أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد مظفر الحلي - اللوحة














المزيد.....

اللوحة


زيد مظفر الحلي

الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 19:05
المحور: الادب والفن
    


نداء الطفلة يتكرر...نداء الطفلة يتكرر..أخرجت صوت معتم ونادت:
- بابا,بابا،بابا
الصوت لا ينفذ ، سرقه الهواء وأخذ يدور به في الساحة أمام البيت , صرخت مرة أخرى .
- بابا متى تأتي .. أتجلب لي الحلوى ؟
سقطت دمعة على خدها .
- بابا لا يأتي...بابا راح .
أخذت عودا , له جناحين من طين , كجناحي الطائرة .. رسمت رجل بيده ﴿-;-﴿-;-رشاشة﴾-;-﴾-;- , وفي الاتجاه الأخر رسمت جندي مختبيء بين الحشائش . طعن الأول بسكين من الخلف , ثم رسمت قبرا , وضعت عليه من الزاوية اليمنى خرقة حمراء متسخة. ثم نهضت ودبكت برجليها على اللوحة ,وأخذت تصرخ ,ويعلو الهواء بصراخها.
- لا ,لا سيأتي , سيجلب لي الحلوى .
فتحت الباب امرأة عجوز بنابين سوداويين , وسيجارة لف بفمها ... حملت البنت على كتفها , ودخلت بها البيت.
انطمرت اللوحة بذرات التراب , وغدت ساحة لعب للهواء ,هبت عاصفة أخرى,حملت الأوراق , شربت القرية الغيم ,واصبغ الظلام في فروعها .. سقطت ورقة أخرى .
جاء رجل كهل متكيء على معول خشبي متصدع أنحنى عليها ,انتشلها ,دخلت بعض ذرات التراب بأظافره , قرأها , أبتسم , ثم ضحك ,,ثم قرأها بصوت عال .
- ستضع الحرب أوزارها
ويسرق الظلام القرية
عندها أبحث عنك
في المقهى
في الحانة
في القرية
وسأعثر عليك مطعونة
بكوب مكسور .
جلب الهواء صوت الطفلة من النافذة المفتوحة إلى أذنه.
- بابا ألا تأتي ؟
ثم علا صوت المؤذن , أصطدم بالحائط , وانتشر الصوت بين ﴿-;-﴿-;-درابين﴾-;-﴾-;- القرية , أمتزج مع صياح الديك.. انتشلت جمرة منطفأة , رسمت على ورقة صاجية اللون ,رجل منحن على طفلة تبكي على حافة نهر صغير , يقبلها , ويقدم لها وردة , رمت الورقة إلى الأعلى , أخذت تعول في الهواء , ثم سقطت على الأرض .
جاءت المرأة العجوز, جلست على عتبة الباب , نظرت إلى الطفلة , رأتها متكئة على التنور , ترسم على (كارتون)...اخرجت علبة التتن , اخذت سيجارة , وضعتها في ( مشرب) اسود , تناولت جرعة نفثتها بالهواء , اخذها الهواء عاليا , ثم تناولت جرعة خامسة , نفثتها ,رسم تابوت نظرت اليه بعينين غائرتين اخرجت صوت اجش
_ اجل, اجل , اجل
عثر على الورقه شاب ( مليح ) مرتد لامة حربية نظر إليها , تمعن بها جيدا , وضعها في جيبه . و تابع مشيته المهرولة .
نامت و هي متكئة على التنور,حلمت تفتح الباب لوالدها (...) وهو مرتد لباس أبيض إرتمت عليه, حملها و قبلها على وجنتها .
طرقت الباب , نهضت العجوز لتفتحها , رأت ثلاثة جنود , يحملون تابوتا ملفوفا بالعلم , صرخت , أعطاها الرجل الأول الورقة التي إنتشلها الجندي , ووضع وسطها قلادة فيها صورة الطفلة قبلتها , و صرخت مرة أخرى ....
نهضت الطفلة تهرول و هي تصرخ ....
_ بابا أتيت , لم تأخرت ...أجلبت لي الحلوى؟؟؟
















#زيد_مظفر_الحلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناص الأسطوري في نص حضرة الغياب لمحمود درويش
- الصورة الشعرية في الشعر العراقي (نازك الملائكة) إنموذجا
- قصيدة النثر استقراء منشئيه الرفض
- شعرية اليومي والمألوف في الشعر العراقي الحلقة الاولى
- اللغة الشعرية عند الماغوط
- الاغتراب الروحي في شعر نازك الملائكة
- شعرية المكان في شعر باسم فرات
- التناص الديني في شعر محمود درويش


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد مظفر الحلي - اللوحة