أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نديم جمال صليبي - البحث عن النشوة - قصة قصيرة














المزيد.....

البحث عن النشوة - قصة قصيرة


نديم جمال صليبي

الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 10:44
المحور: الادب والفن
    


البحث عن النشوة

لا يزالُ البحث عن النشوة مستمراً فكلانا لم يصلها بعد .
لا أعلم ما هو ذاك السر الذي يمنعنا من الوصول إليها ،
على الرغم من أننا في خلوتنا وككل العشاق نقضي ليال ٍ حمراء طويلة تارةً على ضوء الشموع وتارة ً تحت ضوء القمر وتارة ًعلى خرير الجداول وأمواج البحر الهادئة ...
عندما تكون معي تـُشعلُ كـُلَ ما بداخلي من مكنوناتٍ مكبوتةٍ وتـُجردُني من شرقيتي الحائرة تُثيروني بجنون وتُذيبني بحنانها تارة ً وبجرأتها وعريها تارة ً أخرى ، تُثملني بلا خمرة ٍ وتجعلني كتلة من لهبٍ هادر ،
بها ولها ومعها فقط يصبح لوجودي كيانٌ رائع ،
بلحظاتٍ فقط تشعل رجولتي الشرقية المكبوتة وتهيمُ بي خارج أسوار الزمن تطير بي إلى عالم خالٍ من الحروب والكذب والدجل عالم ٍ يملئه الحب والسكون والجمال ،
أغدو كطفل بريءٍ لم تتلوث أفكاره وأحلامه القُرمُزية بعد ،
أبعث معها من جديد كطائر الفينيق من تحت الرماد الذي يطمرُ رغباتي ونزواتي ،
تدفعني بحرارةٍ للغوص في أعماقها واكتشاف تضاريسها وتجاويفها ،
تسوقـُني بإيحاءاتها وإغرائها إلى التعري والتجرد من كـُلِ شيءٍ صنعتهُ أيادي البشر ،
فأركض نحوها مسرعاً لأحتضنها بشغف ٍ وشهوة لا مثيل لها لتقابلني ببرود ٍ قاتل تجعلني بها حائراً ومفصولاً عن الواقع ،
فتشتعلُ سريرتي بأسئلة ليس لها جواب شاف ٍأو نافع ،
عندها تقرع الطبول في ذاتي وتبدأ حروب الإثبات وشغف الواقع ،
أتراها لا تريد مضاجعتك لأنك لا زلت غضا ًويافع وهي التي ضاجعت الكثير من قبلك من اليافعين ،
أم أنها لا تهواك ولحبها أنت لست ببارع ولست بِأهلٍ ولا بنافع ،
هي تبحث عن نشوتها الضائعة التي لن تستطيع إعطائها إياها إلا بموتك ،
فهي تصل إلى نشوتها عندما يموت عشاقها لأجلها ، لأجلها هي فقط ،
هي تعلم أنك تحبها وتعشقها لهذا تأتيك دائماً ولكن برودها يقتُلك ،
أنت تعلم أنها تخونك دائماً ولها لست ببائعٍ أو متنازل ،

ماذا تنتظر ؟
وإلى متى سوف تنتظر ؟
وما هي نهاية الانتظار ؟
هل هي الموت ؟ أم ستمارس معك جميع الطقوس والشعائر ؟

سأنتظر وأنتظر وأنتظر
هي معشوقتي وهي جزء من كياني والجزء الأكبر من ذاتي ،
هي لغتي ولساني وهي المنسوجة من خيوط أعصابي ،
كل كلمة فيها سرٌ من أسرار ذاتي ،
لا أستطيع التخلي عنها ، فبها أحيا وأنتشي وأجد ذاتي ،
هي روحي وعشقي الأزلي نعم هي كلماتي ،
هكذا هي كلماتي تخونني كل ليلة ٍ ولا أستطيع التخلي أو الابتعاد عنها ،
وهذا جزء من معاناتي مع كلماتي ،
فمتى نصل للنشوة معا ً يا كلماتي ....

نديم جمال صليبي
الدوحة 8-12-2013
الساعة 4.00 صباحاً






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأذهب حيث اللا عودة ( في ذاكرة مغترب )
- آرام في رحلة البحث عن الخلود
- سوريا المستقبل ما بين الوسطية والتطرفية


المزيد.....




- براءة متوحشة أو -أفيون الكرادلة- لمحمد الحباشة
- مصر.. فيلم ضي يتناول مرض -الألبينو- بمشاركة محمد منير
- أولريكة الخميس: الفنون الإسلامية جسر للتفاهم في متحف الآغا خ ...
- من -الغريب- إلى الشاشة.. الرواية بين النص والصورة
- محمد خسّاني.. رقصة الممثل الجزائري في كليب الرابور المغربي د ...
- صناع فيلم -صوت هند رجب- يتحدثون لبي بي سي بعد الإشادة العالم ...
- فيلم عن مقتل الطفلة هند رجب في غزة يلقى تصفيقاً حاراً استمر ...
- الممثلة الفرنسية أديل هاينل تنضم إلى أسطول الصمود المتجه لقط ...
- الرواية الأولى وغواية الحكي.. وودي آلن يروى سيرته ولا يعترف ...
- لوحة رامبرانت الشهيرة.. حين باتت -دورية الليل- ليلة في العرا ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نديم جمال صليبي - البحث عن النشوة - قصة قصيرة