أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي المسكيني - قتل الطلبة أو... في هزيمة الدولة














المزيد.....

قتل الطلبة أو... في هزيمة الدولة


فتحي المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قُتل الطالب "محمد رضا" في حرم جامعة القاهرة، بعد إصابته بثلاث طلقات نارية في الصدر والبطن والحوض...،- يا لهذه الانتصارات السياسية لدول الربيع العربي ... ! الصدر والبطن والحوض،..وكان المقصود بالطلق هو الرأس طبعا. لكنّ أعضاء الجسد يعوّض بعضها بعضا عند الموت. لا تهتمّ، أيّ عضو من جسدك يكفي كي تموت. ولكن لم هذا الحرص الشديد على ضرب كل مساحة الجسد الغضّ لشابّ لم يفرغ بعد من التدرّب على الحياة ؟ ماذا تربح الدولة من قتل هذا الجسد أو ذاك ؟ ومن دون معركة شخصية معه أو محاكمة رسمية ؟ شباب يموت في معارك غير رسمية مع دول لا تراهم. بل تكتفي بالدفاع عن جرعة الأمن المطلوبة لإقامة حالة طوارئ أخلاقية للخائفين من الآخر الكبير: الإرهاب.
ولكن من يمكنه أن يدافع عن قتل الطلبة ولا يتحوّل إلى شريك تاريخي في جريمة الدولة التي لم يبق منها غير الشكل الأمني للسلطة الحديثة: السلطة الحيوية على سكان لم تنجح أبدا في أن تنظر إليهم كشعوب، أي ككيانات حرية دون شروط مسبقة. لماذا بقيت الدولة عندنا ادّعاء قانونيا على كُتَل بشرية محصورة خارج القانون منذ القرون الوسطى ؟ لماذا بقينا عاجزين عن الوطن وظلّت المواطنة إلى حدّ الآن مزحة سياسية بين يتامى العصر ؟
إنّ إطلاق النار على طالب في داخل حرم الجامعة هو أمارة على أنّ الحاكم الهووي المدجّج بكل الاستبداد الشرقي لا يزال رابضا على أجسامنا الحديثة. ومن العار على أيّ مثقّف مستنير أن يسكت على قتل الطلبة بتعلّة كونهم ينتمون إلى تيّار مضادّ للحداثة أو يدافع عن الإسلامويين. وإذا لم نتوقّف عن المرافعات الهووية أو الدعوية عن القتلة فإنّ القتل سوف ينقلب إلى عادة يومية للحكام، مهما كان مرجعهم الأخلاقي. وليس من خطأ يقترفه أيّ مثقّف مثل الاطمئنان إلى القتلة.
لقد انهزمت الدولة بشكل مريع ولم يعد لها ما تقوله لشعوب فشلت هي نفسها في اقتراح أفق انتماء مناسب لأبنائها. ولأنّ القتل يمكن أن يصبح متبادلا، ولا أحد بإمكانه أن يمنع ذلك متى وقع، فإنّ قتل الأبرياء، قتل الطلبة مثل قتل الفنانين أو اغتيال المثقفين أو ذبح الجنود الرابضين على حدود الوطن، هو كلّه قتل ميتافيزيقي لإمكانية الدولة، أي محو نسقي لشكل الحياة الحديثة: الحياة في شكل دولة.
ولذلك فقتل طالب واحد هو بمثابة اغتيال صارخ لبذرة الدولة في قلوب الشعوب. فليست الدولة غير فكرة الحرية التي تنشأ في نفوس جيل من الأحرار. وما عدا ذلك، هو عقد أمني مع الشيطان. ويبدو أنّنا إلى حدّ الآن لم نعرف غير عقود أمنية لا تجرؤ أبدا على الاقتراب من فكرة الحرية، تلك التي ترقد في قلب طالب من الطلاب.
كلّ طالب هو وثيقة حيوية على فكرة الحرية في جيل من الأجيال. وذلك مهما كان نوع الفكرة التي يدافع عنها.



#فتحي_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقوب السوداء
- الأمنيّون... بعد الدكتاتورية
- نداء الصامتين... أو تأريخ مشطّ لغضب لا يحبّ المؤرّخين
- مديح الغربان...أو هجاء الداخل
- أخونة الموت
- إذا مات بعضُك...لا تتأخّر
- في انتظار دولة الفقراء
- الفلاسفة و العفو ..تمارين في الغفران
- هيدغر والديمقراطية أو زعامة الرعاة
- الرهطيّون
- شكري عاد وحيدا...أو ما يبقى يؤسّسه الشهداء...
- القتل ليس وجهة نظر... أو ما هو الاغتيال الهووي ؟
- صولجان الذئاب...أو إذا متّ سأشرب وحدي
- المركزيون...أو في المواطنة المشطّة
- الأنا الأخير...في الشرق
- الكينونة تتكلم العربية أو هيدغر في زماننا
- الحاكم الهووي أو الثورة في الوقت الضائع......
- كيف يكون إيمان الأحرار ؟
- هل يحمي القانون من لا يؤمن به ؟
- نهود لامبيدوزا... تعلق في شباك الروح


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي المسكيني - قتل الطلبة أو... في هزيمة الدولة