في المنطقة.


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - -الملاقط- البشرية