إيمان أحمد سلاّم
الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 16:57
المحور:
الادب والفن
أعيش فترة من فتراتي الحزينة المعتادة،
ذلك الحزن الهادئ الخدر الذي لا أعرف له سببا أو وجهة..
سكون يكتنفني فأضيق له ساعة
و أنسجم معه ساعة
و كأنني أرافقه في رحلة مدّ و جزر...
المقطوعة الثانية لسوناتا المنبعثة من الأعماق تجمّل ليلتي الساكنة الحزينة
و تدعوني إلى الغوص في طيّات مشاعري لأستخرج كلامها الدفين...
أرغب في البكاء كلّما تغيّرت نوتة اللحن...
لكن سوناتا شوبان أروع من أن أختزلها في دموع بلهاء...
إنّها تدفعني إلى الحلم إلى الأمل إلى السعادة ثمّ أعود إلى انكماشي و حزني...
مراوحة عجيبة بين مشاعر متناقضة في دقائق معدودة.
لسوناتا سحرها الليلي الخاص
إذ تنسيني الإطار المكاني
فحيثما كنت تأتي يد مدهشة لتنتزعني و تحملني حيث تنعدم أهميّة الأشخاص و الأشياء
حيث أبقى بمفردي بين سوناتا تعزف حزني،
و عيون ليليّة برّاقة مبتسمة تحدّق في عبر السماء...
تنتهي المعزوفة فأضمّ حزني إلى قلبي و أعتصره
و كأنّني ممتنة لوجوده.
فهو شعلتي الصغيرة التي تؤجّج نار الخيال و الكتابة
و اكتفاء عجيب وليد افتقادي لشيء مجهول...
قطعة ضائعة من أحجية السعادة
وهي التي تجعل الأحجية دائما مشوّقة
و تجعل السوناتا شريطا حريريا يسترسل في الهواء نحوها
فأتسلقه
علّني أصل إلى قراءة لغة الكمال
و ككلّ مرّة تنتهي المعزوفة
و أعود إلى نقطة البداية دون أن أدرك حلّ الأحجية أو قطعتها المفقودة.
لكنّني أعود محمّلة بالمزيد من الحزن الجميل،
الذي يدفعني للكتابة بجوع و عنف.
#إيمان_أحمد_سلاّم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