أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عامر هشام الصفّار - السُمنة في العراق.. المشكلة والحلول















المزيد.....

السُمنة في العراق.. المشكلة والحلول


عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 4298 - 2013 / 12 / 7 - 03:46
المحور: الطب , والعلوم
    


لعل من أهم واجبات الطبيب أضافة الى أداء مهماته في تشخيص ومعالجة المرض، هو التنبيه الى المشاكل الصحية التي يعاني منها مجتمع ما والتحذير من التداعيات المستقبلية لمثل هذه المشاكل. ولا أشك أن أحدا لا يتفق معي بالقول أن السُمنة بين ابناء المجتمع العراقي وعند الجنسين وبمختلف الأعمار أنما قد بلغت حدا يستدعي التوقف عنده دراسة لأسبابه وعملا لوضع حلول تحدّ من المضاعفات المتوقعة والمتعلقة به. فالسُمنة هي اليوم مشكلة صحية في العراق يتوجب دراستها علميا ووضع الحلول الناجعة للحد منها والتقليل من أضرارها السلبية على صحة فرد وبالتالي صحة مجتمع.
السُمنة.. ما تعريفها؟
ولابد أولا من تعريف المقصود بالسُمنة من الناحية الطبية البحتة. فمؤشر كتلة جسم الأنسان أنما يساوي وزن الجسم بالكيلوغرام مقسوما على مربع الطول عنده مما يعطي وحدة رقمية يرمز لها بالكغم/المتر المربع طولا. فأذا كان هذا المؤشر بين 25-29.9 أصطلحنا على ذلك بزيادة وزنية أما أذا زاد المؤشر عن 30 كان ذلك سُمنة. ولتكوين الجسم من عضلات وشحوم أو مواد دهنية دوره في تحديد المعنى للسُمنة. فالأنثى التي تحمل في جسمها أكثر من 30% وزنا من الشحوم، أو الذكر الذي تكون عنده هذه النسبة بمقدار 25% انما يكونان أقرب الى السُمنة منهما الى الطبيعي وزنا وصحة. وعليه فقد تجد جسما عضليا ولكن كمية الشحوم فيه قليلة كما الحال عند رياضيي كمال الأجسام، فلا يكون الشخص عند ذاك سمينا رغم أن مؤشر كتلة جسمه عالية. وكل ذلك مما له علاقة بالشحوم والدهون في الجسم.
السُمنة.. مشكلة صحية عالمية
ولا أقول أن السُمنة مشكلة محلية فقط، بل أن العديد من دول العالم اليوم أنما تشكو من هذه السمنة بين أفراد مجتمعها، حتى لتقول الأرقام والأحصائيات أن نسبة السُمنة في أميركا مثلا قد زادت الى 30% خلال الأعوام ما بين 1980-2000. وقد سمعت أحد المحاضرين البريطانيين مؤخرا يقول منتقدا حال السُمنة بين الأنكليز: أنه كلما نحفت شاشات التلفزيون وخفّت وزنا كلما أزدادت أوزان الناس وأصبحت الأجسام ثقيلة، كناية عن الجلوس أمام شاشات التفزيون وتناول الأطعمة المختلفة مما يزيد المشكلة أستفحالا.
ومن المعروف أيضا أن النساء معرّضات أكثر من الرجال للمعاناة من السُمنة، كما أن العمر له دوره فيزداد وزن الجسم كلما تقدّم العمر. فالسُمنة ترتفع معدلا من 14% بعمر 25 عاما الى 32% بعمر ال55 عاما حتى تبدأ بعد ذلك بالأنخفاض الى 25% بعمر ال 75 عاما.
السُمنة..ما أسبابها؟
لابد من التنويه الى أهمية العموامل البيئية والوراثية في التسبب بالسُمنة عند الجنسين. فلا سُمنة دون تناول كمية من السعرات الحرارية تزيد عن حاجة الجسم أليها. وهي هذه الحاجة التي تختلف من شخص لآخر، اعتمادا على عمره ونشاطه الفيزيائي ونسبة الأيض عنده أو عملية حرق السعرات الحرارية في الجسم لأنتاج الطاقة المطلوبة. وهذا كله من عوامل البيئة التي لا يعرف بالضبط درجة تأثيرها وتفاعلها مع عوامل الوراثة والجينات في التسبب بالسُمنة. وعلى كل حال تكاد البحوث الطبية الحديثة تتفق على أن للعامل الوراثي دوره المباشر في الثلث الى الثلثين من حالات التغير في وزن الجسم بين الناس. وببساطة ودون تعقيد الفهم على القاريء نقول، أن الجين أو المورث أوب يعتبر هو المسؤول مباشرة عن أنتاج مادة اللبتين الهرمونية البروتينية، والتي تعمل على الدماغ والغدة النخامية فيه، تلك المسؤولة عن الشهية للطعام. وهذا اللبتين لا يحمل الاّ رسالة واحدة للدماغ وخلاياه وهي تقضي بالتقليل من تناول الطعام وزيادة حرق السعرات الحرارية، فأذا اصاب أنتاج مادة اللبتين أي خلل جيني وراثي مثلا من خلال طفرة وراثية بالجين أوب، فأن ذلك بدوره سيزيد من النهم للطعام مرضيا وبالتالي ستكون السمنة واقع حال لا مفر منه. وعليه راحت مثل هذه النظريات والأدلة العلمية تثير وتحفّز العلماء والباحثين لأستعمالات العلاجات الوراثية كطريق جديد للحدّ من السُمنة.
