أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - لطيف الحبيب - حفنة من تراب ... المارقون















المزيد.....

حفنة من تراب ... المارقون


لطيف الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 20:28
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


" كرامة الإنسان غير قابلة للمساس بها
فاحترامها وحمايتها واجبا الزاميا على جميع سلطات الدولة"
الفقرة الاولى من المادة الاولى من الدستور الالماني

ان ما اجترحته قوى احزاب الاسلام السياسي من مقاومة وبطولة في خرق الدستور التي عملت على انجازه واخراجه بصورته البائسه ,اضافة الى لجم البرلمان وتجنيد القضاء لتنفيذ احكام مؤسساتها واضفاءالشرعية الدستورية عليها , ثم منحت العشائر سلطات لاحد لها , دفعتها الى اخذ زمام المبادرة في التدخل وحل المنازاعات الاجتماعية , واصبح قانون العشائرهو السائد في مفاصل حركة المجتمع كاملة, وكثير ما نسمع ‘، " فزعة " ونخوة " وفصل " " وثار " , انكفأ العدل , وعاد القضاة الى جحورهم في مجلس القضاء الاعلى في بغداد تيمنا بجحور المرجعيات الدينية في النجف الاشرف , فكلاهما يرتجف فزعا ورعبا من مليشيات الاحزاب السياسية ومليشيات العشائر , وهكذا مزق نسيج مجتمعنا العراقي وحرث وقلب عاليه الى سافله . سقط القانون , ولم تسقط دولة القانون دولة العشائر, انهارت الدولة العراقية ,لم يعد هناك من يحمي الاطفال والشيوخ والعجزة , ورايات الموت السود تجول شوارع بغداد, تحصد ارواح الشباب يوميا , لم يعد للموت وقار, فقد اعتاده الناس واستخفوا به وعاد واقعا يوميا , حين يرى الناس قوات السلطان تولى الادبار امام قوى الارهاب , وتحتشد امام بوابات ساحة التحرير , وتوغل اذرعها العسكرية من مختلف الصنوف في تكبيل بغداد , واتباعه يديرون شؤون المملكة حسب اهوائهم ومراجعهم المقدسة ,الامرة الناهية , الحريصة على تطبيق الشريعة الاسلامية الجعفرية , لاقامة العدل الالهي في ارض العراق, وارشاد اهله الكفار الى طريق السماء وجنانها . اسرد هذه عن دولة العراق ومازال رنين الصفعة يقض مضجعي, صبية لم تتجاوز بعد الثامنة من عمرها تتلقى صفعة من معلمة التربية الدينية في احدى المدرس, ليس في دولة طلبان ولا قرية نائية في العراق ,بل في وسط بغداد عاصمة الخلفاء والعلم والعلماء والكتاب والمثقفين , اثاراصابع كف المعلمة المتدينة المارقة على وجهها الطفولي , كانها صفعت وجوه اطفال العالم , صفعة للطفولة , وشهادة على عنف الادوات التنفذية لمقولات الاسلام السياسي , صفعة للسلم الاجتماعي في بلد يسيرون حكامه به نحو الهاوية , صفعة تطبع على وجه الصبية شعار الخلف الصالح لسلف اسلامي " الحجاب او التيزاب ", قادم من كهوف تعج بالساحرات والخرافات والاساطير و عفن التاريخ العربي , معلمة انثى في العراق تصفع طفلة ,وعلى شاشة التفزيون والفضائيات تتبجح انها فاعلة حق تربوي اسلامي , بوعي او بدون وعي,هذا المعلمة تهيا الطفلة لشروط الفحولة وعلى الطفلة ان تتعلم تقبل اوامر الرجل , فما هي الا مشروع نكاح قادم ,فبعد سنة واحدة حين تبلغ التاسعة من عمرها , تعد العدة لبلوغها الزواج كما فعلها سلفهم , وعليها اولا بالتحجب والتهيأ للانضمام الى اسراب الحريم ,وهذا بالشرائع الانسانية اغتصاب الطفولة . القائمون على الدين في العراق يؤمنون قطعا " ان المرأة ناقصة عقل وايمان " فكيف تسمحون ايها الشيوخ والمراجع العظام من مجرد اية الى درجة العظام ان يدرسّ التربية الدينية الاسلامية من هو ناقص الايمان ؟؟