أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين طاهر - بقرة : حنون / قصة قصيرة














المزيد.....

بقرة : حنون / قصة قصيرة


عبد الحسين طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 01:27
المحور: الادب والفن
    


بقرة حنون !!؟
قصة : قصيرة ساخرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : الكاتب الساخر عبد الحسين طاهر / عضو لاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ....

لو كنت قد رأيت بقرة حنون بأم عينيك كما كنا نشاهدها في قريتنا لِما صدقت ادعاء بني إسرائيل أن البقر متشابه!!..فهذه البقرة ، , بقرة حنون، هي وحدها نوع خاص لا مثيل لها في قريتنا لذلك أضحت مثلا تتمثل بها امهات القرية اذا ما طلب احد الاولاد..استكانة حليب زيادة او قطعة زبد صغيرة ليتم بها خبزة (زقنبوته) اشارة الى فطوره وهذه هي لغة الدلع عند أولاد قريتنا وقد يسمعون رد امهاتهم ..اشعندي يا حسره قابل هايشة حنون (اتحلب بجدرين حليب و دالوشه دهنها أكبر من هاون صكبان )..
وتواصل: أمهاتنا اشلون لو ما هايشة ابوكم (بكوه) والبكوه في اللغة الدارجة صغيرة وذميمة وشحيحة اللبن لكنهن في النهاية كأمهات يتخلين عن حصتهن من الحليب والزبدة ويكتفين باستكانة الشاي لصالح أبنائهن وتسمعهن يرددن باصوات منخفضة (ما عاشت ال............) وفي ضحى يوم شتائي أظهرَ حنون شطارة وقدرة فائقة على المساومة في سبيل بيع بقرته..في المقدمة وقبل كل شيء رفع يدهُ وحلف يمين( يكسر الركبه) وحق هذا هزاز الطوفة ، إشارة الى مقام سيدّ نعمه..اقول وانتم ما لكم يمين عليّه ..يلن الهايشه بجر وهذا بطنها الأول وبالطبع لا احد في القرية له مصلحة في فضح ادعاءات حنون وكذبته هذه يعتبرونها من الكذبات البيضاء فالجميع يعرفه انه قد ـ باع ثلاث بطون مما ولدت بقرته ـ في تلك اللحظة نزعت بقرة حنون رأسها بعنف من بين أيدي الجلابة (البياعه شرايه) الذين اكملوا عدّ قواطعها وفحصوا أسنانها وعاينوا لسانها لينتقلوا الى الطبطبة على ظهرها ولي ذنبها (ذيلها). توجس حنون أن يجدوا عيبا ما في بقرته ويمتنعوا عن شراءها فافتعل حركة مباغتة وذكية عَرَك خاصرتها ودفعها بقوة فاندفعت ترمح الى الأمام..كل هذا وحنون لا يزال يواصل حلفانه ..عاد لهزاز الطوفة مرة ثانية وتذكر فواده ام هاشم وصرخ يا جماعه ليش ما تصدقون مو حلفتلكم بهزاز الطوفة ...عمي وفواده ام هاشم..لو ما سالفة (هلتبن) يعني شهادة الجنسية ما بعتها ..اريد اكلب وجهي من الرمليه اغرب لبغداد عسى الله يفتحها بوجهي و(اغيد جندي)..ها...عمي وكيلكم لله اخذوها ابلاش إذا الله يهديلي *اسماعيل الروضان ايسلفني غمصلته الخاكي .... عمي .... اريدلي.... سداره.... سداره...بس حتى اخطبلي وحده من الحلوات .....قبل ما يخلصن,
وأخيراً تمت الصفقه (وَصفط حنون بجيبه ثمن الهايشه) نوطين امهات الخمسه وصار يوم ينحدر لكرمة بني سعيد ويوم يغرب لسوق الشيوخ..وما قصر *ابو مالك ..سيد برتو رحمه الله شهد امام البيك مدير الناحيه ..يلن حنون آل محمد عصملي من سبع اجدود وهو من التبعيه العثمانيه اباً عن جد وقد وقع على تلك الشهادة كل من *روضان آل لطيف شيخ العشيرة *وطاهر آل عويمر جبير الزجاجحه .وأخيرا اكتملت معاملة شهادة الجنسية من جميع اركانها واصبح حنون آل محمد في يوم من الأيام يتلفت يمين وشمال في باب مدير شهادة الجنسية ببغداد. سمع احدهم ينادي باسمه ..حنون محمد صرخ نعم سيدي نعم وفي لحظات كان يقف امام ضابط اشيب وجها لوجه ولأول مره في حياته يشاهد هكذا مكتب وبهذه الفخامة وضابط بهذا العدد الكبير من النجوم والتوج تزين كتفيه ..أربع نجوم وتاجان على كل كتف تاج ونجمتان بالتساوي ..صفن حنون وهو ينظر الى الضابط الأشيب المهيب الذي يقلب اوراق معاملة شهادة جنسييته واخيراً نطق الضابط الأشيب ..شسمك؟.. انت حنون ام حنحون ..ارتبك المسكين واجاب لا سيدي حاحون!! ... تلعثم وارتج عليه النطق فتوقف يتذكر اسمه!! كان الضابط الأشيب يقلب الأوراق ويشرح الخطأ الذي وقع به مأمور المركز والبيك مدير الناحية لقد دونوا اسمه بنسخة الكاربون حنحون وليس حنون ..
(وما قصر الكريم ) مره ثانية رجع (حنحون) للقرية خائبا وكان يحكي لنا عن مغامراته في بغداد وحكايته مع بلشتية علاوي الحلة كما يسميهم وكيف انهم فرهدوا مصرفه بلعبة قمار لاصطياد المغفلين مارسوها معه فوق السبعة وتحت السبعة وحكايته العويصة مع ..نسخة الكاربون وطلايبه مع البيك ...مدير الناحية!!!

