هل سيجيد الأكراد قراءة جنيف2 ؟

علي مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 4311 - 2013 / 12 / 20 - 14:17
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

بالرجوع إلى بيان جنيف1 ونقاطه الست والتي توافقت عليها مجموعة العمل من اجل سوريا في 30 حزيران 2013 والذي سيعتبر إحدى القواعد القانونية والأخلاقية التي ستبنى عليها مفاوضات جنيف2 المزمع عقدها مع بداية العام القادم (في 22 كانون الثاني 2014)من أجل وضع حد للصراع الكارثي الدائر في سوريا منذ ما يقرب الثلاث سنوات بالإضافة إلى المستجدات التي طرأت على الواقع السوري فيما بعد والتي جاءت في غالبتها كنتائج لحالات انساقت نحوها الأمور عنوة لجعلها ما يشبه الأمر الواقع سياسيا وعسكرياً وذلك من جهة التحكم بما يجري على الأرض من قبل القوى الدولية الفاعلة ضمن سياقات الثورة السورية واستيراد ما أمكن من المرتزقة للمشاركة في الحرب على الشعب السوري من جهات طائفية معروفة موالية للنظام في سوريا للإيحاء بأن النظام ما زال قوياً وأن الثورة خرجت عن مسارها بعد ازدياد نفوذ القوى المتشددة مثل داعش وجبهة النصرة ، حيث أن البيان بنقاطه الست والتي سميت بخطة كوفي عنان المبعوث الأممي والذي مثل في الوقت نفسه جامعة الدول العربية إلى جانب مجلس الأمن الدولي حينها والذي تضمن الضغط على جميع أطراف الأزمة ووقف عسكرة الثورة وتبني الحوار والمفاوضات سبيلاً سياسياً للحل عبر تشكيل حكومة انتقالية يتفق عليها السوريين من جميع الأطراف بما فيها بعض أطراف النظام (ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء) وتضمن البيان أيضاً إمكانية إجراء تعديل للدستور مع الاحتفاظ بالجيش والمؤسسات الأمنية بعد إجراء بعض الإصلاحات في صفوفها دون التلميح الصريح لبقاء أو رحيل الأسد وهذا ما خلق وقتئذ تباينا في تفسير بعض بنودها بين وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون ولافروف وزير الخارجية الروسي كراعيين أساسيين لتلك القمة ومهما يكن من أمر فإن الدبلوماسية الدولية نجحت حتى الآن في جمع كل أطراف النزاع حول تلك الدائرة بعد تجاوزها بنجاح مسألة نزع وتدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية مما شكل قاعدة تطمين لمجمل دول الجوار السوري والمعنية بشكل أو بآخر بحيثيات وتبعات هذا الصراع خصوصاً إسرائيل وتركيا أما فيما يتعلق بحقوق ودور ومستقبل المكونات السورية الأخرى القومية والدينية فلم يتطرق البيان بشكل واضح وصريح إلى ذلك وجاء في سياقه العام بحيث تتضمن المرحلة الانتقالية كل السوريين بما فيها الأقليات القومية والدينية ولحظ حقوقهم من خلال التعديل الذي سيجرى على الدستور في إطاره العام لكن هذا الوضع لم يرق للعقل السياسي الكردي كما ينبغي لعدة اعتبارات أهمها أن الواقع الكردي والذي كان مغيباً عن المسرح الرسمي سابقاَ وبات الوضع ملائماً لطرحها على هذا المحفل الدولي والذي سوف يرسم خارطة طريق جديدة لحضور سوري جديد كدولة لذلك عليه أن يأخذ في الحسبان حقوق كل المكونات الأساسية في الجسم السوري ومن ضمنها الأكراد بعين الاعتبار لكن ما ترشح حتى الآن من أوساط دولية مهمة ذات صلة مباشرة بغرف عمليات جنيف2 ودهاليزها تؤكد أن القضية الكردية لن تكون من أوليات مفاوضات جنيف2بتفاصيلها كما يرغبها الأكراد لكن الضرورة تقتضي أن يعمل الأكراد بكل قوة من أجل تثبيت حقهم في الجداول الخاصة بالمرحلة الانتقالية والتي ستقررها القمة على أن تكون هناك التزامات وضمانات دولية باتجاه حلها ضمن فترة المرحلة الانتقالية وأي إصرار باتجاه طرحها بالتفصيل قد يفسد المؤتمر وعليهم أن يدركوا أن قضيتهم لا تتعدى في كونها جزء من القضية السورية العامة ولا يمكن في أي حال من الأحوال تجاوز ذلك كما أن ربط جنيف2 من حيث المقدمات والنتائج بتداعيات ونتائج مؤتمر لوزان عام 1923 والذي قوض الحلم الكردي الذي أقر حينها في سيفر 1920 ، كما أن العقل السياسي الكردي يخطأ تماماً حين ينساق نحو إمكانية حضور جنيف 2 بوفد كردي مستقل إلى جانب وفد المعارضة لذلك عليهم التمعن كثيراً في قراءة جنيف2 من حيث المقدمات والنتائج .....؟

#علي_مسلم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات