الله والجنس

أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 16:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الله؛ لأنه لم يلد ولم يولد ولم يشعر، فهو يُجبر المسلم على ألا يشعر، فيزرع به غريزة الجنس، ثم يأمره ألا يمارس ذلك الجنس، إلا عن طريق الزواج، وهو غرض نبيل بحد ذاته، إلا أن تحقيقه، يتطلب عدالة بتوزيع الرزق، لا يتمتع بها الله، الذي يدأب على ترديد شعارات من نوع الفقراء عيالي والأغنياء وكلائي، بالوقت الذي لا يكترث الأغنياء لذلك الهراء، وقطعا لا يمتثلوا له، فليذهب الله وفقراءه إلى الجحيم، فلا قوة على الأرض ولا حتى بالسماء يمكنها أن تلزم الأغنياء بميثاق هم لم يوقعوا عليه، فلا هم رأوا الله، ولا هم عاهدوه على أنهم وكلاءه، ويمكنه أن يخدر الفقراء والمؤمنون والكسالى والأغبياء بما يحلو له من الشعارات، تماما كالاشتراكيين، الذين يبيعون للناس الوهم، ويعدونهم بيوتوبيا يستحيل تحقيقها.

الله؛ المسلم، وهو يطلق حملته المقدسة لمقاطعة الجنس، لم يكن يدرك قوة الجنس، وأنه حاجة إنسانية ملحة وأصيلة، وأن ربطه بالظرف المادي، شرط لا يتحقق للأعم الأغلب من الناس، لأن الأعم الأغلب من الناس فقراء، نتيجة تكتل تاريخي للثروة بيد مجموعة من الأغنياء، على امتداد التاريخ، وكأنها سنة كونية أو ناموس، لا يمكن التعامل مع الجنس بالزواج أو الزواج بأربعة أو الزواج من تسعة، لأنه ليس كل إنسان نبي همجي، يحصل على خمس الغنائم، ويسرق نساء الرجال الآخرين ليغتصبهم رغماً عنهم، ولو افترضنا أن خمس الغنائم لله، لأنفاقها على فقراء المسلمين، فلماذا أوصى نبيه البدوي الهمجي معشر الشباب العزاب بالصوم، ولم يقدم لهم الخمس ليتزوجوا؟ قطعاً لأنه سارق وقاطع طريق، والسارق وقاطع الطريق لا يُلقي بالغنيمة للفقراء من معشر الشباب ممن هم بحاجة للمال للزواج.

الله؛ لأنه منتج ثقافي بدوي وهمجي، فهو يفكر بعقلية البدوي والهمجي، ولا يمكنه أن يفكر بشكل عام أو مطلق، ولا يعنيه الصالح العام أو مصلحة العامة، لمجرد رغبته أن يتجنب المسلم الجنس حتى يتزوج، فأغلب حياة الشباب المسلم تضيع في محاولة الزواج، ومحاولة العمل من أجل الادخار للزواج، بالوقت الذي لا يوجد فيه عمل من الأصل بالدول المسلمة، فالدول المسلمة يعاني أغلبها من بطالة وتضخم، تجعل من أغلب السكان وأغلبهم من الشباب، تحت خط الفقر، إذن فهو مقدر سلفا، أن يظل الشاب يلهث وراء غريزته، دون أن يفكر بأي شيء آخر بحياته، دون أن يفكر من الأصل بحياته، فتذهب حياته أو الجزء الأكبر منها، في محاولات مستميتة لبلوغ الجنس، عبر الزواج، مع زوجته، عن عمر يقترب من الخامسة والثلاثين، بالوقت الذي كانت يجب أن تكون حياته مكرسة لأشياء أهم، كالدراسة والتحصيل والابتكار والعلم والسفر، وكل تلك الأمور التي يتمتع بصناعتها الشباب غير المسلم، الذي يعتبر الجنس مسلمة، وليست قضية كونية يجب أن يكرس حياته من أجل أن يمارسه.

الله الأوروبي؛ الذي أصبح منتج ثقافي أوربي، لا يتدخل بحياتك بشكل فج كـ الله المسلم البدوي، فيجعل من غريزتك أمر طبيعي، ويجعل حصولك على الجنس حاجة طبيعية، وبإمكانك أن يكون لك صديقة، تتلمس معها غريزتك أنى شئت، دون أن يكون ذلك حرام أو عيب أو أثم، دون أن يكون ضد القانون، دون أن يكون ضد العرف والعادات والتقاليد، فالإنسان الأوروبي، روض الرب الأوروبي، وجعله يفهم أخيرا، أن العلاقة لا تحتاج لخمسة وثلاثين عاما لكي تبدأ، وأن تلمس العلاقة مع طرف آخر ليس بالأمر الجلل، وأن تلك العلاقة لن تخلط الأنساب، لأن كلاهما يعرف الآخر، ولا يختلط بغير الآخر، كما أنه هناك شيء يُعرف بالعلم، قطعاً لم يسمع عنه إله الصحراء البدوي، ذلك الشيء المدعو بالعلم به تحليل الحمض الوراثي لكل إنسان، ويمكن لأي إنسان أن يثبت نسبه خلال نصف ساعة بأحد معامل تحليل الدم.

الجنس مشكلة بالعالم العربي والإسلامي؛ والله البدوي لم يقدم لها حلاً عندما أمر المسلمون بتجنبها، وجعلهم كلهم فقراء، ثم أمرهم بالزواج، الجنس مشكلة أعمق من أن يتصدي لها إله بدوي بمجموعة أوامر ونواهي بالية، وقمعه وكبته يؤدي إلى تحول رجال المملكة أو أغلبهم إلى مثليين الجنسية، وتحول نساء المملكة إلى سحاقيات، الله البدوي الجاهل الذي يتوهم أنه يهذب الجنس بالمسلم، لا يفعل شيئا سوى تشوية ذلك الجنس، وتحويل نصف شباب العالم العربي إلى شباب يستمنى بالنصف الأول من حياته، وربما يعتاد الاستمناء بعد الزواج أيضا، الله المسلم الجاهل لا يعرف أن باكستان ومصر أكثر دول تكتب كلمة جنس بمحرك البحث جوجل من ضمن كل دول العالم، الله المسلم الجاهل لم يجرب أن يختبر مشاعره وهو شاب مع فتاة شابة ويحبها وليس بالضرورة يغتصبها أو يستمنى عليها، الله المسلم الجاهل لم يخرج من صحراءه منذ 1400 عام، بل لم يخرج من خيمته، حتى يري النور والحق والصواب.

الجنس بأوروبا حقيقة، وأمر تقليدي وشائع، وليس كالحيوانات أو البهائم، الحيوانات أو البهائم هي من تستمني، وتشاهد أفلام إباحية، وتمارس اللواط والسحاق ببلد مسلم، ويبحث أهلها عن الجنس على المواقع الرقمية، بدلا من أن يمارسوه بشكل طبيعي في النور والعلن، الله المسلم الجاهل، أسوء منتج بدوي همجي ظهر بحياة المسلمين والعرب.

#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين