أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي المسكيني - لعنة الثورة أم جنون الشعوب ؟














المزيد.....

لعنة الثورة أم جنون الشعوب ؟


فتحي المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3695 - 2012 / 4 / 11 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


كلّ شجر المدينة
نادم
على الوقوف معنا
يوم الثورة
هل كان يمكنه أن يجلس ؟
ويتركنا واقفين وحدنا كنخيل حائر
وجد نفسه في العاصمة دون سبب وجيه
أجل
كل نخيل الروح نزل إلى العاصمة
لتغيير نسخة القدر
وإعادة توجيه العصافير في الشارع الكبير
نحو الساعة
التي مرّ عليها تاريخ طويل من الشهور الحمقى
دون أن تعدّل رقّاصها
على آلامنا الجديدة
من يمكنه أن يتفاوض مع الشجر
على تنشّق الغازات المستوردة للحرية
بدلا عنّا ولو لساعة واحدة
حتى يستطيع أطفال العنكبوت
أن يعودوا سالمين إلى لُعبهم ؟
من بإمكانه أن يقنع طفله
بأنّ الأعياد أوقات خرجت عن طورها
وأنّ أزهار الاحتفالات
قد تكون مناسبة جدّا
للموت ؟
ومهما كانت ألوان الأكفان جميلة
فهي مرعبة دائما
بسكوت العين عنها
حتى تمرّ على أجساد خرجت للتوّ
من الحديقة
يا
لهذه الأجساد الحرة
كيف صارت نائمة فجأة
على رصيف لم تلمسه أبدا من قبل
وكيف صار ظلها مرسوما بالدم
من دون سابق إنذار
كصوت عصفور مخنوق من فوقنا
لقد ندم الشجر
وأخذ ينتظر قيامته بفارغ الصبر
وينصح كلّ أغصانه بعدم السهر
في ضوء النهار
لأنّ أبديّة صغيرة
قد تسقط عليها في أيّ وقت
وتكسّر ملامح الله فيها
بلا جدوى
الحجر أيضا نزل إلى الشارع
وتوسّد كلمات العابرين
وغطّ في النوم
لأنّ الدولة لم توقظه في الوقت المناسب
حذراً من صراحته
كان الحجر صريحا دائما
وهو في أيدي أطفال شاخ بهم العمر
ولم يكبر فيهم
غير الضحك من الوطن
هل جُنّ الوطن ؟
وتحوّل إلى أرجوحة فوق رؤوس الجرحى
تبذر في كل مرة
باقة من الألم
مقابل كل جرح تركته عصيّ الملائكة
على الجسد
الضرب ليس عيبا ميتافيزيقيا لأحد
الآلهة ضربت من قبل
وكذلك البشر
وأن تكون مضروبا ليس رذيلة كبيرة
المهمّ
أن تتألّم بكل وطنية
وأن تباهي أيضا
بأنّك كنت يوماً ما من المضروبين
لعلّ الضرب يكون فاتحة طيبة
وتصبح وزيرا
على المعوّقين
أو المعطّلين
أو الجرحى
لا يهمّ
ربما يُترك لها الخيار على أيّ من نوع من الضحايا ستصبح وزيرا
أيّها المناضل الأخير
هل هي لعنة الثورة
على الحكّام ؟
أم أنّ الشعوب قد جُنّت
وخرجت عن السيطرة الشرعية ؟
لابدّ من وجود دواء للحنظل
حتى يشرب نفسه
من دون أيّ امتعاض غير لائق
بالمرحلة
قالت الدولة:
لا يهمّ عدد الضحايا
ولا عدد الجرحى
لأنّ رصيد الشعوب ليس شخصيا لأحد
إنّه نعمة شرعية
للفائزين
ولا يدري أحد متى يفوز
إذا كان يتبارى على إمكانية الاحتفاظ بعقله
لمدة كافية
حتى يعود الشعب إلى جحيمه الخاص
ويمتنع عن النزول إلى الشوارع
بحثا عن التاريخ
هلّلوا
ولكن لا تصفّقوا
إنّ أناشيدنا كلّها قد صارت بالية
والشعارات
حطبًا للعاطلين عن الكلام
ومن يفقد صوته
عليه بأن يلّقن جميع أعضاءه
كلّ الحركات المناسبة للدفاع عن نفسه
إنّ الوجوه لا تملّ من البروز أمامنا
لتبرير موتنا
والإطلال على آلامنا من فوق الدولة
دون خجل أو وجل
أيّتها الشعوب
إنّ لعنة الثورة قد حلّت
ولابدّ أن ننزع كل التمائم عن العصافير
حتى تعود إلى الغناء.............



#فتحي_المسكيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهداء...يحتفلون بموتنا
- الغيمات الأخيرة تستقيل...من المساء -
- ترجمة الفلسفة...هل تسيء إلى لغتنا ؟
- الفلسفة لحماً ودماً...في مرآة مرلوبونتي
- اعتذارات مجردة...للأقحوان- قيامتين بعد الطوفان
- كيف صارت التأويلية فلسفة ؟
- جيل دولوز: ثورة كوبرنيكية في فهم الهوية
- حذار من النائمين على حافة اللهِ...
- أحمد فؤاد نجم... عذرا أيّها الطفل...في بلاد الأهرام
- اقتصاد الهوية أو كيف تكون البنى الثقافية علاقات إنتاج جديدة ...
- السلفي والمسرح: معركة رُعاة ؟ أسئلة للتفكير
- مفهوم الضمير...أو كيف صار للإنسان ذاكرة ؟
- الفلسفة -سؤال موجَّه لما لا يتكلّم-
- ما هذا الذي هو نحن ؟ ...في السؤال عن لحم الكينونة
- تعليقات مؤقتة على مستقبل -العقل العربي-. في ذكرى الجابري
- في براءة الفلسفة وصلاح منتحليها
- كل أغنيات الوطن جميلة...ولكن أين الدولة ؟
- حواسّ جديدة لعشتار - قصيد
- نيتشه وتأويلية الاقتدار ...تمارين في الثورة
- مقاطع من سيرة إله قديم...عاد من السفر


المزيد.....




- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي المسكيني - لعنة الثورة أم جنون الشعوب ؟