أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد مصطفى الغر - المتوسطون .. أهل الطبقة المختفية !














المزيد.....

المتوسطون .. أهل الطبقة المختفية !


أحمد مصطفى الغر

الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 14:43
المحور: كتابات ساخرة
    


عادة ما تتميز الشعوب بالتعددية الطبقية ، وتعدد طبقات المجتمع من الغنى الفاحش وصولا الى الفقر الشديد ، و من الصعب ان تجد فئة ثرية كثيرة العدد ، أو فئة فقير طاغية النفوذ والسلطة.. فالمجتمع خليط من كل الصور والأشكال ، و بكثرة تعدد طبقات المجتمع نجدها تحمل فى طياتها مزيداً من التناقضات التى تثير فى كثير من الأحيان علامات تساؤل ، فى الماضى لم يكن غريباً أن تجد أبناء الأثرياء و أحفادهم .. أثرياء بالوراثة ، وأن يغتنى كل مجتهد ومكافح بعد مشوار طويل من العمل و إجتياز الصعاب ، كان هذا فى الماضى .. أما ألان فقد بات من السهل أن تجد من بين صفوة المجتمع و أغنياؤه من وصلوا إلى ما هم عليه بطرق ملتوية و معقدة يشوبها الكثير من الشك و الارتياب . فى بلادنا العربية ـ للأسف ـ إختفت طبقات المجتمع و إنطمرت فى ظل طغيان قلة قليلة من الشعب ، قلة لا تزيد عن 5 % من اجمالى عدد السكان ، قلة تتمتع بالنفوذ والسلطة والمال و الحصانة ، و أشياء أخرى لا نعلمها و ربما لم يكن لنعلمها لولا ربيع عربى من الثورات التى كشف الفساد التى كانت تغرق فيها بلداننا ، ربما لأننا لم نكن يوما من تلك القلة القليلة ، و بشكل تدريجى اختفت الطبقة الوسطى من مجتمعاتنا العربية ، و انضمت الى الطبقة الكادحة الفقيرة المعدمة ، فاختل ميزان القوى فى المجتمع ، واختل الهرم المجتمعى الذى يشكل الهيكل الاساسى و الاجتماعى للامة ، ولم نعد نسمع عن أسرة متوسطة الحال ، او ميسورة المعيشة ، فأنت إما من نسبة ال 5 % التى تحكم وتسيطر وتهيمن على كل شئ أو دون ذلك

. يراود ذاكرتى مزحة قديمة تقول : أن مدرسا قد طلب من تلميذ ثرى جدا أن يكتب موضوع تعبير عن أسرة فقيرة ، و نظرا لأن التلميذ لا يعرف معنى الفقر من الاساس فقد كتب الاتى : " كان هناك أسرة فقيرة جدا ، الاب فقير ، والام فقيرة ، والابن فقير ، والبستانى فقير ، والشغال فقير ، والبواب فقير، ومديرة المنزل فقيرة ، والسواق فقير ، كلهم فقراء .. " ، لم يكن للتلميذ الصغير أن يستوعب معنى الفقر فكيف ينتظر معلمعه أن يعبر عنه ؟! ، هكذا كان الحال ـ أو يشابهه إلى حد التقارب ـ عندما حكمنا رؤساء طغاة و حكومات تشكلت من رجال أعمال فاسدين كان همهم الأول هو تدبير شئونهم و مصالحهم الخاصة ، فماتت طبقة كنا نعدها هى عصب المجتمع .. ألا وهى الطبقة المتوسطة ! بل ان إصدار المفكر وأستاذ الاقتصاد رمزى زكى كتاباً يحمل عنوان "وداعا الطبقة الوسطى" أكد إنطمار تلك الطبقات على طبقات الهرم المجتمعى ، فى ظل سياسات إقتصادية انتهجتها الحكومات الفاسدة التابعة للأنظمة الديكتاتورية فى بلادنا العربية ، تونس و مصر وليبيا و اليمن و سوريا وغيرها ، لا فرق بين الأنظمة الحاكمة سوى فى الأسماء و الأشكال ، أما السياسات و أساليب النهب و سرقة قوت الشعوب هى ذاتها ، وباتت الثروات والسلطات تتركز فى أيدى قلة معدودة لا تزيد عن 5% من السكان ، بل أقل من 5% ، لكن تكتمل الغرابة عندما كانت تتم بخطى ثابتة عمليات إعداد أبناء رؤساء الجمهوريات العرب كى يرثوا حكم بلدانهم من بعدهم ، فحتى الأوطان باتت جزء من الميراث !

إلا ان ثورات الربيع العربى قد أفشلت تلك المشاريع الاستعمارية المحلية الصنع ، التى كان من شأنها ــ فى حال نجاحها ـ أن تؤدى إلى إختفاء باقى طبقات المجتمع ! هكذا لم يعد هناك طبقة متوسطة الحال ، و اختفى المتوسطون ( أهل الطبقة المتوسطة ) ، و هناك إشاعات تقول : بأن لصوصاً مأجورين من قِبلْ القلة القليلة (طبقة الـ 5%) قد سطوا ليلاً على الهرم المجتمعى ، فسرقوا تلك الطبقة كاملة بكل اهلها وممتلكاتهم ، و هربوا من سرداب سرى فى الهرم المجتمعى ، و قد أعلنت الشرطة أن البحث عنهم مازل مستمراً ..



#أحمد_مصطفى_الغر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرون ميزة .. لإنقطاع الخدمة عنك!
- العدل أساس الملك
- نظرية أعواد الثقاب
- الوصايا السبعة للثورة !
- الرسائل الأخيرة لهذا العام !
- مؤسسة -الأسد- للكيماويات !
- عندما تساعد إسرائيلُ العربَ !
- مانديلا .. أيقونة النضال من أجل الحرية !
- السلطة الخامسة !


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد مصطفى الغر - المتوسطون .. أهل الطبقة المختفية !