أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احلام الربيع - الطاهرة .....قصة ..ج2















المزيد.....

الطاهرة .....قصة ..ج2


احلام الربيع

الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 09:19
المحور: الادب والفن
    


ازدادت حالتي النفسية سوءا ..وازدادت معها اصوات وساوسي ارتفاعا ..كانت تشكل لي كابوسا لا اعرف كيف اتخلص منه ..الشراب المسكر كان يمنحني راحة نفسية محدودة الاجل أصحى بعدها على واقع كرهته ولم اعد قادرة على تحمله ..وجودي وحيدة نصف الشهر بعيدةا عن زوجي كان له تاثير ثنائي المفعول ..الاول ايجابي كنت اختلي لنفسي واتامل حالي ...والثاني سلبي كانت الوحدة تخيفني مع وساوس شيطانية تملئ راسي ضجيجا وتامرني بافعال اكرهها ...في احدى الليالي اتصل بي جون هاتفيا وطلب مني لقائه ...شكرته وقلت له صعب علي تلبية دعوته ....ولكنه اصر فما كان مني الا الايجاب ....
في شقته ..اعترف لي جون انه كان يمر من امام بيتي ليتنشق عطري الخاص ... الجادور ..ل ديور ..قلت له ..(اذن انه الحب ...)اقترب مني وتبادلنا القبل ....
كان جون من اصول تونسية استقرت عائلتة منذ زمن بعيد في بريطانيا ...شابا مفعما بالحيوية... سمرة بشرته اقرب الى لون الخمرة .. لون عينان سوداويتان ...وشعر اسود مجعد ...بنيته العضلية مكنته من العمل كمدرب في صالة للبناء الجسام ...لبق الحديث ...انيق الملبس ...شد نظري ملابسه الداخلية (كالفن كلايين )...قال جون ...(اني ادعوك الى صالة الجيم التي اعمل بها ...تعالي هناك ستقضين وقتا ممتعا ...)
قلت له (لو عملت لي خصما على الفاتورة ...فانا سوف ات ..لا محالة ....)وضحكنا سوا

علاقتي بجون اعطتني دعما نفسيا كبيرا ...بدأت انظر للحياة بتفاؤل اكبر ....ذهبت الى الكوافير وصبغت شعري بلون المهوكني ....قال لي جول انك تبدين به اكثر اثارة ...وازلت الشعر الزائد عن المناطق الغير مرغوب بها ...ليبدو ملمس جسدي حريريا كما قال جون بعدها ....

لم تمر فترة طويلة الا وتدهورت حالة طاهرة النفسية مجددا بعد ان خفتت نار الرغبة لدى جون ازاءها ولم يعد يهتم بها كما كانت اولى لقاءتهما وبدت طاهرة تتذمر من استغلال جون لها فكان يطلب منها المال والهدايا مما جعل طاهرة تدخل في ازمة مجددا ....لولا ان استجدت امور اخرى وظهر لها وكانه فرج قريب حيث تعرفت الى بنت مغربية الاصل تدرس في بريطانيا ...تعرفت عليها في العيادة وتوطدت العلاقة بينهما الى درجات كبيرة ....جعل طاهرة تنسحب من حياة جون رويدا ...وتنساق خلف حبيبتها الجديده روبي ...الجميلة بنت العشرين من العمر ...
تعرفت طاهرة الى روبي من خلال مراجعتها في عيادة النساء وهي تشكو من الم في الجنب الأيسر من الحوض ...ظهر من خلال جهاز السونر انها تشكو من اكياس على المبيض...اسرعت طاهرة باجراء العملية الجراحية لازالة هذه الاورام الحميدة ...توطدت علاقة طاهرة ب روبي بعد ان نشأة علاقة حب وتعلق شديد لدى طاهرة اتجاه روبي ...وقامت بمساعدتها في تكاليف التداخل الجراحي والمبيت في المستشفى حيث كانت روبي تشكو من ضائقة مالية ..وعدم وجود من يعولها ...فكانت تعمل في كافتيريا مساءا لتوفير اجور الدراسة والسكن ...

كانت طاهرة قد مرت في هكذا تجربة عندما كانت طالبة حيث احبت زميلتها في الدراسة وتبادلا الكثير من العلاقات الحميمة ..الا انها سرعان ما توقفت عن هذا السلوك بعد ان دخلت الجامعة وتعرفت بحبيبها الاول ...

