أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - قصيدة الفاجومي الأخيرة














المزيد.....

قصيدة الفاجومي الأخيرة


محمد رفعت الدومي

الحوار المتمدن-العدد: 4295 - 2013 / 12 / 4 - 01:13
المحور: الادب والفن
    


أو مكيدة الفاجومي الأخيرة علي وجه الدقة ..

أقول هذا الكلام اعتذاراً عن سوء تقديري لنخلة الشاعر المزدحم بالثائر ، وامتدادات لياقته الثورية التي لا تقيم وزناً حتي للموت !!

قلتُ في وقت سابق أنَّهُ لابدَّ لحظة اقتحام الموت المفاجئ لحالته ، وفي ازدراء مدبر ، لم يكن في ذاكرته العامرة بألوان جدران الزنازين ووجوه رفاق الدرب ، ثغرةٌ تستطيع أن تتسلل منها الوجوه الشائهة لجلاديه الكثر ، ولعلها مكيدة النفس الأخيرة ، وهذا بالتأكيد ظنٌّ لا يعدم الصواب تماماً ، غير أنَّهُ لا يطال صوتَ "الفاجومي" الشاعر الذي أمطر بالكلمات في خصي جلاديه مباشرة ، وحرَّض احتشاد ليالي المنبوذين لصياغة قمر لائق بهم دون أن يكترث لسياط الخصيان في أحلك الآفاق عتمة ..

نعود إلي قصيدته الأخيرة ، أو حجره الأخير الذي قذف خصية النظام ، وسف يثور له لابدَّ ثأر بعيد !!

لقد شاءت القوي الإيجابية في الطبيعة ، لسبب ما ، أن يتزامن موت الشاعر"أحمد فؤاد نجم" مع موت الفريق "رضا حافظ" وزير الانتاج الحربيّ ، وإنَّ مقارنة بسيطة لوداع الرجلين ممر صادق نحو تعرية النوايا الحقيقية للذين يخدرون القطيع صباح مساء بــ :

"واصبر لحكم ربك فإنَّك بأعيننا" !!

وماذا يضير الربَّ أن يضعك بعينيه ما دمت صابراً علي عبوديته ، ودام ربَّاً ؟

لقد كان وداع الفاجومي فارغاً من الوجوه الرسمية المعرفة إعلامياً بـ (اللفيف) !! ، هذا صحيح ، لكن صحيح أيضاً أنَّهُ كان وداعاً مزدحماً بالعيون الحقيقية ، وقلوب الفرادي في الزحام ..

والألم عند هذه النقطة قديم .. يمتد إلي وفاة الشاعر الكبير "محمد عفيفي مطر"!!

أتذكر أن موت "عفيفي مطر" الذي ضاعف وحشة الساحة الشعرية كما لم يفعل موت شاعر قبله ، تزامن أيضاً مع موت إحدي سيدات عائلة ثرية ومنفتحة الدروب علي النظام ، تدعي "ميمة مطر" - يا لذلك التشابه الغامض - ، وإنَّ المطلع علي صفحات الوفيِّات في كل الجرائد المصرية ، في نهاية منتصف عام "2010" ، لا يكاد يعثر علي حضور لموت الشاعر الاستثنائي ، في حين تزدحم كل صفحات الوفيات بنعي السيدة "ميمة مطر !!

وهذا التقليد ليس غريباً علي كل الأنظمة القمعية في العالم ، فكلها ، وبلا استثناء ، تعتبر المثقفين ، ما لم يكونوا من مثقفي البلاط ، عامة ، والشعراء علي وجه الخصوص ، مجرد أعشاب ضارة تنمو علي سياج الوطن بصوت مسموع !!

لا تكترثوا لهم .. لكم أسطورتكم أيضاً ، ولكم أيضاً مقعدٌ ينتظر في قصر الحقيقة الذي يسمونه التاريخ !!

لقد أثبت النظام أنَّهُ غبيٌّ بما يكفي ليلهمه أن يدَّخر خطواته للسير خلف نعش محسوب عليه ، ويتجاهل السير خلف نعش الأيقونة الأكبرمن أيقونات ثورة يناير ، وما سبقها من انتفاضات لم تسكن تعريف الثورة ..

ولعلَّه العقابُ الذي كالعقاب ِ الذي طال المستشار " محمود الخضيري" ، ولعلَّه سوف يطال الجميع في الأيام المؤجلة ..

شكراً " أحمد فؤاد نجم" لأنك عزفت لنا ، من الجبال البعيدة ، ولك السابقات ، بعض ملامح المستقبل القريب ..

شكراً ..







#محمد_رفعت_الدومي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاجومي مات !
- الله ، المعسكر ، الفسيخ !!
- مريم الثيِّب .. وشِباك الآباء الأوائل*
- لا مرحباً بمواسم الزحف الحرام
- السيسي .. والرقص في درجة الغليان
- -إسهار بعد إسهار- كتاب جديد ل -محمد رفعت الدومى-
- اسهار بعد اسهار الدومي .. سيرة تتجاوز الذاتية
- ذَبحْتُكِ جومانا أخيراً بشرياني
- روعة


المزيد.....




- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - قصيدة الفاجومي الأخيرة