أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد مصطفى الغر - نظرية أعواد الثقاب














المزيد.....

نظرية أعواد الثقاب


أحمد مصطفى الغر

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 13:57
المحور: كتابات ساخرة
    


في عام 1826، كان الصيدلي جون واكر يجري إحدى التجارب فى المعمل عندما خلط نسبة من كلوريد البوتاسيوم وكبريتيد الأنتيمون وقام بتقليبهما باستخدام عود من الخشب ، وبعد فترة قليلة التصق الخليط بالعود الخشبي المستخدم فى التقليب ، وحاول واكر أن يفصل الخليط عن العود بحكه في حجر صخري فوجد أن هناك شرارات تصدر نتيجة الاحتكاك فخرج للدنيا باختراع جديد اسمه " أعواد الثقاب " ، لكن اذا كان إختراع الثقاب قد تم بالصدفة .. فإن من إستخدموه فيما بعد لم يكن من قبيل الصدفة ، بل بوعى وإدراك تام .

و قد أشعل بعضنا خلال حياته الالاف من تلك الأعواد ،وقبل إختراع القداحات "الولاعات" .. خاصة من يدخنون السجاير ، وأتمنى أن يعرفوا ان التدخين حرام شرعا "كما ورد فى فتوى لدار الافتاء المصرية" ، وقبل أن تغزو الصين بلادنا بأشكال غريبة وعجيبة من تلك القداحات ذات الاحجام والالوان المختلفة ، بعود ثقاب واحد يمكنك أن تحرق منزلا أو شركة او مصنعا .. بل وطنا بأكمله ، عمليا الحرق يحدث بسبب النار التى يولدها الثقاب ، لكن فى الواقع أن البغض والحقد والكراهية و العنف الذى يحمله مشعل عود الثقاب هو ما يسبب الحريق الأكبر و الأشمل .

و للثقاب بعد حرقه .. وجهٌ آخر حسن ، هناك فن .. يطلق عليه " فن اعواد الثقاب " ، حيث يري الفنان الحياة فى احتراق الاعواد ، و أحد فنانى هذا النوع من الفن هو الفنان ستانسلاف اريستوف .. وهو روسى الجنسية و إلتقط الكثير من لقطات إحتراق أعواد الثقاب ولحظات إنطفائها ، ويفسر نظريته فى ان الاعواد المحترقه تمثل الحياة ذاتها حيث يري ان الاحترق يمثل الماضي والدخان المتصاعد منه يمثل الذكريات والجزء المتبقى من العود هو المستقبل اما النار فهى الحياة ، وان كنت أنا شخصيا أعترض على الجزء الأخير من تفسيره هذا .. بأن النار هى الحياة ، صحيح أنها مهمة فى حياة الانسان ، وأن إكتشاف الانسان لها فى البداية كانت أمراً هاما و نقلة كبيرة فى تاريخ البشرية ، لكنها ليست الحياة !

إن أسوأ ما قد يحدث فى أى وطن أن تجد بعضا ممن يصفون أنفسهم بالنخبة و قد أصابهم الخرس على ما يحدث من حرق أو تخريب لمقدرات الأوطان ، صمتهم حفاظا على شعبية صنعتها الصدفة أو الظروف لن يمنع النيران أن تلتهمهم لاحقا ، خلال الحرب العالمية الثانيةعندما كان يتعين على الحلفاء قتال اليابانيين في مناطق تتميز بالأمطار الموسمية الشديدة ، اقتضت الضرورة صناعة عود ثقاب مقاوم للماء. في عام 1943م، تمكّن ريموند دي كادي من اختراع تركيبة كيميائية تحمي عود الثقاب الخشبي إلى حد أنه أمكن إشعاله بعد بقائه 8 ساعات تحت الماء ، حيث يطلى هذا الثقاب المقاوم للماء بمادة مقاومة للماء والحرارة، ولكن هذه المادة لا تمنع توليد احتكاك كاف لإشعال الثقاب ، لكن الثقاب الذى يحرق وان طالت مدة بقائه مشتعلاً .. فلابد له من نهاية يموت بها منطفأة ناره



#أحمد_مصطفى_الغر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوصايا السبعة للثورة !
- الرسائل الأخيرة لهذا العام !
- مؤسسة -الأسد- للكيماويات !
- عندما تساعد إسرائيلُ العربَ !
- مانديلا .. أيقونة النضال من أجل الحرية !
- السلطة الخامسة !


المزيد.....




- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد مصطفى الغر - نظرية أعواد الثقاب