تقربت طاهرة من روبي كثيرا وكانت تكثر من تقبيلها ...والاحتكاك بها .ابدت روبي الكثير من الارتياح من هذه العلاقة ...وخصوصا الموقف الانساني الكبير التي قامت به طاهرة اتجاهها في المستشفى وبعد خروجها ....واخيرا تبادلت طاهرة مع روبي علاقة حميمة ارتاحت طاهرة منها كثيرا ..وبالخصوص بعد ان تعرضت للكثير من الضغط النفسي من الرجال الذين صادفوها في حياتها

بدات علاقة طاهرة مع روبي ...اثناء ما كانت في المستشفى وبعد اجراء التداخل الجراحي ...قلت لروبي كلميني عن احوالك ..قالت روبي ( ابي مغربي ويعيش في الجزائر تعاون مع الجيش الفرنسي اثناء الاحتلال ....وبعد التحرير خرج ابي وامي مع الفرنسيين الى فرنسا خوفا من تنكيل الثوار بهم .....) قالت طاهرة ..(كانت هناك مجازر للجزائريين ممن تعاون مع الفرنسيين )...قالت روبي ...( ابي استقر في مرسيليا مع امي ولي ست اخوة وثلاث اخوات ...انا اصغرهن ... لم ارغب بالدراسة في فرنسا بسبب العنصرية التي تمارس ضد الجزائريين في فرنسا ...) قالت طاهرة ...(وكيف وصلتي الى بريطانيا )...قالت روبي ..في فرنسا أحببت شاب انكليزي......وسافرت معه الى بريطانيا وبعد فترة من علاقتي به تركني وانفصل عني ...وانا اعمل حاليا في كافتريا لاكسب قوتي ...)قلت لروبي ...( حبيبتي لماذا لا تعودين الى اهلك في فرنسا ...)..قالت روبي ..(لا استطيع لاني غادرت البيت بدون موافقة اهلي ....كما ان حالتهم بائسة .....ابي مدمن مخدرات ....وامي تعمل بالبيوت ...ولا يكاد رزقها يكفي عائلة كبيرة ...اخوتي كلهم مطاردين من الشرطة لانهم منتمين لعصابات نشل وسرقة ...)
واسترسلت روبي في حديثها ( كنت في مرسيليا اعيش والهم يقتلني ..اسرتي مفككه ,ابي سكير مدمن , امي تخدم في البيوت وتعتاش على الصدقات ,اخوتي قطاع طرق ومروجي مخدرات ,اخواتي داعرات تتلاقفهن احضان الشباب ...كنت اعيش الماساة الحقيقة ...كنت احاول ان اتمسك بدراستي لاني متفوقة وذكية ...لكني وقعت في حب شاب بريطاني ..معه تعلمت الحب وشجونه ...لم استطع فراقه ..رافقته الى بريطانيا عندما اكمل دراسته في فرنسا ...عشت معه هنا في لندن ست اشهر وهجرني ....اضطررت للعمل ...والان اعمل مضيفة في كافتريا مساءا كي انفق على نفسي واكمل دراستي ...) وهنا انفجرت روبي بالبكاء ....ووجدت صدر طاهرة الدافيء كي تريح راسها المتعب والمثقل بمشقة الحياة ....
كانت روبي في محنة كبيرة ..مصاريفها زادت بفعل تكاليف التداخل الجراحي ورقدتها في المستشفى ...عملها باجور يومية ..لا مال بدون عمل ....لا يوجد لديها مال مدخر تستعين به ...وهي غريبة لا اهل لها ولا معيل ....بكائها كان بحق ..بفعل ماساة كبيرة وقعت بها ...
في الوقت الذي كانت فيه طاهرة تعاني من فشل في علاقة حب ..وزواج لم يمنحها ما يشبع حاجاتها العاطفية ...امومة لم تعرف احساسها ...علاقة محرمة طائشة مع شاب ...
بكت طاهرة وكانت دموعها تسيل على وجنتيها وتزيد من احمرارها .......
لقد جمعت الغربة والالم والحسرة والعواطف الجياشة ... كل من طاهرة وروبي ...
قالت طاهرة ..( حبيبتي روبي ..اني اشعر بك .. واحس بكل كلمة تقوليها ...وارجوا ان يكون القدر رحيما بنا نحن الاثنان ...فانا لست باقل منك لوعة وحسرة .... انت الان في احضاني ...وسوف تكونين في قلبي وعيني ...امسحي دموعك ارجوكي ....)

