أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هاجر محمد أحمد - حقوق الفقراء تحت المطر منسية














المزيد.....

حقوق الفقراء تحت المطر منسية


هاجر محمد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 21:09
المحور: حقوق الانسان
    



ألم يخطر في بال أحدا منا وهو يشعر بالسقيع في منزله أن هناك إنسان مثله يشعر بالسقيع ولكن في الشارع بلا منزل أو مأوى؟ أخطر في بالنا ونحن نجلس تحت البطانية أو الأغطية استيراد الدول الأوروبية أن هناك شخصا تحت الرصيف مغطى بالورق الخفيف؟ أخطر في بالنا ونحن نشغل المدفأة أو التكييف المركزي أن هناك المئات بل الألوف من الفقراء سعداء وممتنين بالحصول على حقهم في الكهرباء بنسبه 1% في بيوتهم البيسطة لإشعال الموقد أو مصباح ليروا في عتمة الليل؟
أتخيل أحدا منا ونحن نشاهد بكل ضيق المطر وهو ينهال خارج نوافذنا ويعطلنا عن مشاغلنا أن هناك عائلات سقوف منازلهم تنهال بالمطر فوق رؤوس أطفالهم وأنهم عندما يسمعون صوت المطر بيتسابقوا فيما بينهم بالأوانى والأوعية البلاستيكية لحجب تلك الأمطار النازية التي تشتد في عذابها على الفقراء والمشردين وتكون خفيفة الوطأ على الأغنياء والمرفهين!؟

ففي الوقت الذي كانت الأغلبية مترفة لحد التخمة في الكهرباء ووسائل التدفئة التكييفية كانت هناك طبقة فقيرة من المصريين منذ 2007 يعانون بلا كهرباء، بلا وسائل تدفئة، بلا أغطية.. بالأحرى بلا مأوى أومسكن مجردين من حقوقهم الأنسانية يسكنون في عشش عشوائية ، ولكن وقتها لم يتحرك أحد لقضيتهم في الأجهزة المسموعة أو المرئية أو حتى في الصفحات والجروبات "الفيس بوكية".. أكان السبب في عدم شعورنا بهم هو سلبيتنا تجاه الدولة الحاكمة وعدم مقدرتنا كمواطنون وهبنا المال والقدرة من الله على صنع تغيير في حياة غيرنا ممن حرموا الاستطاعة المادية؟ أكنا كأفراد نشعر بالعجز قبل الثورة فخيلت لنا أنفسنا أن نعيش سلبيين ونرمي بأوزارنا على حاكم البلاد وحكومته في ذلك الحين؟

أكان السبب هو البشر في تلك الطبقة لم يستطيعوا بعجزهم وفقرهم الوصول لتلك الوسائل أم أننا لم يعننا أمرهم لأنهم لا يشاركونا المسكن أو لا يشاركونا الحساب الشخصي في الفيس بوك؟ أم السبب هو أننا نرى أنهم معتادين على ذلك النمط من الحياة؟ ونحن نختلف عنهم، والأغرب عندما كان أي مقدم برامج في التلفاز يقوم بعرض حالة من حالات المساكن الشعبية أو العشوائيات أو القرى التي تعاني من انقطاع أو نعدام الكهرباء أو الماء، ويسكنوا بلا سقوف وتتشقق جدران بيوتهم من الأمطار، ولا يجدون غطاء واحد للتدفئة كما نفعل، كنا في السابق نشاهد الحلقة بعاطفة وقتية تنقضي بانتهاء الحلقة ونعود مرة أخرى لكهربتنا وأغطيتنا ونمط حياتنا الباذخ الذي من شدة عاطفتنا نستخدم ما يزيد عنا من أغطية لتدفئة أقدامنا؟

وسبحان مغير الأحوال، قامت الثورة مرتين واستبدل الشعب الحاكم والحكومة ولكن ما الجديد؟ فالفقراء كما هم، والمظلومون كما هم، والبرد في الشتاء كما هو، حيث قامت الثورة تبعا لمصالحهم وليس تبعا لمصالح الشعب المظلوم المقهور الذي قتل في الثورة، وسحل، وضرب، وأهين لكي يغير واقعه الأليم، لينادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية لوطنه ظل بلا بطانية .

فللأسف حتى بعدثورة يناير التى استكملت يوم 30 يونيو مازال الوضع كما هو علية, هناك مساكن عشوائية ومساكين الوطن لا يجدون لقمة عيش كافية وحقوقهم تحت المطر منسية، فمنهم من يسكن الرصيف، وهناك من يفترش الرصيف ويصنع من الجرائد أغطية، في نفس الوقت الوقت الذي يجلس فيه شباب الوطن على الصفحات الفيس بوكية يطلق النكات على الأمطار والبحيرات الصناعية متناسيا من هم أقل منه إنسانيا.

فشباب الثورة لا يقوموا بالنداء والحشد إلا للمآسي الثورية، فلم يفكر أحداهم بالحشد لإصلاح مساكن الأقلية المنسية من مساكين مصريين، ولم يفكروا إلا بالنداء عبر الصفحات (وانت نازل لو قابلت حد سقعان اديله بطانية) السؤال هنا.. كم شخص منكم يمتلك من المال والسلطان والمنازل التي من فراغها أسكنتم فيها حيوانات أليفة من كلاب وهررة؟ كم شخصا منكم يستطيع مسعاده عدد كبير من المحتاجين بأموال الرفاهية التي تنفوقها على أشياء ليس لها أولوية عند رب البرية, وكأن الحياة لدى الشباب حفلة تنكرية ثورية ينسون فيها طبقاتها الاجتماعية وتكثر في بلاطها النفايات الفكرية في العقول والأفعال، لنشعر وكأننا في مجتمع يعاني من الشيزوفرنيا التي تصب في الأغلب في الجانب الأخلاقي للمجتمع، رغم أن الأخلاق ليست مطلقة ولكن الإنسانية واحدة.



#هاجر_محمد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتصاب الفتيات دون سن العاشرة
- حفرة نسبية ام حفرة طبقية
- - استشهاد محمد الدرة - في عقول الاجيال-
- التحرش بفتيات المدارس حالة ام عادة
- حركات سياسية تحت عباءة دينية
- الطرف الثالث مابين الواقع والخيال
- حرب اهلية بعيون طفولية
- شهداءمصر نجوم تضيء سماء رمضان
- الجهاد من اجل كرسي
- ثوره حقيقيه ام حركه تمرديه


المزيد.....




- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هاجر محمد أحمد - حقوق الفقراء تحت المطر منسية