أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خليل - الموقف من مشروع دستور 2013














المزيد.....

الموقف من مشروع دستور 2013


حسن خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4296 - 2013 / 12 / 5 - 11:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الدستور

الاستفتاء علي مشروع الدستور الجديد – القديم 2013 يثير العديد من القضايا علي مستويات متعددة .و لبناء موقف ثوري و جاد يجب تفكيك هذه القضايا ضمن مستوياتها

1 – الحقيقة الأساسية في الحياة السياسية في مصر هي أن هناك صراعا ضاريا بين كتلتين من كتل الرأسمالية المصرية و داعميهم الأجانب . الكتلة الأولي و الكبرى هي كتلة الجيش – البيروقراطية – رجال الأعمال و الثانية هي الإخوان و حلفائهم و لا شك أن كلتا الكتلتين علي عداء جذري مع الثورة.
2 – أن مجمل القوي السياسية الأخري هي ضئيلة بجانب الكتلتين و كلما كانت أحدهما أقرب لكتلة منهم كلما كان لها وزن ما
3 – أن قوي الثورة – و هي البرجوازية الصغيرة – مشتته و غير منظمة و قوي الشعب المنتج و الفقير تكاد أن لا تكون موجوده في هذه المعادلة . أما قوي اليسار فهي هامشية.
4 – أن الدستور هو أنعكاس لموازين القوي الواقعية علي الأرض و ربما حمل هذه أو تلك من المواد العظيمة المعني و لكن التي لا مستقبل لها في التطبيق العملي . ما لم تنهض قوي صاحبة مصلحه تفعلها
5 – أن من وضع الدستور هو تحالف الرأسمالية الكبيرة الحاكمة باستثناء الإخوان مع ممثلين عن القوي الديمقراطية . و أن كان شبح الثورة كان يحوم في المكان فوضعت مواد جيدة تتعلق بالحريات و العدالة الاجتماعية بشكل عام
6 – أن لجنة الخمسين ما كان لها أن تنعقد لولا دبابات الجيش خارج البوابة تحمي المقر من أرهاب الإخوان.و هذا يجعل للجيش كلمة حاسمة في اللجنة دون أدني شك.
7- طبيعة الاستفتاء علي الدستور غير انتخابات الرئاسة . ففي انتخابات شفيق – مرسي كان يمكن أن تحجب صوتك عن كليهما لكن في الاستفتاء ب "نعم" أو "لا" كل شيء عدا "نعم" يحسب لصالح "لا" لان الاستفتاء يقتضي نسبة معينة من التصويت كي يمر المشروع . لذا فكل مشاريع المقاطعة و أبطال الصوت هي مشاريع "لا" متخفية سواء عن قصد أو دون . حتي أن الإخوان أنفسهم اعلنوا انهم سيقاطعون الاستفتاء – و لا شك عندي أنهم سيتراجعون عن ذلك لصالح "لا" الصريحة.
8 – التصويت "بنعم" يصب في صالح الطبقة الحاكمة الآن (المؤسسة العسكرية – البيروقراطية – رجال الأعمال ) التصويت ب "لا" يصب في صالح الإخوان . و كذلك المقاطعة و الأبطال . هذه هي حقيقة الصورة التي ربما يجملها البعض ببعض العبارات و هذا هو سبب الارتباك الكبير حول الموقف من الاستفتاء. فأنت في النهاية مضطر لأن تنحاز لأحدى الكتلتين مهما غلفت هذا بكلمات ثورية.
9 – نظرية "الثورة لا تختار بين أعدائها" لا تصلح هنا كما أوضحت سابقا فكل صوت بنعم يذهب لكتلة و كل صوت ب "لا" أو عدم التصويت يذهب للأخري
10 – أن هذه هي معضلة الثورة التي رافقتها منذ يناير 2011 غياب البديل الثالث الثوري في أشد صورها حدة.
11 – مشروع الدستور من زاوية الحريات العامة و الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و صلاحيات رئيس الجمهورية هو بالتأكيد أفضل من دستور 2012 و لحد ما دستور 71 أيضا .و هناك إضافات مهمة في الصحة و التعليم و البحث العلمي و حقوق الأقليات و منع التمييز و تجريم التعذيب. رغم ملاحظات كثيرة علي النصوص هنا و هناك لكن أجمالا هذا هو الوضع
12 – نقطة الاشتعال حول قضية المحاكمات العسكرية للمدنيين حدث بها تحسن عن دستور 2012 من زاوية حذف صلاحية الرئيس في تحويل قضايا للمحاكم العسكرية و تحديد أفضل للجرائم التي تستوجب محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية . و يظل وجود المادة ثغرة في بناء ديمقراطي مدني حقيقي
