أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - تاريخ البذاءة في لمسرح العربي !!















المزيد.....

تاريخ البذاءة في لمسرح العربي !!


فاضل خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 23:45
المحور: الادب والفن
    


استهن الكثير منالفنانين العراقين غزو المسرح التجاري وعدوه واحدا من افرازات الحروب التي ساهمت بشكل أو بآخر من تشجيع هذه الظاهرة بحجج كثيرة. أكثر تلك الحجج رواجا، هو أن المشهد العراقي المأساوي، لابد له من مسرح يساهم في ترطيب الاجواء الساخنة التي تشعلها سلسلة الحروب التي عاشها وما زال يعيشها. لكننا وبنظرة فاحصة بعض الشئ الى بعض الظواهر المسرحية التي مرت بتاريخ سنجد بأن هذه الظهرة ليست طارئة، بل ان لها جذور راسخة في القدم. ففي تاريخ العراق القريب وفي اربعينات القرن الماضي بالدقة عرف البغداديون نوع من النشاط التمثيلي أطلقوا عليها اسم (الأخباري ). غير الذي تعارفنا عليه فيما بعد من الذي نشاهده في القاعات النظامية المغلقة. والأخباري نوع من المشاهدة التمثيلية كانت تعرض في الكباريهات الليلية، على شكل حوار كوميدي متهكم ممزوج بالسخرية والشتائم بين شخصين أو اكثر من ضمنهم امرأة. والأخباري نشاط جاء كنتيجة لأن "أهل بغداد سئموا ذلك الرقص الخليع وتلك الأغاني الرخيصة، وان عمل( الكابريهات ) آخذ بالتقهقر الشنيع مما قد يؤدي إلى الخسارة المالية، فضموا اضافة إلى جوق الرقص، جوق تمثيلي هزلي مؤلف من عدة أشخاص، ويسمى هذا الجوق( أخباري )"(30). ومن اشهر ممثلي جوق ( الأخباري ) هو ممثل الكباريهات الفطري ( جعفر لقلق زاده ) الملقب بـ ( سلمان البهلوان ) والذي اشتهر خلال فترة مابين الحربين، ورغم الملاحظات الكثيرة على لقلق زاده والرأي السائد في تدني ماكان يقدمه ألا انه اسهم في تطوير المشهد (الأخباري) إلى حد ما علما بأن عمله هذا لم يكن على مسرح خاص بل كانت أعماله بمثابة (سكتشات)، وهي عبارة عن مشاهد هزلية ونكات بذيئة تقدم في ملاهي بغداد الليلية بين الفواصل هدفها الاساس امتاع الحاضرين من رواد الملهى. أما أهل المهنة في الملاهي فكانوا يطلقون على فواصله ( الشانو). وظل هذا النوع من الفعاليات يراوح في مكانه بتكرار ممل لكنه مقبول عند رواد الملهى . وهذا الجوق كان يمارس نوعا من التقليد للمشاهد الهزلية التي كانت تقدمها الفرق التركية العاملة في بغداد أواخر العهد العثماني في العراق، وهو نوع من تأثيرات الفنون التركية التي نقلها البغداديون ممن كانوا يفضلون قضاء اجازاتهم في تركيا، اضافة الى الزيارات الدورية لبعض الفرق التركية التي تأتى إلى بغداد حتى أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين. كما ورد ذلك في كتاب (تاريخ المسرح التركي) للكاتب التركي المعاصر (موتن اود ) الذي نشره باللغة الانجليزية. اضافة الى ان الكثير من العراقيين كانوا يفضلون الدراسة في استانبول. وقد ماثل في مصر نوع من الفعاليات يمارسه الغجر قريب في بذاءته من ( الاخباري )، ففي مصر ازدهرت أصول المسرح الشعبي مع بدايات القرن الثامن عشر وقد كتب الرحالة ( كارستن نيبور )- الذي وصل الإسكندرية في 26 سبتمبر 1761 ومكث فيها سنوات طويلة، عن فن ( الغوازي ) أي ( الغجر ) فقال: - تتكون الفرق فيه من عدد من الراقصات الغجريات يرقصن بمصاحبة الموسيقى لقاء اجر، يصحبهن رجل يعزف على آلة موسيقية، وعادة تصحبهن امرأة مسنة تعزف على آلة الطمبور.(1) تتخلل تلك الفعاليات نوع من الكلام البذئ والحركات البعيدة عن الحشمة. ويعود تاريخ هذا النوع من الفعاليات الى العصر العباسي الذي كانت يقدم فيه نوع من المشاهد التمثيلية من قبل جوق يطلق عليه اسم ( السماجة )، يعود تاريخه الى الفترة العباسية كما اسلفنا. وقد ورد في كتاب ( سيدات القصر ) للدكتور مصطفى جواد أن وجه الخليفة العباسي المنتصر بالله (247هـ) باستدعاء السماجة ليقوموا بتقديم بعض ألعابهم، في القصر أمامه وأمام ضيوفه "عندما قام بختان ولده دعى ( السماجة ) إلى قصره ليقيموا له بعض ألعابهم – والسماجة هم الممثلون – وكان يختلط بهم، فلما دخل عليه أخوه في أحد الأيام حذره من الاختلاط بهم خوفاً على حياته منهم، فامتنع المعتصم، واخذ يجلس في شرفة القصر، والسماجة يقومون بألعابهم في ( السماجة )(1). واسباب خوف أخ المعتصم على أخيه من ( السماجة ) في تصوري انهم كانوا يشكلون نوع من العصيان والتمرد السياسيا أوالاجتماعي شبيه بحركة ( العيارين )، و( الصعاليك ) و( الطفيليين )، وسواهم في فترات معلومة من التاريخ العربي.
كما كان أيضا ( خيال الظل ) الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر الميلادي، هو الآخر كما أشارت بعض المخطوطات التي أرخت لبدايات فن التمثيل عند العرب. وقد ورد في كتاب ( خيال الظل ) لمؤلفه ( محمد بن دانيال الموصلي ) المتوفى سنة 1311 ميلادية وهو طبيب عيون كان يسكن القاهرة أيام السلطان ( الظاهر بيبرس ) حين قدم أليها من مدينة الموصل في العراق. ويعود ( خيال الظل ) الى عهود اقدم من هذا التاريخ " فقد جاء في التاريخ مثلا" أن السلطان المشهور صلاح الدين ( المتوفى سنة 1183 م ) كان يحضر مثل هذه التمثيليات ومعه وزيره القاضي الفاضل"(2). ومن مصر انتقل( خيال الظل ) إلى تركيا، بعد أن اعجب السلطان سليم الأول عام 1517 – بلاعب ( خيال الظل ) حين "قدم أمامه محاكاة لطريقة شنق السلطان (طومان باي ) على باب (زويلة ) وانقطاع حبل المشنقة به مرتين. فانشرح السلطان سليم لذلك، وانعم على اللاعب بثمانين دينارا، وخلع عليه قفطانا مذهبا من القطيفة، وقال له: إذا سافرنا إلى استنبول فامض معنا حتى يتفرج ابني على ذلك"(3). فذهب معه لاعب ( خيال الظل ) وبواسطته انتقل فن ( خيال الظل ) إلى ( تركيا ). وأزدهر فيها وطغى على كل الفنون، ومنها انتقل إلى ( اليونان ) ثم انتقل إلى ( إيطاليا ) في أواخر القرن السادس عشر.

