أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي المسكيني - نهود لامبيدوزا... تعلق في شباك الروح














المزيد.....

نهود لامبيدوزا... تعلق في شباك الروح


فتحي المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 14:27
المحور: الادب والفن
    



نهود لامبيدوزا...
تعلق في شباك الروح

عالقون معاً
في شباك الطريق
كغيم الضحى
كسكوت الجبال التي ترقب الآن كلّ العواصم
مجرورة في قطار
إلى حفرة الوقت
كيف تموت شعوبٌ وتنسى
حدود المكان ؟

عالقون معاً
إن تركت الشباك على الشطّ
جاءت ضفادعُ كلّ المدن
وصارت تغنّي بقيّة غصّات شعب
من الأقحوان

عالقون معاً
إن رميت الشباك إلى البحر
جاءت دموعك تطلب منك
بقيّة ملحك
حتى تفرّق بين الذين يموتون سهواً
وبين بكاء اليتامى
على صولجان

عالقون معاً
في بحيرات وقت قديمة
تحدّثنا المومياء
عن الحلم
تسرد كلّ وقائع قلبي
وتطردني خارجا
كي أصليّ لآلهة من دخان

عالقون معاً
على صفحة الربّ
أو صفحة البرلمان
يخيطون أفواههم
بالبكاء على دول
من كلام

عالقون معاً
في قوارب من ورق
أرسلوها إلينا
على عجل من جهنّم
كي نعبر الياسمين
إلى آخر العصر
نودعه في بنوك الأمان

ومن لا يحبّ السقوط على قبره
باكرا
عليه بأن يمسح الروح
من جلدها
وأن يشهد الآنَ
أنّ المدينة مقفلةٌ
لبقية هذا النهار
فنحن سنصلح نبض الشوارع
حتى يناسب
مشيتنا
في الظلام

عالقون معاً
كالتراب على بسمة الطفل
خلف الصباح القليل
وخلف الكلام

عالقون معاً
في طوابير أقدامنا
كيف نجري إلى الليل
مثل الغيوم
وفي اليوم متّسع للعطور الجديده
ومتّسع للزمان ؟

صوامع من مرمر
تسرق الوقت من ضحكة الروح
ترمي بأعمارهم
في عيون الظلام

وفي كلّ فجر بكاءٌ جديد
على سنبله
...
متى
يصلح الوقت للموت ؟
دون بكاء كثير
ولا معمدان
متى
يعثر شعب البكاء
على قلبه في يديه
فينسى الرحيل إلى الجزر الواقفه
قبالة آلامه
كنهود من النار تأكل أفواه أبنائه
وتلقي بأعمارهم
في الخيام
متى نجمع العمر في بلد واحد ؟
ولا نستحي
أن نعمّق جرح المحاريث
في تربة
لا تصلّي إلى أحد
وليس على صدرها أوسمه
ولا مهرجان

جثّتان
على حافة الروح
ترمقنا صخرةٌ يتكسّر في صمتها لحمُنا
وينام
بكم ترقد الروح في قبركم ؟
لا بقايا سندفنها
ولا ياسمين
سيعلق في كمّ معطفها
حين نعثر ثانية
على قلبها
في الحطام

جثّتان
ثمانون جثّة
وأسماء من عنبر وسفرجل
ودمع النعام
بكمْ تُدفن الروح في أرضكم ؟
بكمْ يرجع الياسمين إلى أمّه
في بقايا الكلام ؟

وهل يستحي الفجر أن يفتح القلب
والله سافر
يبحث في الرمل عن صوته
كيف صارت تفاصيل رحلتنا
خنجرا
يتعثّر في الروح
يخجل من دمنا
لن يسيلَ لأنّ الحديقة واسعةٌ
خلف ظهري
وروحي
دخان

ناوليني
قليلا من الروح
أدفعها سلفةً
كي أعود إليها
فأمّي ستجلس في كل ركن من القلب
تسأله أن يعيد المساء إلى أهله
ويسقي الشجر
كؤوس المدام

ناوليني
رياحا قليله
وبعض حكايا
وأشتات كل الجميلات
في الذاكره
سوف أهمس في أذن الروح
أنّي وحيد
وحيد
وحيد كسيجارة فقدت نصفها
تحت كفّي أخبّئها
عن يديها
وتسألني هل أكلت ؟
وهل أجد الوقت كي أتعشّى وحيدا
على حافة الروح
هل أتدفّأ قبل الرحيل
وهل أتذكّر أسماء إخوتنا جيّداً
حين مرّوا
إلى الخلف
قبل الصباح
وبعد ثلاثين جرح
وبعض غمام
تضجّ النساء
على طرف البحر
أين سيولد ثانية
وأين يموت ؟
وتسأل واقفة كصخور من الوقت:
كيف أعيد إلى الجسم
أحلامه ؟
وأين سأدفنه ؟
أيّ شطر من الروح سوف يكون لحافاً
لتنهيدة الفجر
أيّ مساء يكون الأخير ؟
أعيدوا إليّ
كواكب قلبي لأعبدها على مهَلٍ
لكَم ضيّع القلب أيّامه
في الطريق إلى القلب
مزدحماً بالسكوت
على مدن
تاه عنها المكان

إشاراتنا
لن تصل
ولكنّ أمّي ستجمعني
من كراريس قلبي
تجمّع كلّ نسائم روحيَ
في صمتها
لن يكون حدادٌ
ولا صرخة أو ندوب جديده
على خدّها
لن يكون فطام



#فتحي_المسكيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار خاص مع الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني
- الفلسفة استثناء تأسيسي...لوعي آخر
- إعلان تونس من أجل الفلسفة.....قبل الثورة وبعدها
- تأويلية آبل...أو الجمع الهرمينوطيقي بين هيدغر وفتغنشتاين
- استشارات كانطية : الرجاء والوهم أو كيف تكون سعيدا بوسائل بشر ...
- استشارات كانطية - التعالي الحرّ أو في -الحرية الموجبة-
- استشارات كانطية - الرجاء الديني والكرامة الإنسانية
- لا هوية إلاّ الخيام...أو ماذا يفعل المعتصمون بالوطن ؟
- استشارة كانطية - الاحترام والقداسة : وحدها الشخصية الإنسانية ...
- العادل لم يعد إماما....أو من أساء إلى الإسلام ؟
- الربيع غيّر عنوانه......
- الضحك خارج القدر...في انتظار الوطن
- الكوجيطو المكسور...في عيادة ريكور
- لعنة الثورة أم جنون الشعوب ؟
- الشهداء...يحتفلون بموتنا
- الغيمات الأخيرة تستقيل...من المساء -
- ترجمة الفلسفة...هل تسيء إلى لغتنا ؟
- الفلسفة لحماً ودماً...في مرآة مرلوبونتي
- اعتذارات مجردة...للأقحوان- قيامتين بعد الطوفان
- كيف صارت التأويلية فلسفة ؟


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي المسكيني - نهود لامبيدوزا... تعلق في شباك الروح