أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - زين اليوسف - عند ركن الجنة -قصة-














المزيد.....

عند ركن الجنة -قصة-


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 21:23
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


مر عامان تقريباً و أنا ألتصق بهذا الجدار..و في كل مساء أستمع إلى الأخريات و هن يجترَّرن الندم و الذكريات و المآسي دون صمتي..و أتساءل ألا يخشين من نفاذ الذكريات باستهلاكها جداً؟؟..نعم ما زلت أتذكرك رغم داء النسيان الذي ينتهكنا جميعاً..و لعلي لم أنسك لأني لم أشاركك على مائدتهن كل مساء..و كلما أتذكر ملامحك أعلم أنك تخللتني جداً لدرجة يصعب معها نسيانك..لا بأس بقي يوم واحد و ألتقيك..و كم أشعر بالندم لجعلي لك في وضعية الانتظار حتى أكمل نذري لك بعذاب من بعدك يطول قدر الإمكان..لا بأس فقد انتظرتك عُمراً فهل تجده من الكثير أن تنتظرني ليوم أخير آخر؟؟..فلن أتركك وحدك بمواجهة الرب بعد أن وعدتك أني سأستميت دفاعاً عنك أمامه كما مت أنت دفاعاً عن صلاتك عبر جسدي.

تعلم أكثر ما يغضبني هو إجبارهم لي على ارتداء هذا اللون الرمادي الكئيب قبل ليلة زفافنا الثانية..أتتذكر كم كنت أكرهه و كم كنت أكره أن يجبرني أحدهم على أي شي؟؟..أما زلت تتذكر تلك التفاصيل أم أني الوحيدة التي تتذكرها؟؟..بالطبع لقد تعودت على قذارة المكان و لا إنسانيته تجاهنا كما تعودت أن لا أحد يتذكر وجودي في هذا العالم إلا قاتلك الذي سيكون قاتلي.

و كنت من دين مختلف فهل أشعر الآن أني أخطأت؟؟..سأكون صادقة و أخبرك أنه:"نعم أخطأت جداً"..فلقد سجنت نيابة عن حياتك المسلوبة..و نادمة لأني كل ليلة أعتصر ذهني باحثة عن أنفاسك بجانبي فلا أجدها..و أندم لأن هناك دعابات كثيرة لم تضحك منها و نقاشات لم تحسم رأيك بعد فيها و سرير لم تصارعني بين حدوده فأغلبك مرة و تصرعني فوقه مرات.

و أشعر بالندم لأن الوشاية بنا كانت من جيرانك المسلمين و محاكمتنا تمت على يد قاضي مسلم و قاتلك مسلم و قاتلي مسلم..يا إلهي كم أذنبت بديني على دينك..و لكم تمنيت في كل ليلة لو كان الأمر مختلفاً "كثيراً"..أتذكر عندما طلبت منك أن تُغير دينك لكي تمنحنا شرعية أتوق إليها "واهمة" فأخبرتني حينها أنك حتى لو فعلتها سيظل الآخرون ينظرون على أنك "....." و لن يصبح الإسلام حينها يجَّبُ ما قبله..فهو يفعل فقط في المسلسلات الدينية القديمة وليس في الواقع.

لكني لم أعرفك بدينك و لا بأي تفاصيل هامشية أخرى..بل عرفتك عن طريق الرب الذي احتلنا لثواني لكي يتلاعب بقلبينا..لم أنزلق تجاهك بل هو من فعل بتلك الأصابع الربانية التي أصرت على تحريكي تجاهك..عندما كنت أتحدث معك كنت أشعر أن الدين أمراً هامشي و أشك حتى أن الله أوجده..ألم يخلقنا الرب لنحصل على السعادة؟؟..فكيف حرمنا منها بسبب أمر "هامشي"!!..لا اعتقده بتلك القسوة و لكن ذريته في الأرض هي التي كانت..لهذا أنا على يقين أني عندما ألتقيك ستغفر لي كما سيغفر هو لنا.

تعلم عند زيارة قاتلك لي لم أشعر أنه غاضب لأني فقدت بكارة العائلة معك..و لكن لأنها كانت معك أنت بالذات دون سواك..بل أن أكثر عبارة كان يرددها هي:"ألم تجدي إلا .... لتجلبي لنا العار معه و بسببه"!!..حينها ضحكت ساخرة منه و علمت أنه قاتلي لا محالة..فقط هو لن يعلم أنه سيقتلني ليس من أجل البكارة المفقودة و لا العار المزعوم و لكن لأنهما لم يُفقدا بواسطة جسدٍ مسلم و الخطأ بالنسبة إليهم الآن أصبح غير قابل للإصلاح.