, بل هي عورة حسب قياستكم للمرأة , سيقول الكثير من المعلمين والتربويين في زمن المارقين , الذين يصفهم نائب وزير التربية علنا وفي الاعلام المرئي " كلهم مطايا " ولم يرمش لهم جفن او تحتج نقابة المعلمين , بل استقبلت مختار العصر بهتاف " بالروح بالدم .. " وكرمته بدرعها , سيقول هولاء : لماذا المبالغة " هو راشدي " رغم اعتراف المعلمة المارقة انها صفعتها مرتين . فوزارة التربية من عهد "الروزخون الخزاعي" تدنى فيها وعي المعلم واخلاقه التربوية ,حين اغتصبت هذه المؤسسة العراقية العريقة من قبل العمائم وحولتها الى جوامع وحسينيات وزوايا وملاذا "للطكاكيات" واللطم والدروشة, فهذه الوزارة كفء بتخريج هكذا معلمة تهدد "بالفزعة" ضد الصحفي الذي التقط الصورة , والمعروف ان المرشد الروحي للسيد الخزاعي وزير التربية السابق ونائب رئيس الجمهورية العراقية الحالي ,هو الامام الخميني صاحب كتاب" تحرير الوسيلة" ,الذي لايشيرفيه الى تحليل الضرب, بل الى تحليل مفاخذة الرضيعة " يقول الخميني في كتابه تحرير الوسيلة ص241 مسالة رقم 12 ( وأما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة " , ولكن قرأننا الكريم اباح ضرب النساء ولم يوجبه كما جاء في سورة النساء (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) النساء 34 , وهذه المعلمة المارقة تخالف حتي القرآن ,فالضرب يوقعه الرجال على النساء في الدين الاسلامي واذا احتجت المراة على الضرب, فستكون امراة ناشز, تخالف النظم الاجتماعية والاخلاقية التى غرسها الدين في مجتمعاتنا المنخورة بالجهل والجهالة عبر منكر ونكير وحشد من الجن ,والعفاريت والملائكة والشياطين , يوظفهم كهان الدين وسلاطينه لتقزيم الانسان المسلم . ان هذه المعلمة التي وسمت وجنة الطفلة بحافرها , تنسى قول الرسول " رفقا بالقوارير" ,فهي في قانون الدولة الجعفرية االشرعي الذي اصدره سماحة الامام الشمري , وزير العدل في الجمهورية العراقية الحالية , قارورة في طور التكامل . همست لى حفنة التراب: ان اكظم غيضي , قلت لها اتعلمين وحسب تقرير اليونسكو ,كان العراق في السعينيات يمتلك نظاما تعليميا , يعتبر من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة , يدار عبر وزارة التربية العراقية , حيث كادت الحكومة في ذلك الوقت أن تقضي على الأمية تماما من خلال إنشاء، حملات محو الأميه, انخفضت نسبة الأمية بين الفئة العمرية 15-45 إلى أقل من 10 ٪-;- ارتفاع معدلات الالتحاق الإجمالية أكثر من 90 ٪-;- . بلغ مجموع الإنفاق في مجال التعليم 6 ٪-;- من الناتج القومي الإجمالي و20 ٪-;- من ميزانية الحكومة العراقية في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الفائت ,انها وقائع تاريخية, لكن التعليم عانى الكثير بسبب ما تعرض له العراق من حروب وحصار .
