-الأنبا بولا- .. لا يتجمل ولكنه يكذب !!!!

مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

** أتعجب من الأنبا بولا ، وتصريحاته العنترية والمتناقضة بعد الإنتهاء من وضع دستور "عمرو موسى" .. أتعجب من الأنبا بولا الذى يبحث عن الشو الإعلامى وعن المديح الكاذب .. بينما هو يحمل جسد ودم السيد المسيح له المجد .. أتعجب من الأنبا بولا وهو يدعو لطمس الحقيقة بإستخدام معانى وعبارات مضللة لحشد جموع المسيحيين للتصويت للدستور ، بينما تعاليم السيد المسيح تقول "أعطوا ما لقيصر لقيصر .. وما لله لله" .. للأسف .. لقد لجأ الأنبا بولا لقلب الحقائق ، وأطلق العنان لأرائه وأفكاره الصادمة ، وأكاذيبه المفضوحة ..

** كلاكيت للمرة الثانية .. الأنبا بولا هو ممثل الكنيسة فى لجنة الخمسين لوضع الدستور .. ففى المرة الأولى فى دستور الغريانى المعيب ، شارك الأنبا بولا فى كل جلسات التآمر على مصر سعيدا بوجوده وسط هؤلاء الغوغائيين ، ووسط هذه الرائحة العفنة ، رغم أننا ناشدناه فى أكثر من نداء بالإنسحاب والإبتعاد عن هذه اللجنة التى استغلت وجود ممثلى الكنيسة لتمرير دستور العار والوكسة ، ودستور نكسة 25 يناير ، فكان رده عدم المبالاة وقام بتوزيع علب حلوى مولد النبى على السادة أعضاء لجنة المائة .. الذين لا يحترمون أصلا لا النبى ولا الدين الإسلامى ..

** الأنبا بولا يعود لنفس السيناريو والتصريحات النارية رغم أن التزوير واضح ، ورغم أن هذا الدستور به أكبر كارثة تخطط لإسقاط مصر وهى المادة 146 ، والمادة 147 .. ومع ذلك يخرج علينا الأنبا بولا بالموافقة على الدستور للتصويت بنعم ، والإشادة بمواد الدستور ، وأن تغيير الدباجة من "حكم مدنى" إلى "حكومة مدنية" هى نفس المعنى ونفس المضمون .. بل يرى أنه يجب علينا التنازل والتغاضى عن هذا التزوير حتى لا يفسد عرس الدستور .. بل أنه يواصل بوصلة التجميل دون أن تنتابه لحظة خجل واحدة ، وهو يعلن فى جريدة الرأى الكويتية أن "الدستور الجديد ناصع البياض ، ما يجعلنا نتغاضى عن حذف عبارة حكمها مدنى من الدباجة" .. مضيفا "لا ينبغى أن نحول الفرح إلى مآتم لكلمة هنا أو هناك" .. "نحن الأن نزف عروسا جميلة للمصريين هى الدستور ، ولن نقف أمام كلمة" .. كما أوضح الأنبا بولا فى حواره مع صحيفة الرأى الكويتية أمس أنه بادر بتنازله عن كلمة مدنية من أجل التوافق ، وهذا معناه أن كل شخص يتنازل عن شئ لأجل التوافق ، خصوصا بعدما رأينا دستورا له الطابع المدنى فى كل مواده ، وبالتالى فإن عبارة مدنية لن تضيف شئ " ..

** لقد تناسى الأنبا بولا أنه يمثل الكنيسة والأقباط ، وكان يجب عليه إذا رأى تغيير فى كلمة جوهرية ، أن يعود للكنيسة ، والكنيسة تعود للشعب لأخذ رأيه ، مهما كان هذا التغيير صغيرا .. إذا كان الانبا بولا لا يعلم فكان يجب عليه العودة للقانونين لمعرفة الفرق بين حكم مدنى وحكومة مدنية .. فالفرق شاسع جدا .. ومع ذلك هو يرى التغاضى عن هذا الفرق الجوهرى ..

** الأنبا بولا لا يتجمل فقط على حساب الأقباط ، بل والمسلمين .. لأنه لا يمثل الأقباط فقط بل يمثل الشريحة الكبرى من مسلمى مصر المعتدلين وليس المتطرفين ، بل أنه يكذب أيضا عندما يصف حزب النور فى لجنة الخمسين بإستخدام قصائد من الشعر فيقول "أنا أحترم ممثلى السلفيين بصفة عامة ، رغم أنهم متشددون جدا دينيا ، ورغم نظرتهم للمسيحيين نظرة الدونية ، ورغم أنهم لا يعتبرون الأقباط على قدم المساواة مع المواطن المصرى حسب عقيدتهم الداخلية .. ولكنى أحترم فيهم وطنيتهم ، فالسلفى لا يخون وطنه كغيره .. أحترم صدقه .. لا يظهر غير ما يبطن ، ولا يخلف بما يعد .. وهذا الفرق كبير بين السلفى والإخوانى .. وما قلته عن السلفى فعكسه تماما عن الإخوانى" ..