سيد برتو :هو برتو البعاج
روضان الطيف هو شيخ عشيرة البوحمدان
طاهر العويمر هو والد كاتب السطور رئيس فخذ الزجاجحة
اسماعيل الروضان هو واحد من شباب قريتنا بعد ان كمل الدراسة في المدرسة الحمدانية كان اول المتطوعين في الجيش العراقي
صطبان هو صكبان الهلال احد اجاويد قريتنا
حنون المحمد هو شخصية ساخرة بويهمية عاش عازبا وكان يحلم بالزواج من واحدة من حلوات القرية لكن حلمه هذا لم يتحقق



#عبد_الحسين_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفأر في المصيدة /الذكرى العاشرة لاصطياد الكتاتور
- في السنوات العجاف / دفاعا عن الحكومة ..ولكن !!
- الفرق بين جهاد النكاح ونظرية... نيوتن!!
- تداعيات
- كفته ..اودوه حنون
- حلة الملك ..والاستاذ خلف
- إعصار - ساندي - وثقافة الكراهية ..ثقافة التخته رمل!!
- أوراق قديمة/ غداً سأعطي صوتي !!
- مرة أخرى مع ابن..المقفع
- قرأنا لكم/ القساوسة يطاردون ..السحرة والساحرات !!؟
- وداعا أبا جعفر ايها ..الحداثوي الجميل
- أبا جعفرأيها ..الحداثوي الجميل
- من ذاكرة الأحداث / وإلمن تريّد الحَيل..يابو سكينه
- حليب من..دبش !!
- ياحلاوة..صار البيت..لمطيره!!
- هجوم الحكومة ..عادت حليمه لعادتها القديمة
- وجه ..امي
- امهارش ..الهراتي
- وجهة ..نظر.. منتازة !!
- قرأت لك العالم اينشتين وومضة ..البصيرة /4


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين طاهر - بقرة : حنون / قصة قصيرة