أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حسونة - أمل وإحباط ... ثورة الياسمين














المزيد.....

أمل وإحباط ... ثورة الياسمين


محمود حسونة

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 22:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الذكرى الثالثة لثورة الياسمين...
يقول الروائي الانجليزي جورج أورول :
( لا لمن يؤسس دكتاتورية لحماية الثورة ،ولا لمن يقوم بثورة لتأسيس دكتاتورية )
نجح الشعب التونسي بإسقاط الدكتاتورية وما تمثله من فساد واستبداد وسوف ينجح في رسم مشروعه الوطني الديمقراطي.
إن الحالة الديمقراطية في تونس مازالت تسير بالاتجاه الصحيح رغم الخلافات والعقبات بعيدا عن التناحر المسلح كما يحدث في الجارة ليبيا ، فالحوار بين المعارضة المنظمة المتمثلة بالاتحاد العام للشغل و الحكومة وما فيها من حدة و تجاذبات هي الطريق الأسلم للوصول إلى بر الأمان فما خلفه النظام البائد من تركة ثقيلة وتراكمات ضخمة تحتاج لجهد مضني من الجميع للوصول إلى طريق الأمان بما يحفظ للشعب التونسي كرامته ويحقق له أحلامه ‘ لتكون تونس الخضراء الرائدة في الثورة العربية والرائدة في الديمقراطية الواعية .
لا يمكن إنهاء مخلفات الدكتاتورية بعصا سحرية ، فإن الثورة ليست كل التغيير ، ولكن التغيير هو ما يمهد للثورة لتحقيق أهدافها في الديمقراطية والحرية فالثورة هي أول الطريق وليست نهايته ومن الجهل الاعتقاد أن اليوم التالي للثورة سيكون لجني ثمار الثورة.
إن تونس تمر بحالة مخاض عسير لمولود الديمقراطية الذي مازال بحاجة ماسة للرعاية الفائقة ، وهذا طبيعي لبلد لم يمارس الديمقراطية الحقيقة بتاتا وهذا يشبه الأم البكر التي تحتاج للتدريب الشاق لرعاية مولودها الأول ليشب فتيا قويا .
مرت ثلاث سنوات على ثورة الياسمين وفي اعتقادي أنها فترة قصيرة لإصلاح ما تم تخريبه خلال عقود طويلة من الدكتاتورية ومخلفاتها الفظيعة ، فالثورة الفرنسية العريقة والرائدة في الحريات احتاجت لثماني عقود لترسخ مبادءها، عانت خلالها ما عانت من دسائس لكنها نجحت في النهاية وحققت أحلام شعبها ، فالدكتاتورية حريق في الحقول الخضراء لا يمكن إطفائه بجردل ماء أو حتى برميل ، فلا معاناة إذا كان هناك هدف منشود يستحق الصبر والتضحية.
يقول الكاتب الألماني جورج بوشنير : ( من يقومون بنصف ثورة ، إنما يحفرون قبورهم بأيديهم ).
فمسيرة الثورة التونسية عليها الاستمرار تحت ظلال الديمقراطية بصحبة الحوار والحوار فقط لتحقيق أهدافها بعيدا عن مقولة ( الثورة تأكل أبناءها).
يقول فولتير :(إنني أختلف معك في الرأي لكنني أقاتل من أجل حريتك في التعبير) صحيح أن هناك صراع داخل التنظيمات السياسية لطموح سياسي عند عناصره ، وصراع بين الأحزاب على السلطة ولكنها حالة طبيعية إذا تمت في وعاء الديمقراطية الذي يحوي الجميع كما يحق للمعارضة انتقاد الحكومة ومراقبتها وتصيد أخطاءها ، دون أن نفسر ذلك بالمؤامرة كما يحدث في الأنظمة الدكتاتورية.
لا يجوز لأي لون سياسي احتكار الثورة التونسية فهي لا تخص فئة أو فصيل أو جهة وليس هدفها السلطة ، فهي ملك لكل الشعب وسلطتها سلطة الشعب
والثورة لا تخص أيدلوجية مجمدة ولا هي طراز لحقبة زمنية بل هي ديمومة متطورة . وليعلم الجميع أن السلطة ليست هدف الديمقراطية بل بناء المجتمع الواعي الحر الذي يحترم الرأي هو الهدف الاسمى لها لأنه ينتج سلطة تحترمها وترسخ مبادئها ولا تتنكر لها لبناء وطن حر يتسع للجميع .
إن الحالة التونسية مطمئنة لحد بعيد فهي بعيدة عن ثقافة القتل رغم بعض الحوادث المحاصرة والمجتمع التونسي منسجم و بعيد عن القبلية والطائفية مع بعض الجهوية وهذا يدعو للتفاؤل بمستقبل تونس الديمقراطي .
الخوف الحقيقي على المسيرة الديمقراطية في تونس ، هو من التدخل الخارجي المشبوه ، من المال الدكتاتوري الذي قد يفسد الحياة الديمقرطية الحديثة العهد .
إن الاستقرار السياسي بأبسط العبارات يفضي إلى النمو الاقتصادي ويدفع عجلة التنمية إلى الأمام ولو ببطء وهذا يحتاج إلى الصبر والروية من الشعب التونسي ليقطف ثمار ثورته ، وبذلك يقطع الطريق على المثبطين فيتفتح الياسمين التونسي في ربيع تونس الخضراء وليدرك الشعب التونسي أن من زرع سيحصد عاجلا أم آجلا ، رغم كل المنغصات والمؤثرات القذرة التي تحاول العبث بقدسية الثورة التونسية .
(الذين لا يتحركون لا يرون أغلالهم)
بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مانديلا العرب
- سوريا الفتنة


المزيد.....




- بعد خلاف حاد بينهما.. ترامب ينتقد إعلان إيلون ماسك تأسيس -حز ...
- الأولى منذ وقف إطلاق النار مع إيران.. ما الأهداف الحوثية الت ...
- وزير الخارجية اليوناني يلتقي خليفة حفتر في بنغازي وملف الهجر ...
- انطلاق مفاوضات -هدنة غزة- بين إسرائيل وحماس في قطر
- غارات إسرائيلية على الحديدة في اليمن
- حرائق اللاذقية مستمرة..ووزير الطوارئ السوري يكشف حجم الخسائر ...
- ترامب: -فرصة جيدة- لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة هذا الأسبوع ...
- عاجل: إسرائيل تشن هجوماً على مدينة الحديدة في اليمن
- وسط محبيه.. الدالاي لاما يحتفل بعيد ميلاده التسعين في المنفى ...
- تيك توك يعمل على تطوير إصدار جديد قبل بيعه لمستثمرين


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حسونة - أمل وإحباط ... ثورة الياسمين