أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد الطائي - دليلي إحتار في رأسك يا عراق!














المزيد.....

دليلي إحتار في رأسك يا عراق!


فؤاد الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 4310 - 2013 / 12 / 19 - 14:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصدرَتْ دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة وبطباعة رديئة وبائسة كتيباً سياحياً يحمل عنوان : دليل جمهورية العراق السياحي , وقد ثُبِّتَ في مقدمة الدليل وللمرة الاولى بالنسبة للأدلة السابقة اسم مدير الدائرة المذكورة مع قائمة طويلة وعلى صفحة كاملة أسماء فريق العمل الذي تولى انجاز هذا الدليل المعجزة والممسوخ معظمه من سابقاته , وخلافا لما هو معمول به في كل الاصدارات القديمة تم وعن عمد على ما يبدو الغاء المقدمة التي توجز التعريف بالعراق جغرافيا وتاريخيا بالكامل اذ يأخذ عادة كذا صفحات من الدليل السابق والذي ورد فيه على سبيل المثال :
قسمت مساحة العراق التي تبلغ 438,446 كم مربع الى 18 محافظة تتوسطها على ضفتي نهر دجلة مدينة بغداد عاصمة الرشيد الخالدة .. عدد سكانها يربو على كذا مليون نسمة تتمتع فيه الاقليات بحقوقها الثقافية والقومية ضمن جمهورية العراق , كما تتمتع جميع الطوائف بحرية ممارسة طقوسها الدينية .. واللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة , وهنا ك لغات أخرى مستعملة ومعترف بها رسميا هي الكردية والتركمانية والسريانية .. فالعراق سبق بلدانا أخرى في العالم حيث خلق أسس الاستقرار الحضاري والاجتماعي ...
هنا يستطيع القارئ النبه أن يدرك وبسهولة الاسباب التي دعت لتجاهل تلك المقدمة المهمة كونها تشكل مدخلا معلوماتياً ثرياً ووافياً للمتتبع والسائح عن حضارات العراق القديمة ومكانته ومساحته وأنهاره وحدوده الجغرافية بأتجاهاتها الاربعة التي يراد لها اليوم أن تقرأ بلا شمال !!
على ما يبدو أن مثل معطيات كهذه لا تروق لهذه الجهة المسؤولة عن هذه الدليل ومن حقنا أن نشك بأن ضغوطا ايرانية وكردية قد تحكمت في شكله ومضمونه , ما يذكرنا بالمثل الشعبي العراقي : ودع البزون شحمه !
ان المواطن العراقي وبعد أكثر من عشرة أعوام مريرة وشاقة قد أدرك الكثير من الحقائق لعل أهمها مسألة العجالة في طبخ الدستور والبصمات الاسرائيلية والايرانية والكردية الواضحة في بنوده وفقراته , وكذلك العجالة في انشاء برلمان مسخ قائم على المحاصصات والاستحقاقات والتوافقات التي تتقاطع مع مفهوم الديمقراطية المعروفة في العالم المعاصر , ويضاف للخيبة مسلسل تغيير العلم العراقي وشعار الجمهورية ونشيدها الوطني وكلها يراد لها التعدد والحط من وحدة ولحمة الوطن ..
أخيرا وليس آخرا وصل التشويه والغاء الهوية الى الدليل السياحي الموعود ليأخذ قسطه من النفوذ الممنهج الذي خطط له من قوى الخارج الفاعلة ليتولى تنفيذه لا عراقيو الداخل !
في نظري أن كل ما فرض بعد الاحتلال من نهج وأجراءات وقوانين هو في المحصلة لاغ وزائل لا محال وعلى المدى القريب .. لآن المنطق في واقع الحال اليوم يتطلب ظروفا صحية معقولة واستقرارا نسبيا حتى يأخذ التفكير والتدبير مداه المناسب لتجسيد كينونة الوطن وهويته التي يستحقها وبعد أن يتوضح كل شيئ وينكشف المستور ! .. حينها سيكون آنذاك لعراقنا المعافى دستوره وبرلمانه ودليله السياحي المطلوب .



#فؤاد_الطائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفراء الفوائد والموائد !
- فلم ما بَعدَ السقوط .. بُعد فكري وعاطفة واعية!
- المركز الثقافي وثقافة العوران !
- الفنان الدكتور فؤاد الطائي في حوار قديم مع الفقيدة الفنانة ز ...


المزيد.....




- كيف تحولت واحدة من أخطر الأماكن في أوروبا إلى جنة برية بدون ...
- تصريح جديد لحاكم مصرف سوريا المركزي حول إجراءات تغيير العملة ...
- خيام غارقة وأطلال مبان دمرها القصف.. سكان غزة يواجهون خيارا ...
- تصعيد أمريكي ضد فنزويلا: حصار نفطي وضربات بحرية تضيّق الخيار ...
- بين الميدان والسياسة: مستجدات في غزة والضفة الغربية وملفات إ ...
- تقنين صامت.. كيف تكسر الرياض -حظر الماضي- وتشرّع بيع الكحول ...
- تدريبات في الريف وتسجيلات أمام علم -داعش-.. وثائق تكشف مسار ...
- تهديدات في السماء .. كيف تواجه ألمانيا خطر الطائرات المسيرة؟ ...
- كسر قيود السعر والتقنية .. هل يكون 2026 عام السيارات الكهربا ...
- مباشر: هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة يستهدف مرفأ روسيا وويتكوف ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد الطائي - دليلي إحتار في رأسك يا عراق!