أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - ماجد أبو غوش يعصي الواقع ويطيع الوطن














المزيد.....

ماجد أبو غوش يعصي الواقع ويطيع الوطن


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 17:08
المحور: الادب والفن
    


:
ماجد أبو غوش يعصي الواقع ويطيع الوطن
في ديوانه الأخير" عصيان" الذي صدر في تشرين أول 2013 يرسّخ الشاعر ماجد أبو غوش مسيرته الشعرية، والتي تتمثل بانحيازه الى الفقراء والمهمّشين والكادحين الذين يحترقون بنار الأرض، طمعا بوطن حرّ ودولة مستقلة لا حواجز احتلالية في شوارعها، ولا جدران تحاصرها، دولة لا سُرّاق ولا فساد فيها، دولة تحافظ على انسانية الانسان التي امتهنتها قوى الظلم والعدوان، ومن يعرف ماجد أبو غوش عن قرب سيجد فيه الانسان العادي الطيّب المتمرّد على واقع لا يجوز السكوت عنه، لذا فهو يعتمر قبّعته، ويلفّ سجائره راضيا بالعيش الكفاف، لكنّه في الوقت نفسه ساخط غاضب متمرّد ثائر على السّلبيات كلّها، فهو من صعاليك هذه المرحلة بالمفهوم الايجابي للصعلكة، تماما مثلما كانت صعلكة ما قبل الاسلام، لكن صعلكة شاعرنا تواكب العصر. لذا فهو ساخط على المحتل الذي سلب الوطن، ويمعن في الأرض الفلسطينية قتلا وتنكيلا وعدوانا واستيطانا، وساخط على الفساد المستشري، وعلى افرازات أوسلو وغيرها. والشاعر أبو غوش ابن قرية عمواس -احدى قرى اللطرون-التي تمّ تهجير مواطنيها وتدميرها هي وزميلاتها يالو وبيت أولا في حرب حزيران 1967، ليبنى عليها لاحقا متنزه عام باسم متنزه كندا "Canada park" تخليدا للصداقة الاسرئيلية الكندية. يعيش حياة اللجوء والتشرد والمعاناة كما هو حال الملايين من أبناء شعبه، لكنّه يطلّ على مسقط رأسه من بعد ويحلم بيوم العودة الموعود. لذا فان يافا وحيفا وغيرهما لم تغب عن شعره، تماما مثلما هي ليست غائبة عن وجدانه.
والقارئ للديوان سيجد أن الشاعر أبو غوش انسيابي في لغته، فهو لا يتصنع اللغة ولا يتحذلق بمفرداتها، فلغته انعكاس لشخصيته، لغة هادئة وغاضبة حسبما يتطلب الموقف، فهو يكتب نصوصه الشعرية عن همومه، وهي ليست هموما شخصية، بل هي هموم الغالبية العظمى من أبناء شعبه، فهو يكتب عن جدار التوسع الاسرائيلي الذي يمزق أرض الوطن، ويكتب ملتاعا عن الحروب التي شنّها ويشنّها المحتلون على قطاع غزّة المحاصر. ويكتب عن حنينه للقدس التي لا يستطيع الوصول اليها مع أنّها على مرمى حجر من رام الله حيث يعيش، ويشتعل حنينه الى مدن وقرى كانت عامرة بأهلها قبل حين، وجرى اقتلاعهم منها في غفلة من التاريخ، انه يستذكر أصدقاء منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. ويكتب عن الحبّ وعن المرأة العاشقة والعشيقة، ويهرب الى الخمور أحيانا- ليس لأنه سكّير- بل للهروب من واقع لا يحتمل، أو لغسل الذّات من واقع مأزوم لا يمكن تحمّله.
وقصائد شاعرنا واضحة تأثّرها باللغة "الدرويشيّة" فلشعر الراحل الكبير محمود درويش سطوة واضحة على قصائد شاعرنا، وتبلغ ذروتها الى درجة التناصّ في أكثر من موضع، أو درجة اعادة صياغة الجملة الشعرية.
يبقى أن نقول بأنّنا أمام شاعر جميل غاضب يعرف ما يريد، ولا يريد أن يكون مهادنا في وقت يكون السكوت فيه وعنه معيبا.
30-11-2013



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- في ذكرى قرار التقسيم
- يوميات مقدسية لابراهيم جوهر في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- في التاريخ مواعظ
- همسات جمعة السمان
- فخاخ الكلام لعمر حمّش وعبق الابداع
- بدون مؤاخذة- التكفيريون والمرض النفسي
- يوميّات ابراهيم جوهر المقدسية
- رواية-كلام مريم- لمحمود شقير في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة-الحلول بيد أمريكا
- بدون مؤاخذة-الذكرى التاسعة لاغتيال الرئيس الرمز
- مسرحية شخصيّة هامّة وشرّ البليّة
- الشاعر نزيه حسون في اليوم السابع
- القابضون على الألم في اليوم السابع
- بناء الانسان من خلال التراث
- تحرير الأسرى فرحة ستكتمل
- رواية-كلام مريم- لمحمود شقير والثورة الثقافية
- الشاعر نزيه حسّون مشتعل في لحظة عشق
- -رواية- القابضون على الألم لمحمد عميرة
- درس أيسر الصيفي الأخير في اليوم السابع
- أيّام العيد


المزيد.....




- ماكي صال يُحيّي ذكرى بن عيسى -رجل الدولة- و-خادم الثقافة بل ...
- الأمير بندر بن سلطان عن بن عيسى: كان خير العضيد ونعم الرفيق ...
- -للقصة بقية- يحقق أول ترشّح لقناة الجزيرة الإخبارية في جوائز ...
- الكاتبة السورية الكردية مها حسن تعيد -آن فرانك- إلى الحياة
- إصفهان، رائعة الفن والثقافة الزاخرة
- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...
- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - ماجد أبو غوش يعصي الواقع ويطيع الوطن