** وأتساءل .. هل يمكن أن يصدر هذا النفاق الرخيص من الأنبا بولا .. فهل تناسى أن السلفى "ياسر البرهامى" قد خرج علينا فى قناة دريم مع الإعلامى وائل الإبراشى عقب نكسة 25 يناير ، وقام بتكفير الأقباط على الهواء مباشرة ، وبسؤاله من قبل الإبراشى ، أكد هذا المعنى أكثر من مرة ..

** هل تناسى الأنبا بولا أن السلفيين قطعوا خطوط السكك الحديدية وأتلفوها وقطعوا الطريق البرى إعتراضا على تعيين أحد الأقباط محافظا لقنا ، وأعلنوا أنه لا ولاية لقبطى على مسلم .

** هل تناسى الأنبا بولا أن من هدموا كنيسة "صول" بأطفيح حتى سطح الأرض ، وهم يكبرون "الله أكبر" .. ألم يكونوا هم الجماعات السلفية ؟ ..

** هل تناسى الأنبا بولا منع الأقباط من إقامة الصلاة فى كنيسة الماريناب بأسوان فى أحد المنازل ، ورغم التوسلات لأقباط كوم أمبو ، بتركهم يصلون ولن يضعوا أجراس ولا يبنوا قمة إلا أنهم أصروا على عدم ترك المبنى إلا بعد إحراقه بالكامل ..

** هل تناسى الأنبا بولا أقباط العامرية بالأسكندرية الذين هدمت منازلهم وحرقت ونهبت أموالهم ، وسرقت محلاتهم وطردوا شر طردا ، إثر إنتشار شائعة بوجود علاقة بين ترزى قبطى وإحدى المسلمات .. والعديد من الجرائم التى لا يمكن حصرها .. فهذا هو القليل من جرائم السلفيين ضد الأقباط ..

** وللأسف .. لا يرى الأنبا بولا غضاضة فى كل ذلك .. ولكنه يتسامح معهم ، لأنه على حد وصفه لهم أنه يحترم فيهم وطنيتهم ، فالسلفى لا يخون وطنه كغيره ، وتناسى الأنبا بولا أن ممثلى حزب النور رفض تحية العلم وخرج مسرعا من داخل اللجنة متعللا بأنه تلقى إتصالا هاتفيا ..

** تناسى الأنبا بولا موقف حزب النور عند أداء القسم داخل برلمان مجلس الشعب العار السابق والذى أطلقت عليه "مجلس قندهار" .. ورفضوا تلاوة القسم إلا بعد تزييله بكلمة بما لا أخالف شرع الله ..

** الأنبا بولا لا يتجمل ولكنه يكذب ويصرح أن عدم التصويت بنعم على الدستور ورفضه هو معناه رجوعنا لدستور 2012 ، لأنه تم تعطيله لحين تعديله ، فإن لم يصوت بالتعديل فالمعطل يقوم من الموت" ..

** تناسى الأنبا بولا .. أنه فى حالة رفض التصويت بنعم .. ورفض الدستور تعود الكرة فى ملعب رئيس الدولة ، فإما أن يطرح دستور 1971 للإستفتاء ، أو تشكيل لجنة أخرى لصياغة دستور جديد ، ولا يمكن أن نعود للدستور المعطل بحكم الإعلان الدستورى الذى أعقب ثورة 30 يونيو ..

** اما ما يقوله الأنبا بولا بأن السلفيين يختلفون عن الإخوان .. فهذا غير صحيح إطلاقا ، فلا فرق بين الإخوانى أو السلفى ، فالداعية السلفى عمر عبد الكافى هو صاحب الفتاوى الشهيرة التى تطالب بعدم مصافحة الأقباط أو تقديم التهنئة لهم بالأعياد أو السير فى جنائزهم ، وهو صاحب المقولة الشهيرة التى تطالب المسلمين "إذا قابلوا مسيحى فى الطريق يقولوا له وشك أصفر كدة ليه ياعكر" ..

** هذا هو القليل جدا .. أقدمه للأنبا بولا ولكل المنافقين لدور النور السلفى ، ودعمهم للدستور ، ولخارطة الطريق بزعم حرصهم على الوطن .. والحقيقة أن المادة 146 ، والمادة 147 فى الدستور المعدل الغير شرعى هو اكبر خازوق وخابور سوف يدمر مصر بالكامل ، وستسمح بعودة الإخوان مرة أخرى سواء شئنا أم أبينا ، وسيتم تشكيل حكومة ممن طردوا من الطولة ، بل الكارثة أنه سيتم الإفراج عن كافة المحبوسين على ذمة قضايا قتل وتخريب وتقسيم وخيانة للوطن .. ولن تقوم للدولة قائمة مرة أخرى ..

** فهل مازال الأنبا بولا يضلل ويجمل صورة السلفيين ، الوجه الأخر لجماعة الإخوان المسلمين ؟!!!.

#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات