أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - اغتيال الأمام الحسين -ع- ؟














المزيد.....

اغتيال الأمام الحسين -ع- ؟


فلاح المشعل

الحوار المتمدن-العدد: 4306 - 2013 / 12 / 15 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اغتيال الأمام الحسين "ع" ؟
فلاح المشعل
ينتفض الأمام الحسين بن علي "ع" سنة61 هجرية ضد الحاكم المستبد يزيد بن معاوية بن ابي سفيان ، ويقود ثورة من اقلية من انصاره ممن ثبتوا على الرسالة و الولاء له ولأبيه وجده النبي الأكرم محمد "ص".
استشهاد الأمام الحسين واصحابه وابنائه واخوته شكل مفارقة وعلامة استفهام كبرى في مجرى التاريخ العربي الأسلامي ، وعمق اشكالية فكرية –اجتماعية – اخلاقية لم تزل تشغل الأزمنة الحديثة وانظمتها السياسية .
السؤال الذي طرحه الحسين في صراعه ضد حكومة يزيد ينطوي على جملة شروط او مطاليب وابرزها هي ؛
*سؤال الحرية الذي ينبغي ان يتمتع بها الجميع وعدم استلاب البيعة لحاكم ظالم .
*الظلم والعبودية التي يتعرض لها الناس في دور استعادي لعهد الجاهلية الذي ساد قبل اسلام جده الرسول محمد بن عبد الله (ص).
*عدم صلاحية الحاكم الفاسد يزيد بن معاوية بحسب المعايير الأسلامية {مبدئيا ، وقانونيا ، وسلوكيا} التي سارت عليها السنة النبوية والعهد الرشيدي .
تلك الأفكار التي اشتغل عليها تيار الرفض الحسيني لم تحقق قبول وقناعة سوى عند النخب الأخلاقية والرسالية القليلة الباقية ، والسبب في ذلك انفتاح عالم وحياة الصحراء العربية على مكاسب مالية وشخصية وصور جديد للنعيم والأثراء بسبب تطور الأمبراطورية الأسلامية .
كانت صلابة الأيمان بالأفكار التي طرحها خطاب الأمام الحسين ، تنبثق من قوة شخصيته الأيمانية وعمق تأثيرها بالآخرين ، وهي تشكل منعطفا رسالياً لاستكمال الأثر الدلالي وتحولاته للرسالة الأسلامية الأولى وهي تدخل منعطف الصراع من اجل السلطة واخلاقياتها ، ومن هنا اعطت حقيقته في قبول فكرة الموت من أجلها معنى الثورة البيضاء ، وتعريف اجرائي مدفوع الثمن بالدماء من اجل الوصول الى سلطة الحق ، وهنا التجلي الأخلاقي والمواقف البنائية التي تحلى بها شهيد الثورة واصحابه وآل بيته .
لم يكن الحسين واصحابه ظاهرة عاطفية بل منظومة فكرية ، سلوكية جاءت لتؤسس ولادة جديدة لتعريف السلطة الحاكمة ، وتمق شروطها التي رسم قاعدتها الرسول والقادة الذين تعاقبوا على قيادة الأمة .
مقتل الحسين وفشل ثورته لم يكتب نهاية لها ، بل بقيت الأفكار التي نادى بها لتكون هاجسا لثورة دائمة يقتدي بها الثوار في كل بقاع الأرض ، وهنا تمثيل واقعي للتأسيس الثوري النقي .

