سالم اليامي
الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 12:39
المحور:
الادب والفن
خرجت هاربة مذعورة ترمي الناس بالحجارة ظنا منها أنها تطفيء النار المشتعلة في بيتها , احترق البيت كله وهي لا تزال موغلة في الأذى تبحث عن حل خارج العقل .
ردعها الآخرون حتى عادت مهزومة لتجد نفسها في العراء .. ثم جلست القرفصاء تحدث وهما وقالت :
كان ظلي يغطي مساحات أكبر من حجمي .. أين ظلي ؟!
الوهم : ذهب الظل بانحسار ضوء الشمس عن فضائك .
قالت : وكيف ينحسر الضوء عن فضائي وانا الشمس ذاتها .
الوهم : تلك هي مشكلة كل من يعتقد انه الشمس وهو لا يرى الظلام المنبثق من اعماقه ليغطي المساحة المحيطة به ويظنه ظلا !
قالت : وهل يولد الظلام في عز الشمس ؟!
الوهم : وهل كنت حقا تنعمين بعصر الأشعة ؟!
قالت : فهل كنت أحلم ؟!
الوهم : كنت تتوغلين في كابوس طويل تعتقدين أنه واقع مشرق .
قالت : فماذا يكون إذن ؟!
الوهم : شيء يشبهني .
قالت : ومن أنت ؟!
قال : أنا الوهم يا سيدتي .. كنت شاهدا عليك وأنت تقذفين الناس بالحجارة وسط الحي المزدحم بالسكان .. وشاهدا على رؤية بيتك وهو يحترق في الوقت الذي كنت تخرجين مذعورة بحثا عن حل لبيت يحترق !
كان الجو قارس البرودة ...ولم تجد ما تلتحف به سوى أديم الأرض
مدت بصرها في المكان يمنة ويسرة لترى عددا من الحفر التي أعدتها في السابق للطامعين في إرثها .. ثم اختارت حفرة لترقد فيها !
#سالم_اليامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