13 – رغم بقاء المادة الثانية التي تشكل أساسا لدولة شبه دينية و هي المادة الموروثة من دستور 71 المعدل و كذلك المادة التي تخص احتكام أصحاب الشرائع السماوية و التي تكرس للطائفية الدينية-. و كلتاهم ثغرة أوسع كثيرا في بناء ديمقراطي مدني من ثغرة المحاكمات العسكري-. فأن مشروع الدستور لغي المادة 219 في دستور 2012 التي كانت تعني أن الدولة دولة دينية مكتملة.
14 – المادة الانتقالية المتعلقة ب تحصين منصب وزير الدفاع هي الأخري نقطة مشتعلة لكن عمليا الجميع يعترفون بشعبية السيسي الكبيرة . فربما ساهمت هذه المادة في تقليل دوافعه للترشح و أن ترشح – و غالبا سيفوز كما يتوقع الكثيرين – تصبح المادة مجرد ذائدة بلا معني.
15 – القضية التي لا يناقشها الكثيرين هي ما بعد أقرار المشروع أو عدم أقراره. أقرار المشروع سيؤدي لتقليص نفوذ الجيش حينما سيكون هناك رئيس منتخب و برلمان منتخب – رغم أن الجيش سيظل له السلطة الأكبر من وراء الستار دون جدال. و سيفتح الباب لحياة سياسية متنوعة و لمواصلة العمل من أجل أهداف الثورة . أما عدم أقرار المشروع فسيؤدي أما إلي أقرار دستور 71 بعد تعديله – مع الاحتفاظ بالصلاحيات الموسعة لرئيس الجمهورية فيه – أو إلي أصدار أعلان دستوري ما و في كل الحالات سيطل أمد المدة التي يتمتع الجيش فيها بكل هذا النفوذ . و الأسواء أن تدخل البلاد في مرحلة من الاضطراب علي خلفية الإرهاب و نقترب أكثر من النموذج الليبي.
16 – أن علي كل يساري أن يسأل نفسه أو نفسها ليس مجرد عن شعوره تجاه الدستور أو ما إذا كانت هذه المادة أو تلك تتفق مع معايير ما و أنما عن مصلحة الطبقات الشعبية التي يمثلها في مثل هذا التعقيد الشديد. اليساري الذي لا يري دوره في التعبير عن من يدعي تمثيلهم يفقد صفة المثقف العضوي و صفة اليساري
17 – أعتقد أن طالما تجاوز مشروع الدستور الحد الأدنى المتمثل في دستور 2012 و دستور 71 فأن من مصلحة الطبقات الشعبية أن تنتهي المرحلة الانتقالية بأسرع وقت . خاصة و أن قوي الثورة أبعد ما تكون في المستقبل القريب عن فرض دستور أفضل و لو كان لها مثل هذه القدرة لأظهرتها أثناء وضع الدستور .أي أن مصلحة هذه الطبقات بالتصويت ب نعم للمشروع
18 – أن قوي شبابية و ثورية يغلب عليها المثالية سوف تصاب بالإحباط من التصويت ب نعم دون شك . لكن عليها أن تدرك أنه بدون بناء بديل أجتماعي حقيقي منظم علي الأرض فلا أمل في دستور ديمقراطي حقا و مدني حقا.



#حسن_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الثورة للانتصار
- الثورة أوسع كثيرا ..
- الحياة السياسية بعد ثورة يونيو – 2 - الجيش و الشعب و الإخوان ...
- الحياة السياسية بعد ثورة يونيو – 1 -
- تعليق علي بيان سيء السمعة
- سيناريوهات الثورة
- الحياة السياسية و حملة تمرد
- الثورة شبه المتماثلة
- عن ضرورة حزب التحالف
- عيد العمال .. عيد الثورة
- كيف نفهم الوضع الراهن؟
- العمال و النقابة و اليسار
- عودة حكم العسكر
- جبهة الإنقاذ ما لها و ما عليها
- هل يمكن تجاوز الرأسمالية؟
- ما بعد المرحلة الأولي من الاستفتاء علي الدستور الفاشي
- الثورة المصرية الثالثة : ما العمل؟
- عن الربيع العربي و الثورة الإيرانية
- ما العمل مع الدستور الفاشي؟
- سيناريوهات المستقبل بعد الدستور الفاشي


المزيد.....




- ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ ...
- ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب ...
- عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي ...
- صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى ...
- روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في ...
- سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق ...
- خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي ...
- الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ ...
- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خليل - الموقف من مشروع دستور 2013