السائرون الى الحسين يحملون له عاطفة معطرة بالحب والولاء ، لاشك في ذلك ، وتلك المسيرة صارت ترافقها طقوس وواجبات عرضية ، مثل المجالس الحسينية ومواكب العزاء ، واللطم وضرب الظهور بالزناجيل او شق الرؤوس بالقامات وغيرها من البدع الغريبة التي يرفضها المنهج الحسيني الحقيقي ، للأسف ان البعض يجدها واجبة ، او قيل عنها مستحبة وفق تخريجات بعض المستفيدين منها .
الشيء الغريب والمحير بالموضوع والذي لم يجد موقفا نقديا صريحا من مراجع الحوزة الكبار ، وعلماء الدين والفقهاء ورجال الفكر والتاريخ ، انهم يلتزمون الصمت والمداهنة ، وهم يشاهدون بأن هذه العادات اصبحت بديلة عن الدين والفكر الحسيني ..!؟
بل صارت هي الدين وقد تركت خلف ظهرها الأفكار والمعاني والمواقف التي ثار من أجلها مولانا الحسين واستشهد في سبيلها .
السائرون الى الحسين بحاجة الى تأثيث محبتهم بقليل من الوعي بحقائق التاريخ ، وتلك النظرية التي ارادها الأمام الشهيد ان تنقذهم من الفقر والجهل والإستعباد قديما وحديثا .
المتفحص في الطقوس والعادات والممارسات التي ترافق ذكرى عاشوراء ومقتل الأمام ، يجدها لاتأخذ من قضية الحسين سوى القشرة الخارجية اوالأثر البكائي اللاطم الحزين وانهار الدموع ، والهدر بولائم الطعام ، والطبخ على نحو استعراضي ، لايخضع لرؤية في مكافحة فقر ولا اسعاف محتاج ، بل هو هو مسعى موجه لأنتاج دين جديد بعيد تماما عن منطلقات الثورة الحسينية العظيمة .
التوظيف السياسي دخل لهذه الظاهرة المقدسة وزادها تشويها ، وافرغها من فطرتها وحسها العاطفي ودلالاتها الدينية البريئة ..، وفي هذا يجد المنتمي للروح الحسينية ان فكر الحسين وقضيته صارت تتعرض للإغتيال ليس في زمن يزيد وحسب ، انما يغتالها الجهل مرة ، وتغتالها مقاصد المتاجرين بالقضية الحسينية مرتين ، ويغتالها السياسي مرات .
من هنا لابد من رأي جريء وموقف صريح في اعطاء قضية الحسين بعدها الواقعي ، وتحريرها من هذه العوالق الأسطورية الغريبة التي تحاول ان تطمس اثرها الراهن .
[email protected]



#فلاح_المشعل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم الهروب والإنتقام ...!
- الثلج يأتي من النافذة ..!
- عام على غياب الطالباني ..!
- مانديلا .. قوة الروح وخلودها .!
- هيا بنا نغرق ..!
- مستشارو المالكي والوضع السائل..!
- هتاف كربلاء إنذار صريح ..!
- مناجاة قرب الضريح ...!
- المالكي وتسويق الإرهاب ..!
- هل نحتاج الى ملعب ..؟
- بدلّنه عليوي بعلاوي ..!
- ترليون ياعبعوب ...؟
- تفوق حكومة المالكي ..!
- التظاهرات وانتزاع الحقوق ..!
- الجنسية المزدوجة.. السرقة المزدوجة ..!
- فاقد الشيء لايعطيه ...!
- الجحود الوطني ..!
- الإرهاب والحكومة ..!
- من الصدر الى كردستان ..!
- فضيحة أخرى ..!


المزيد.....




- بعد تحريك ترامب لوحدات -نووية-.. لمحة عن أسطول الغواصات الأم ...
- مقبرة الأطفال المنسيّة.. كيف قادت تفاحة مسروقة صبيين إلى سرّ ...
- الوداع الأخير.. طفل يلوح لجثامين في جنازة بخان يونس وسط مأسا ...
- مستشار سابق للشاباك: حرب غزة غطاء لمخطط تغيير ديمغرافي وتهجي ...
- نفاد تذاكر -الأوديسة- قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نول ...
- بين الرخام والحرير.. متحف اللوفر يستضيف معرض الكوتور لسرد قص ...
- أزمة حادة بين زامير ونتنياهو بشأن استمرار الحرب على غزة
- فورين أفيرز: لماذا على تايوان إعادة إحياء مفاعلاتها النووية؟ ...
- فيديو الجندي الأسير لدى القسام يثير ضجة في إسرائيل
- بلغراد تندد بتثبيت حكم على زعيم صرب البوسنة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - اغتيال الأمام الحسين -ع- ؟