ولعل الكسل والخمول الجسماني وعدم الفعالية الفيزيائية يعتبر العامل الحاسم والرئيس في التسبب بالسُمنة بين غالبية الناس. فالجسم الذي لا يمارس النشاط خمولا لا يحتاج الى عدد كبير من سعرات الحرارة طعاما، حتى أذا زاد تناول الطعام عن الضروري اللازم تجمع شحما في الجسم وبدأت المضاعفات على الصحة. ولابد من أن أشير الى أن نسبة الدهون فيما نتناوله من طعام لا زالت عالية، والدهون هذه بطبيعتها لا تُشعِر الأنسان بالشبع كما هو الحال مع الكاربوهيدرات أو البروتينات، وعليه تشجّع الأكلات الدسمة دهنا على تناولها دون حد، فتزداد كتلة الجسم خاصة أذا علمنا ان الدهون في الطعام أنما تحتوي على سعرات حرارية أعلى بمرتين من سعرات الحرارة الناتجة من البروتين أو الكاربوهيدرات.
كما ولوحظ أن للعوامل الأجتماعية والأقتصادية دورها في التسبب بالسُمنة، والاّ لِمَ كانت السُمنة معروفة بنسب تزيد في المجتمعات الفقيرة منها عند الغنية بصورة عامة؟ رغم أن الأحصائيات الأخيرة تشير الى أن ذلك يؤثر في النساء بمعدلات تفوق ما هو عنده الحال في الرجال. كما وأن السُمنة عند الأطفال ستظل لأسباب فسلجية وتشريحية تلاحقهم، مشكلة مستعصية على مدى سنوات الصبا والشباب أن لم يتم التعامل معها في وقت مبكر. ولا يخفى ما تسببّه التغييرات الهرمونية بعد سن اليأس في الأناث من تغيرات في توزيع الشحم في الجسم وزيادة الوزن عند المرأة. وتشير البحوث كذلك الى العلاقة بين القلق النفسي وقلة النوم والزيادة في تناول الطعام عند البعض مما يؤدي الى السُمنة. ومن أسباب السُمنة الأخرى المعروفة حالات مرضية نادرة تتسبب بها الغدد الصماء وغيرها في الجسم مثلا، وأستعمال هرمون الأنسولين عند مرضى السكر أضافة الى أن هناك أنواعا من الأدوية التي تسبب زيادة في وزن الجسم كعرض جانبي، ومن بينها بعض من أدوية القلب كمضادات بيتا، وبعض من الأدوية المستعملة في علاج الكآبة والعُصاب.
السُمنة..مخاطرها
وليس في السُمنة أية علامة على الصحة أبدا بل أنه العكس تماما، حيث تكون عامل خطورة لأرتفاع ضغط الدم والأصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وجلطة القلب والدماغ والأصابة بالسكر وأمراض الجهاز التنفسي، أضافة الى صعوبة الحركة وأزدياد المعاناة من أمراض المفاصل والعظام. وقد كثرت عيادات العلاج لحالات السُمنة بين الناس وخاصة في المجتمعات الغربية والتي قد تقوم بتوفير علاجات دوائية أو جراحية مجانا لمرضى السُمنة. ولكن أغلب هذه العيادات أنما يعتمد أسلوب العلاج الطبي القائم على دور المرشد الغذائي في توجيه الشخص الذي يعاني من السُمنة الى أفضل برنامج للحمية الغذائية مع أشراف من فريق كامل فيه المشرف الغذائي والناصح وفيه الممرضة النفسية أحيانا.وهناك العديد من الأدوية التي لها تأثيرها في العلاج كما أن هناك خيارات في طرق الجراحة لعلاج السُمنة مما بدأ يتنشر في المستشفيات والمراكز الصحة في العالم وبشكل متزايد لم يشهد له عصر الأنسان مثيلا.
السُمنة في العراق
ورغم عدم توفر أحصائيات صحية حديثة الاّ أن مرجعنا هنا سيكون المسح الصحي الذي أجرته منظمة الصحة العالمية عام 2006 ونشرت بعض نتائجه مجلة اللانسيت العالمية الطبية المعروفة في عددها الصادر في شهر أذار / مارس الماضي. حيث تمت الأشارة الى أن ما يقرب من نسبة 67% من البالغين العراقيين أنما يبلغ مؤشر كتلة الجسم عندهم ما يزيد عن 25 . كما أن ما يقرب من 40% من الأشخاص الذين شملهم الأستبيان الصحي قد كانوا يعانون من أرتفاع ضغط الدم الأنقباضي والأنبساطي سوية. أضافة الى أن ما يزيد عن 10% من المفحوصين قد زادت نسبة السكر في الدم عندهم عن حدها الطبيعي دلالة الأصابة بالمرض. وكل ذلك كما يتوضح مما له علاقته بالسُمنة واقعا وحقيقة. وعليه يمكن أن نقترح تشكيل لجنة من الخبراء المختصين لدراسة أبعاد مشكلة السُمنة في العراق وتحديد العوامل المسببة وطبيعة التداخل العلاجي والوقائي المطلوب. ولابد لمنظمات المجتمع المدني من أن يكون لها دورها في هذه المهمة حتى يبدأ وضع خطة عمل وطنية للحد من مرض أو داء السُمنة بين العراقيين، مما له تأثيره الأيجابي على الصحة الجسمية والنفسية وعلى سلامة المجتمع وأبنائه.



