أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد الطائي - سفراء الفوائد والموائد !














المزيد.....

سفراء الفوائد والموائد !


فؤاد الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 06:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أردت أن أبدأ هذه الاطلالة القصيرة في موضوع تضيق به الصدور لمجرد التفكير فيه لا لأنه ابن الحاضر وحسب وانما هو سليل الماضي بل ويوحي لي بأستمراره وأمتداده في الغيب كمستقبل مجهول ليس له حدود أو سدود .
أتأمل ملامح صبي غير عادي من الزمن البعيد .. هو أيضا واحد من عامة القوم وبسطائهم يقف القيصر ويتوجه نحوه بسطوته وزهوه ليضمه الى صدره اعجابا ويخلع خاتمه الثمين ويقدمه له قائلا .. أنا قيصر روسيا أردت أن أضفي شرفا على خاتمي وعندما تضعه في أصبعك سيكتب له الخلود ! .. ذلك الصبي كان الموسيقار الشهير شوبان !
نعم .. بين الحاكم والرعية أجده يختل ميزان المفاضلة والقياس اذا ما توسطهما الابداع الواعي حينها قدر السلطة أن تهبط وقدر الانسان النير أن يعلو متجاوزاً الزمان والمكان والكم والاوزان !
ومع شيوع التحضر والثقافة والتمدن في سلوك وعقل الانسان تنحسر قطعا المناصب والالقاب والرتب والاسماء وتتقهقر مستكينة أزاء الفكر الخلاق والعمل المبدع والمقاصد النبيلة وأيضا أزاء كل ما من شأنه أن يبني وطناً راسخاً وأنساناً فاعلا معافى .
أجدني لست في موضوعي هادفا الانتقاص من وظيفة أو مهنة أو صنعة فكلها تبني وكلها يكمل بعضها وهي في الآخر محصلة لواقع نحياه بكل تفاصيله وتعقيداته ولكني حيال أعتراض يكمن في الاختيار والتدبير والموقع المناسب والوقت الصحيح وتلك هي المسألة !
من هذه النقطة يأتي موضوعي أو موضوع الحديث عن مرفق مهم في العالم المعاصر وهو السفارات العراقية والمؤسسات والملحقيات الادارية والثقافية في أرجاء الدنيا وهي بالطبع ليست وليدة الامس القريب فقد نشأت مع تأسسيس الدولة العراقية الحديثة في عشرينات القرن الماضي .. نشأت رصينة مكتملة الاداء والتنظيم شكلاً ومضموناً .. طواقمها متمكنة وخلفيات أفرادها مؤهلات وتدرج في الخبرة واهتمام بالسمعة والسلوك .. وزراء خارجية ذلك الزمن أسماءهم فرضت نفسها في تاريخ العراق السياسي وكلهم تدرجوا في المناصب والمهام ولم يأتوا في غفلة من الزمن ليعتلوا مناصب كبيرة على مقاساتهم ! .. والاسماء عديدة كعبد المحسن السعدون ونوري السعيد ومزاحم الباجه جي وتوفيق السويدي وجعفر العسكري وغيرهم ممن كان السفراء يترشحون ويقيمون من خلالهم .. وكان أسم العراق مهابا مميزا من خلال سلكه الدبلوماسي في الخارج المتابع لمصالح العراق ورفع شأنه في السياسة الخارجية أو في اتفاقياته ونشاطاته التجارية والثقافية ومتابعة شؤون الجالية العراقية وحضور فعالياتها في المجالات الدراسية والفنية أينما وجدت السفارة ..
لكن سفراء اليوم .. سفراء الزمن الغابر .. سفراء المحاصصة والاحزاب المشبوهة فشيئ آخر .. وشكل آخر .. وطعم آخر ! .. فهم صورة طبق الاصل للداخل الهجين والعليل الغارق في ظلام التخلف والتعصب الغبي والفوضى وصراع القوميات والطوائف وتقاسم أرض العراق وثرواته على يد غرباء مجهولي الهوية والاصل .. هم دمى من صنع وتدبير السيد المحتل .. ولهذه الدمى ُصنِعَتْ حاويات أختير لها عناوين كبيرة كالدستور والبرلمان ومجلس الوزراء ومجلس الرئاسة .. وكلٌّ عن المعنى الصحيح مُحرَّف ! .. سفرائنا والطاقم الملحق بهم كلهم خرجوا من رحم تلك الصورة الكئيبة .. صورة الاحزاب ! .. صورة الاقارب والاحباب !.. وغير هؤلاء لم ولن يطرق عليهم باب !!
هم كغيرهم أنتموا الى أحزاب اليوم ليضمنوا المكان قبل أن يشغله أنس أو جان .. أنهم حقا شطار وعرفوا من أين تأكل الكتف ! .. هؤلاء يعيشون في كل ظرف ولا يعترفون بالوطن ولا يمثلونه في الخارج .. ولاءهم فقط لولي نعمتهم ولمن أتى بهم .. فأحزابهم هي الدولة ولتحيى المصالح ! .. هم جزء من لعبة السياسة في هذا الزمان .. أي زمان ؟ .. زمان فيه رعايا البلد وأبناؤه في المهجر من مثقفين وعلماء ومبدعين يَستجْدون أنتباه السفارات لهم وتقدير مكانتهم .. فنانون يقيمون معارض تعكس وجه الوطن المضئ لا يحضر مناسباتهم السفير ولا تدعمهم السفارة في شيء ..كتاب وأدباء يؤلفون ويبدعون والسفارة لا تدري ! .. مسرحييون وسيينمائيون ينشطون وينظموا المهرجانات التي تحتضن وتدعم الكفاءات في الداخل والخارج والسفير غائب !.. وكما قيل فاقد الشيء لا يعطيه .. ومن تعوزه الثقافة الحقة من الطبيعي تجاهلها وتحاشى الاقتراب منها كي لا يحس بما ليس فيه ! .. تواجدهم وحضورهم فاعل في دعوات الموائد والفوائد !
أرثيك يا وطني .. فعصرك عصر نعاجٍ تهابها الذئاب !؟



#فؤاد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلم ما بَعدَ السقوط .. بُعد فكري وعاطفة واعية!
- المركز الثقافي وثقافة العوران !
- الفنان الدكتور فؤاد الطائي في حوار قديم مع الفقيدة الفنانة ز ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد الطائي - سفراء الفوائد والموائد !