عامان يفصلاني عنك..و التهمة؟؟..علاقة غير شرعية مع رجل أجنبي..هل لأنك من دين مختلف أصبحت في نظرهم "أجنبي" أم لأنك لم تنتظرهم ليمنحوك بل انتظرت من صاحبة الشأن أن تقرر ما ستفعله بروحها و جسدها معك..تمنحهما أم تمنعهما؟؟..أنهم حتى يحاولون سرقة شرعيتنا بسرقة مباركة الرب لنا!!..فتلك الواعظة -التي تأتي لتلقي علينا قصيدتها الوعظية كل شهر- أخبرتنا أن الزنا هو علاقة محرمة بين طرفين دون زواج..و عندما سألتها ما هي الشروط التي يجب أن تتواجد في شهود ذلك الزواج أخبرتني أن يكونا رجلين عاقلين و مشهود لهما بالصدق..و هكذا فقط!!..و دون وجود الرب بيننا كما فعلنا لأن وجودٌ هامشي!!.

و عندما سألني القاضي مشمئزاً من كان شاهديَّ على زواجي المزعوم بك أخبرته بجنوني الذي لطالما عشقته أنه:"الله" فضحك ساخراً و من ثم قال:"أستغفر الله"..أنهم يسخرون مني لأني استعضت بالله عن رجالهم و استعضت عن العقل و الصدق بمن خلقهما..فهل أنا الفاقدة لصوابي أم هم؟؟..و هل كان يفترض بنا الحصول على توقيع الرب لنضمن أن يدعونا في سلام و يؤمنوا كما آمنت أنا بأنك لم تكن يوماً بلا شرعية أستحقها فقط لأنك من دين مختلف؟؟.

أنهم ينتظروني خارجاً كما انتظروا غفلتك عنهم يوماً..و كما وعدونا حينها أرسلوك قبلي لتذهب "إلى الجحيم" كما يعتقدون..ذلك الجحيم الذي لا أؤمن أن الله خلقه من أجلنا..و عندما علمت بقتلهم لك داخل سجنك علمت حينها أني سأكون التالية مباشرة..و لكنهم أثروا الانتظار..لظنهم أنهم بذلك سيمنحوني رعب الانتظار فأموت قبل الموت..و يا لهم من حمقى لو كانوا يعتقدون أني لا أتمناه!!.

تسألني هل أخاف الموت و هل أصبحت أنتظر نهاية هذه الليلة بخوف دون اللهفة؟؟..إنه ينتظر خروجي ليمحوا عار ألحقته بهم و يا له فيما يعتقد من أحمق!!..فهم لا يعلمون أني ألتهم الأيام بجانب جداري كل ليلة بانتظار خروجي فإعدامي بأيديهم..فأتحرر حينها مني و من جسدي و من ديني و من أي خطيئة مزعومة لأذهب إليك..لهذا فليأتي الغد لأني فيه سأراك هناك حيث تنتظرني عند أقصى ركنٍ في الجنة..في ركنها بعيداً عن كل شي و أي شي و رب كل شي..حيث نقضم من تفاحها المُقدس نصيبنا من اللذة و بعدها فليحدث ما سيحدث..فحينها لن يهم أي شيء آخر.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب الله الغير مُختار
- الجنازة حارة و الميت -كلب-!!
- اليمن بلا إسلام
- نساء البخاري*
- عن الجنس و الشغف نتحدث
- إبليس يسكن الجنة
- دين وقح
- الإسلام جزء من المشكلة
- أنا و عُمر و -ما أنا بقاريء-
- ديانا و أسامة
- فيروز تُخرج من الملة


المزيد.....




- دعم للمرأة الجزائرية.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- -قرن- ينمو في جبين امرأة صينية تبلغ من العمر 107 أعوام
- الوكالة الوطنية للتشغيل 800 د.ج تكشف كيفية التسجيل في منحة ا ...
- طريقة التسجيل في منفعة دخل الأسرة بسلطنة عمان 2024 والشروط ا ...
- تقارير حقوقية تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن في السودان
- أنبــاء عن زيـادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى 8000 د.ج! ...
- جنود إسرائيل في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟
- وباء -الوحدة الذكوري-.. لماذا يشعر الرجال بالعزلة أكثر من ال ...
- مساعدة الرئيس الإيراني: مستعدون للتعاون مع قطر في مجال الأسر ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - زين اليوسف - عند ركن الجنة -قصة-