ماذا سيحدث فرضا, لو صُفعت طالبة المانية في الصف الثالث الابتدائي ,حتى لو في ابعد قرية في المانيا,انه افتراض لتطبيق معادلة القانون المدرسي وماتنص فقراته , اولا- ابعاد المعلمة عن المدرسة في كل الاحوال, ثانيا- تشكيل لجنة تحقيقية لتسجيل مسارات الحادث ,يعقبها اتخاذ قرارمن الدوائر التربية , يمكن ان يوؤدي بها الى القضاء , بقضية تهمتها "اعتداء جسدي على طفل" ليس له علاقة بالتربية والتعليم على الاطلاق ,محاكمة ضرب انسان من قبل انسان اخر ,ثالثا- يعرض الطفل فورا على الاطباء لفحصه جسديا , يحاط بلجنة من الاطباء النفسيين لمتابعة حالة الطفل النفسية ,وما يترتب من الاعتداء من انفعالات نفسية حزن وكئابة وانعزال ,رابعا- تتحمل المعلمة المعتدية كل مصاريف المحاكم وتعويض الطفل عن الاضرر الجسدية والنفسية الى ان يعلن شفائه ,ليس هناك من يتصالح ويتنازل عن حقه, فالراي العام والاعلام متابع شديد وحريص على تطبيق القانون ,النابع من روح الدستور" كرامة الانسان لا تمس ", يضع الدستورالالماني الانسان كاعلى قيمة في المجتمع اساس قوانينه وتشريعاته وهومنبعها , وليس الدين او الشريعة , القومية او الوطن ,المك او الزعيم , تحمي بذلك الدولة الانسان دستوريا من كل تجاوز عليه , تحيطه بمنظومة من القوانين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ,تمكنه من العيش بامان وسلام ورخاء, بحماية واحترام كرامة الانسان , تصان الاوطان والاديان والشرائع والملوك والزعماء.
لم تعلم هذه المعلمة ان احدى محافظات برلين تبنى مدرسة واحدة للمعوقين بقيمة 14 مليون يورو . طلاب المدارس يذهبون الى المدارس بشوق من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة عصرا, يتناولون الافطار والغداء وحصة فواكه مجانا من المدرسة , يزورون المتاحف والسينمات ويستقلون القطارات والباصات والمترو ببطاقات مخفضة ,ويذهبون الى المسابح صيفا وشتاء مجانا , يزورون الكنائس القديمة ليس تعبدا بل لمعرفة تاريخ فنونهم القديمة ,درس الدين ليس اجباريا بل لمن يشاء والمعلم اب واخ وصديق ومرافق , التلاميذ الالمان شياطين كبقية التلاميذ , لكن مناهج التعليم وطرق التدريس هي الملائكة .
شهقت حفنة التراب وعاهدتني ان تمسح عن وجنة الصبية دمعاتها وتزين جيدها بقلادة معلم بلغ من العمر عتيا ,وقالت : حين يعطل القانون في العراق يزور اهله العتبات المقدسة والاضرحة ,قررت ان ازور الامام الكاظم واربط بشباكه المقدس حرز اخضراكتب فيه, بحق سجنك اجعلها ثيبا ولا ترزقها طفلا حتى لا تصفعه , واذهب الى الامام الحسين واشق ايزاري حتى تبان ترائبي واناديه باسم الرضيع ان يعمي عنها ابصار الرجال , وان تعمر عانسة , وانحني امام ضريح الامام العباس واتوسل اليه ان يشل يمنها , مثلما قطعوا يمينك وقطعوا عليك السبل للوصول الى ال بيتك بقطرة ماء .



#لطيف_الحبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وباءالتربية والتعليم الديني
- s.w.a.t
- -الخبز الحافي-
- حكاية كتاب ...-حقل واسع-
- أبجديات الفاشية الدينية
- فصل لربك وانحر
- رحيل الفنان صالح كاظم
- ‏ حفنة من تراب ... مجزرة زيونه
- الصادق النيهوم .. دفاعا عن كارل ماركس
- ثمانون عاماعلى حرق الكتب في برلين
- حقائق التدمير الامريكي لاثار حضارات وادي الرافدين
- شعب العراق ضحية حرب الخليج الثانية - 2-‏
- شعب العراق ضحية حرب الخليج الثانية - 1 -
- قراءة في رواية - اعتقال-
- احتلال الكويت بين جريمة دكتاتور واكاذيب الامراء والشيوخ - 2 ...
- احتلال الكويت بين جريمة دكتاتور واكاذيب الامراء والشيوخ -1-
- الجمعة يوم راحة المسلمين
- التيار الديمقرطي .. نهوض التيار
- الفاشية الدينية في العراق
- في دار الشيخ عبد الكريم الماشطة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - لطيف الحبيب - حفنة من تراب ... المارقون