#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج في زمن الفياغرا وأقاصيص أخرى
- حول حاضر المجلات الطبية العراقية
- عن الطب في العراق: الخطأ الطبي ... العواقب والعلاج
- في كوبا.. وقصائد أخرى
- فيلم -أيليسيوم- والبحث عن الخلود
- حول جائزة نوبل في الطب لعام 2013
- حول مؤتمر الأطباء العراقيين في لندن
- حول المؤتمر الطبي العراقي العالمي في لندن
- أطباء من أرض السند والهند على أرض السماوة العراقية
- الطبيب العراقي الأستاذ عز الدين شكارة في ذمة الخلود
- أمسية ثقافية عراقية في ويلز/بريطانيا
- قالوا وقلت.. حول الأجتماع الطبي العراقي في لندن
- عامر الصفار في -قارع الطبول- السرد على حدود الحكائية والتكثي ...
- مجموعة قصصية جديدة للقاص العراقي عامر هشام الصفّار بعنوان -ق ...
- مجموعة قصصية جديدة للقاص العراقي عامر هشام الصفّار بعنوان -ق ...
- فعل السرد عند عامر هشام الصفار: مجموعة القص -حفلة تنكرية- نم ...
- على هامش مهرجان الثقافة العراقي في لندن
- أمسية عراقية للثقافة والفن في ويلز/بريطانيا
- رواية -ساق البامبو- وأشكالية الهوية والأغتراب
- السرد عندما يكون عشقا سريا.. مي مظفر نموذجا


المزيد.....




- الأمراض المنقولة جنسيًا..كيف تتحدث عنها مع شريكك الجديد؟
- “تصفح على مواقع التواصل الاجتماعي ببلاش”… إليكم أكواد كنت بب ...
- سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي من الرد الإسرائيلي
- كيف تتجنب الإصابة بحساسية الحيوانات الأليفة؟
- حملها وسلي وقتك.. طريقة تحميل GTA: Vice City للأندرويد إصدار ...
- الصحة العالمية تعتمد لقاحا جديدا عن طريق الفم ضد الكوليرا
- ماذا يحدث لجسمك عند تناول الكركم مع الزنجبيل.. وهل هو آمن؟
- -مصدر قلق كبير-.. الصحة العالمية تحذر من خطر تفشي إنفلونزا ا ...
- ثعبان على متن قطار سريع يتسبب في تأخير نادر باليابان
- استمرت 613 يوما .. أطول عدوى بـ-كوفيد-19- تثير المخاوف من مت ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عامر هشام الصفّار - السُمنة في العراق.. المشكلة والحلول