أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد السعدي - عندما كنت هناك














المزيد.....

عندما كنت هناك


مؤيد السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سمعت الكثير من الاحاديث الجميل وكلمات تحلق الى مسافات مجهولة لامنيات ضائعة بين احلام العودة والخوف من المجهول، ان جوهر علاقة الغربة هي القرب من الوطن على الرغم من بعد المسافة، ذلك الطائر المحلق الذي يظهر كلما مر الحديث عن ايام الطفولة او حماقات المراهقة، وليالي المرح والسهر، وصحبة الاصدقاء واشواق المحب، ودفء احضان الام وصحبة الوالد وحكايات الماضي، نستدعي كل ذلك ليكون حاضرا وكأننا نستذكر رحلة جميلة ، واغلب المبحرين في ذكرة المكان والزمان تسمع منهم كلام تشعر ان قلبك يكاد ان يتمزق او يخرج من جوفه ولكن عند سكون الصراحة تختفي كل كلمات الاطراء والمدح ويبدأ السخط يحضر بقوة وتتبخر الامنيات بالعودة الى حضن الوطن الغالي والسبب تلك المتفجرات الغبية وذلك السوق المليء بالمجرمين والقتلة الذي ينخر ثوبه المطرز بالذكريات الجميلة بفساد مزمن وتناحر طائفي مقيت كان بالامس القريب عناق للسلام. يفتخر كل عراقي يعيش غربة وطن بنوع خاص من النفاق الذي يخفيه وراء كلمات المدح والثناء حتى عندما يصمت فكأن عيناه تحكي قصة مشاعر غريبة وغير مفهومة تنتهي بتقبيل تراب الوطن ، قد يبدو للبعض انني اظلم الكثير من الذين ضاعت سفينتهم في عباب الشواطىء والمحيطات ، ان الحقيقة على الرغم من قسوتها فهي حقيقة. لم اجد الا القليل ممن قالوا ما اخفوه ولم يتلون بالاوان تثير الاستغراب، حتى الحب اصبح في نظرهم مفقود على الرغم من انهم يمارسوه بشطارة مع افراد المجتمع الحاضن، وعندما يلتقي العراقي مثيله في الغربة يجعل منه حوض لمشاكله وامنياته الضالة التي يحيلها دوما الى بلده الاول الذي يحنُ له مبتهلا هذه التوسلات لا تجدي في وقت يحتاج البلد الى ناسه الشرفاء وليس لكلمات الثناء ، حيث تمتزج الامنيات بالرغبة بواقع مشابه لما تعودوا عليه من نظام لن يجدوه في بلدهم هذا التفكير هو جزء مهم من تفكير اغلب المهاجرين فهم يشعرون ان حبهم منقسم بين الرغبة بالعودة والاستقرار في محيطهم الجديد والذي ينعكس سلوكا سلبيا على حياتهم العامة . ان هؤلاء الافراد في الغالب يعانون من مشكلة الطفولة المرسومة بدقة والتي حاول النظام السابق ان يعتني بها بالشكل الذي يرغب وها هو يحصد ثمار الطفولة ونفاق الكهولة ، في صورة يمتزج الون فيها بشكل يثير السخرية ، عمر الانسان قصير مهما طال ، ومن حقه ان يحلم بيوم جميل ولكننا نحن العراقيون نحلم اننا نغرد فوق جذع نخلة باسقة تعانق شمس تموز ونحلم اننا في احضان الثلوج والمراعي الخصبة.
ان الاحلام الجميلة قد تبقى حبيسة في الذاكرة لا تبرح عنها ولا تغادرها مهما طال الزمن ، ولكن قد تخرج هذه الاحلام للنور وتنطلق محلقة فوق افق المستقبل اذا كان الاصرار ممزوجة بالشجاعة واذا كان الخوف في الركن البعيد من الذاكرة فليس هناك شيء يسمى مستحيل امام ارادة الانسان ، قد لا يستطيع الانسان ان يحلق في السماء ولكنه يستطيع ان يفكر بالتحليق .



#مؤيد_السعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ثورة الرأي الى ثورة المبادىء
- مقال
- يا سادة يا كرام
- وطن من دخان
- قصيدة - سيدتي الجميلة


المزيد.....




- العاصفة الاستوائية ميليسا تتشكل في منطقة البحر الكاريبي.. إل ...
- دخول قوات تركية إلى غزة.. كيف رد نتنياهو على سؤال حول الدور ...
- حاكم دارفور لبي بي سي: الدعم السريع يمنع دخول القوافل الإنسا ...
- بريطانيا تزيل -هيئة تحرير الشام- من قائمتها للمنظمات الإرهاب ...
- عملية أمنية تستهدف جهاديين فرنسيين بـ-فرقة الغرباء- في إدلب ...
- موجة جديدة من الضربات الروسية على منشآت للطاقة في أوكرانيا ت ...
- هجرة الأدمغة الأمريكية إلى كندا: تداعيات قرارات ترامب على ال ...
- مجلس الصحة الخليجي: أولياء الأمور الركيزة الأساسية في بناء ا ...
- إنفوغراف.. ذهب فلسطين الأخضر في خطر
- مسؤول بمنظمة الصحة:? ?الهند لا تزال بحاجة إلى بذل جهود إضافي ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد السعدي - عندما كنت هناك