قامت طاهرة بدفع فاتورة المستشفى والتي وصلت الى خمسة الاف باون استرليني ...وقالت ل روبي ..( حبيبتي روبي ..اليوم ستخرجين من المستشفى......اجد صحتك قد تحسنت كثيرا ..فتهيئي لنخروج سويتا ...)
اجابت روبي ...(لااعرف كيف ...لا استطيع دفع التكاليف ...كيف دكتورة طاهرة ..ارجوك...؟؟؟كيف ساتصرف ....)
ردت طاهرة ...(لا تاكلي هما ...انا موجودة وقد اتممت دفع مصاريف المستشفى ..اريدك ان تدعوني حبيبتي فقط ....وبدون القاب ....اليوم ساخذك الى بيتي لترتاحي ..الا اذا كان لك رائي اخر ....)
اجابت روبي ..( رائي اخر ...؟؟) باستغراب واضح ...وقالت ...( انت ملاك بعتته السماء لي ...انت كل شيء بالنسبة لي ...وانا رهن امرك ....حبيبتي ....)...

ضحكت روبي ومعها طاهرة واخذوا حاجاتهن وركبوا سيارة طاهرة الخاصة ( بي ام في- في أكس )واتجهوا الى بيت الدكتورة طاهرة في حي ايلنك في لندن ....

وفي طريق العودة قالت روبي ..(حبيبتي ...؟؟ سيارتك جميلة جدا ..انا جد فرحة بوجودي الى جانبك ...كم اود ان تكون لي سيارة خاصة انا ايضا ...)
اجابت طاهرة ...(هههههه.....ولكنك صغيرة ....وانا اوعدك لو كنت فتاة مجتهدة ومطيعة ..فسوف استخرج لك رخصة للقيادة واشتري لك سيارة خاصة بك ....اني احببتك ..ولن اتخلى عنك ...وساوفر لك كل احلامك ....الا اذا كان لك رائي اخر !!!!)...وغمزت لها من طرف عينها ....
ضحكت روبي وقالت ..( وهل انا مجنونة ...؟؟؟كيف يكون لي رائي وانت من يخطط لي ...انا اشعر اليوم وكاني قد ولدت من جديد ...وابتسمت لي الحياة بعد طول عذاب .... لم اجد مثل حنانك في بيت اهلي ...اني اعبدك ...)
ضحك الاثنان وتبادلا قبلة هوائية ....
وفي الطريق ..قالت طاهرة ( ما تحبين ان تاكلي ..سناخذ شيئا معنا ناكله في البيت ...فانا لا اجيد اعمال المطبخ ...بسبب كثرة اشغالي في المستشفى ...لست ربة بيت ...لذلك ...انا شخصيا ساشتري ...الكنتاكي..فرايد جكن مع اصابع البطاطا ..)

قالت روبي ... وبدون تردد ...(انا احب البيتزا ....ممممم...لقد سأمت اكل المستشفى ...حبيبتي ...)



#احلام_الربيع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاهرة .......قصة ..ج1 ....
- الشريف ....(قصة قصيرة )
- الحب وحده لا يكفي ...(قصة ج1 )
- رجل من قصص الف ليلة وليلة .....(قصة قصيرة)
- قصة حب .....(الصفحة السادسة الى الصفحة العاشرة )
- قصة حب .....(الصفحة السادسة الى العاشرة )
- قصة حب .....(الصفحة الاولى الى الصفحة الخامسة )
- حلو وخفيف ..... (قصة قصيرة )
- هواجس جنسية ....(قصة قصيرة )
- ملل ورهان وحب .... (قصة قصيرة )
- مراهق .... قصة قصيرة
- حدث في صباح باكر ....( قصة قصيرة )
- جلسة كافتريا .......(قصة قصيرة )
- باقة فل .....(قصة قصيرة )
- واقعي جدا....( قصة قصيرة جدا ) د.حياة الربيع
- لا عتب على القرد ......(قصة قصيرة )
- نصيب الحوت ..... ( قصة قصيرة )
- حبة بطاطا ...(قصة قصيرة )
- الباشا ورئاسة الوزراء ...... ( قصة قصيرة )
- مماحكة بين جنسين .......(محاورة قصيرة )


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احلام الربيع - الطاهرة .....قصة ..ج2