أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي المسكيني - مانديلا الباسق...ينحني ليقطف الأرض،،،














المزيد.....

مانديلا الباسق...ينحني ليقطف الأرض،،،


فتحي المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 21:12
المحور: الادب والفن
    



1
حين خرج الله إلى المرعى
ترك الأنبياء يلعبون بالعالم
وعيونهم اليافعة تحرس آخر الموتى
في القرية
الوحيدة
على حافة القلب...
إنّ مانديلا
لم يمت وحده،
بل أخذ معه كلّ المنتمين إليه
كباقة من الأحرار
في فم الأبدية
يا لهذا
الأبد الصغير
ما أثقل العمر على ظهره
وما أقلّ دموعه !
...
2
يا لهذه الشجرة من المرح الاستثنائي
والغضب الصامت
كحمم من الياسمين
تحت بسمات صعبة
وأرواح كثيرة...
تطرق كلّ قلب
ولا تدخل
خجلا
من محبة بلا موعد
..رحل دون أن يفاجئ أحدا
بصبره علينا
فهل مات حسرة
على عالم لم يعد له أيُّ غد مناسب لأوجاعه ؟
....
3
ومن وراء صوته
المزمجر في لحاف من ورق التوت
تحت أهداب وقت لم يعد يتّسع للعظماء
كان يرنو إلى الناس
ويرفع يداً من الضحك
ويخفي
بالأخرى
كلّ دموعه عنّا...
ترك لكلّ طفل قصّة
من صلصال الآلهة النائمة
وخرج للصيد
ما وراء العرش..
أيّتها السماء
لم يعد تحتك من تخجلين من أوجاعه
ولا يطلب أيّ جنّة
في مقابل الروح الوحيدة
المتبقية
من بكاء الأصنام...
إنّ مانديلا
رسالة العصافير التي تحمل أعشاشها
معها
كي لا تموت بلا قبر..
إنّ البحر قد أوصى أمواجه بالتمهّل
قبل الإبحار إلى قلبه
فثمّة موعد لصنع المساء على حين غرّة
في أيّ قلب
تمهّلي أيّتها الريح
ولا ترقصي خارج الصباح الأخير
قبل عودة الله
من المنفى
.....
4
مانديلا
يراجع الموت..
كي لا يخجل السواد مرة أخرى
من لونه
يا..
لهذا السواد الرائع
الذي تستحي منه كل الألوان
وتعتذر
لسكوت الليل
في عينيه
وبين أصابعه
التي علّمت القدر
كيف يؤرّخ لظلّه من جديد:
أنّ الموتى هم لحاف الوقت
في شتاء الروح
أنّ الموتى ليسوا أقلّ مرحا
من الأحياء
عند عتبة الله
أنّ الموتى لا يتراجعون عن أيّ شيء
كجبل من الحليب
تظلّ تتسلّقه قطط الوقت
وفي كل قطعة منه
جحيمٌ صغيرٌ..
حيث يعتذر إلهٌ عن مواصلة الطريق
مع البشر...
لكنّ القيامة لا تختار أحدا
بلا سبب
امرحوا إذن ..مع الواقفين
خارج الوقت
أيّها المتأخّرون عن رقصتهم الأخيرة
إنّ مانديلا
قد سبقنا
إلى البيت...
ولابدّ أنّ الطريق إلى هناك
قد أغراه
بالعودة...



#فتحي_المسكيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل الحوار بين الهويات...أو هل نحن هوية بلا ذات ؟
- قتل الطلبة أو... في هزيمة الدولة
- الثقوب السوداء
- الأمنيّون... بعد الدكتاتورية
- نداء الصامتين... أو تأريخ مشطّ لغضب لا يحبّ المؤرّخين
- مديح الغربان...أو هجاء الداخل
- أخونة الموت
- إذا مات بعضُك...لا تتأخّر
- في انتظار دولة الفقراء
- الفلاسفة و العفو ..تمارين في الغفران
- هيدغر والديمقراطية أو زعامة الرعاة
- الرهطيّون
- شكري عاد وحيدا...أو ما يبقى يؤسّسه الشهداء...
- القتل ليس وجهة نظر... أو ما هو الاغتيال الهووي ؟
- صولجان الذئاب...أو إذا متّ سأشرب وحدي
- المركزيون...أو في المواطنة المشطّة
- الأنا الأخير...في الشرق
- الكينونة تتكلم العربية أو هيدغر في زماننا
- الحاكم الهووي أو الثورة في الوقت الضائع......
- كيف يكون إيمان الأحرار ؟


المزيد.....




- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء
- أبرزها قانون النفط والغاز ومراعاة التمثيل: ماذا يريد الكورد ...
- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي المسكيني - مانديلا الباسق...ينحني ليقطف الأرض،،،