الهوامش
1-البروفيسور الألماني باول كالي : ( مسرح التمثيل بخيال الظل في مصر ) الأقلام ، العدد (6).
1- السماجة: وهم مجموعة من الأفراد كانوا يقدمون عروضا" من التمثيل بشكل ساخر لا يخلو من الهجاء والضحك.
2- أبو الحسن بن محمد الشابشتي: (الديارات) الناشر: كور كيس عواد، مطبعة المعارف1951 – بغداد.
3-هو الأديب المسرحي الشيخ ( شمس الدين أبى عبد الله محمد بن دانيال بن عبد الله الخز اعي الموصلي المتوفى سنة 1310 / 1311 ميلادية، وكان شاعرا" مهما " في عصره .



#فاضل_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المداخل العكسية في المسرح
- التجريب ..هو التلقي ( المثير ) في المسرح
- تكنلوجيا المسرح
- الجمهور...وتطور المسرح
- جوزيف شاينا
- جوزيف شاينا، كاظم حيدر ... وتماثل التصميم السينوغرافي
- أهمية الأسلوب في الثقافة وألفن
- انا ويوسف العاني ... ومسرحية [خيط البريسم]
- المغالاة في المسرح
- مسرحية [ منعطف على الدانوب ]
- فرقة المسرح الفني الحديث سفيرة الفن العراقي
- المرونة صنو الممثل المجتهد
- على المخرجين أن يظلوا الطريق الى الهدف
- المسرحية الجيدة.. الممثل الجيد
- التأليف... المهنة الأسهل في المسرح
- عودة المسرح الضال
- المسرح المتشائل
- قاسم محمد .. وعمق البساطة في مسرح الواقع
- يوسف العاني، ومسرحية [خيط البريسم] ، وأنا
- مسرحية (السفينة التي لم تبحر)


المزيد.....




- هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟
- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم) ...
- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - تاريخ البذاءة في لمسرح العربي !!