أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حسونة - لغتي جذوري و مستقبلي














المزيد.....

لغتي جذوري و مستقبلي


محمود حسونة

الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 12:56
المحور: الادب والفن
    


(مير لاند) ، (سيتي ستار ) ، ( لايت هاوس ) ، ( بيتش بلو )... هذه أسماء فنادق ومنتجعات سياحية ليست في مقاطعة انجليزية ، بل هي في قلب مدينة غزة العربية العريقة وسكانها عرب بنسبة 100% .
( أنا حر في اختيار اسم محلي التجاري ) هذه إجابة أحد صاحب محل تجاري في قلب مدينة غزة ، بعد سؤالي له عن سبب اختيار اسم انجليزي لمحله التجاري، وكأن الحرية ضاقت إلا على الأسماء الانجليزية للمحلات .
عشرة من لاعبي فريق كرة القدم الجزائري العربي تحدثوا باللغة الفرنسية في مقابلة أجرتها معهم إحدى الفضائيات العربية أثناء نهائي كأس العالم لكرة القدم عام 2010م، شعرت بإهانة مريرة لأن السبب الرئيسي الذي دفعني لتشجيع الفريق الجزائري أنا وغيري أنه فريق عربي يمثل الكرة العربية .
لغتي هويتي وتاريخي وقومي وحضارتي وتراثي وحاضري ومستقبلي ، لغتي وسعت كتاب الله ، وأنشد بها الشعراء وأسعفت الأدباء ، لغتي عاطفتي ووجداني .
يقول ابن خلدون ( إن قوة اللغة في أمة ما ، تعني استمرارية هذه الأمة ، لأن غلبة اللغة بغلبة أهلها ) أما محمد صادق الرافعي فيقول ( ما ذلت لغة شعب ، إلاّ و ذل ).
( أرب أيدول ) ، ( أرب كوت تالينت ) ، ( ذا فويس ) هذه أسماء برامج عربية تعرض في فضائيات عربية ، أصحابها ومشاهدوها والمروجون لها عرب ، وانتبه لأسماء الفضائيات العربية تجدها انجليزية صرفة ( أم بي سي ) ، ( أل بي سي )، ( ماكس )، ( دريم ) ، نحتقر لغتنا فنحتقر أنفسنا وتاريخنا وهويتنا ، أخوتنا الأكراد والأمازيع ناضلوا بشراسة لتمكين لغتهم وترسيخنا ونحن نهزأ بلغتنا .
لن أنسى مشهد رئيس إحدى الدول الصغيرة وهو يخطب على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بلباسه الوطني ولغته الوطنية وهو يجيد بإتقان ثلاث لغات أجنبية ، احترم هويته فاحترمه الحاضرون وصفقوا له .
ولتعلم أن دولا تستخدم الحرف العربي في كتابتها وتسميه الحرف الشريف ؟؟!!
( لاحياة لأمة دون لغة ) هذا ما قاله المفكر اليهودي إليعازر بن يهودا في نهاية القرن التاسع عشر وخلال خمسين عاما تحولت اللغة العبرية من لغة ميتة تكاد أن تندثر إلى لغة حيوية رسمية في الجامعات والمدارس وريا الأطفال .
... تكثر في أسواقنا منتجات وطنية 100% عليها ملصق باللغة العبرية وكأنها علامة الجودة ، ويقسم وبافتخار مروجها أنها صناعة إسرائيلية .
نحمل أطنانا من قشور الغرب نقلدهم في كثير من مظاهرهم ، فلماذا لانقلد الصيني في احترامه للوقت ،و الفرنسي في اعتزازه بلغته ووطنيته ، والألماني في مثابرته وإصراره ، والياباني في تحديه للطبيعة وهو يسكن في أرخبيل مضطرب جولوجيا ؟؟ نحاكي الأجنبي في لغته وكأن لغتنا تقزمت وعجزت .
في خبر نشرته إذاعة لندن الدولية في 15 / 12 / 2013م : أن ّ أكثر من ثلثي طلبة المرحلة المتوسطة في دولة لبنان قد رسبوا في مادة اللغة العربية !!
من يتحمل المسؤولية نحن أم اللغة أم علماء اللغة ومجامع اللغة العربية النائمة عن التطور؟؟
والويل لك حين تشتبك في حديث مع واحد من ذوي الحقائب السمينة ، فيرجمك بمصطلحات انجليزية وهو يبتسم وكأنه يتباهى بثقافته الأجنبية ، إن استخدام المصطلحات والمفردات الأجنبية ليست علامة جودة ثقافية أو تجارية ، ولغتك ليست علامة تخلف ، فلغتي هي جذوري وحضارتي .
من المفضل جدا ثقافيا وحضاريا وعلميا إتقان لغات أجنبية وتوظيفها فيما يخدم الأمة ، ومن المفضل أيضا احترام لغتي وتقديرها وترسيخها .
في أثناء كتابة خاتمة المقال سمعت رنين هاتف محمول ، ثم سمعت صرخة ( آلو ) وهي التعريب المحلي لكلمة ( هالو ) الانجليزية وقد تخلل المكالمة كلمة ( أوكي ) أكثر من ثلاث مرات !!



#محمود_حسونة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمل وإحباط ... ثورة الياسمين
- مانديلا العرب
- سوريا الفتنة


المزيد.....




- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية
- الغاوون:قصيدة (وداعا صديقى)الشاعر أيمن خميس بطيخ.مصر.
- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حسونة - لغتي جذوري و مستقبلي