أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود حسونة - مانديلا العرب














المزيد.....

مانديلا العرب


محمود حسونة

الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 19:40
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


منديلا العرب
الزعامة لا تكون بالحكم أو بالقوة والتسلط أو بنفي الآخر ، الزعامة حكمة و تسامح وعفو وتعالي على الصغائر، وتسامي على الجراح وقيادة الأمة على بصيرة لتحقيق غاياتها بأقل التكاليف و أقصر الطرق ، هذا ما يجب أن نتعلمه من سيرة حياة الزعيم الأفريقي مانديلا الخالد .
هذا العملاق الانساني لا تربطنا به رابطة دينية أو قومية بل تربطنا به رابطة الانسانية السامية الراقية بعيدا عن العرق واللون والمعتقد وهي بأبسط أبجدياتها تعني تقبل الآخر واحترام حقوقه .
الزعيم منديلا اختار أصعب الطرق في التعامل مع خصومه الذين نكلوا به وبشعبه لعقود طويلة ، اختار طريق التسامح والتصافح فقزم وأحرج خصمه وأظهر ضعفه وحشره في أصغر الزوايا ، وكان بإمكانه اختيار أسهل الطرق في الانتقام والثأر وزج ببلاده في دائرة انتقام لا تنتهي ، فاستحق بجدارة احترام الانسانية جمعاء وصار بذلك من أعظم قادة القرن العشرين .
منديلا الانسان تنزه عن الحكم بعد أن تولاه لفتره قصيرة وباختيار شعبه وهو يعرف تماما إمكانية السيطرة عليه ولمدى حياته بإرادة شعبه .
منديلا الملهم الخارق فتح أفق رحب من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للإنسانية قاطبة على أسس التسامح فكان رائد للحق والعدل ، فقاد البشرية من حيث لا تدري واستقطب حوله كل المحبين للخير والسلام ، وسرى له تيار سحري وسري في نفوسنا
علمنا أن الإنسان بآدميته يمكن أن ينتصر على وحش الانتقام.
وأن المروءة والشجاعة والبطولة والمستقبل الآمن هو للنفوس الخيرة مهما حاول أعداء الإنسانية تعطيلها وكبحها .
ما أحوجنا نحن العرب لمنديلا يطهرنا من الأدران التي تلوث نفوسنا ، من الحقد الذي يعشش في قلوبنا ، ومن المغرضين المضللين القساة الذين حولوا ربوع بلادنا الجميلة إلى ساحات قتل ، فاغتالوا براءة الانسان ودمروا مستقبل وحاضر أمتنا ، نحتاج لإنسان عظيم بفلسفة منديلا النبيلة يهزم الوحش الضاري الذي يتغذى على فكر معوج و مشوه ، يخلصنا من وحل هزيمة الانتقام التي سحقتنا وتكاد تغيبنا دون عودة ، نحن بحاجة إلى إنسان ، يرشدنا إلى جادة الصواب ، فالمشاهد الدموية السائدة في العراق وسورية وغيرها من مناطقنا العربية تدلل على ذلك ، نحن بحاجة إلى شعوب تدرك غايتها وتسعى لها بوعي عميق بعيدا عن تشوهات الفكر المريضة التي تصرخ بلا وعي للذبح والسلخ ، مرة باسم الطائفية وأخرى باسم الحزبية وأخرى باسم الجهوية ... وأخيرا أتساءل ( لو شاهد أحدنا إنسانا تشتعل فيه النيران ، ألا يندفع نحوه مسرعا لمساعدته ؟؟! أم يسأله قبل مساعدته ، ما لونه وما جنسه ، وما طائفته ومذهبه قبل أن يساعده ؟؟ ... أنا متأكد أن أي واحد منا سيندفع تلقائيا وبعفوية بريئة لمساعدته، وهذا يمثل المشاعر الإنسانية الطبيعية لأي إنسان سوي ، فالتعامل الإنساني مع بني آدم لا يتطلب شروط الجنس و اللون والمعتقد ، كمهنة الطبيب الذي يعالج مرضاه على المساوة بعيدا عن أي اعتبارات وإلا فهو لا ينتمي لإنسانيته بالدرجة الأولى ولا لمهنته الشريفة السامية )
قال تعالى : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)

بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا الفتنة


المزيد.....




- شركة في دبي تأمل بإطلاق خدمة التاكسي الطائر في عام 2026
- ماذا قدّم أسبوع باريس للأزياء الراقية لعروس شتاء 2026؟
- أوروبا تمنح إيران مهلة: إما التفاوض بشأن برنامجها النووي أو ...
- صفقات بين واشنطن والمنامة بنحو 17 مليار دولار.. عشية لقاء تر ...
- النووي الإيراني ـ الترويكا الأوروبية تهدد طهران بإعادة فرض ا ...
- ميخائيل بوغدانوف مهندس السياسة الروسية في الشرق الأوسط
- لماذا خاطب بزشكيان الإيرانيين المغتربين؟ خبراء يجيبون
- %52 من الإسرائيليين يؤيدون حكما عسكريا في غزة
- هآرتس: تدمير غزة يُنفذ عبر مقاولين إسرائيليين يتقاضون 1500 د ...
- عاجل | وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل مهاجمة قوات النظام الس ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود حسونة - مانديلا العرب