أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- في التاريخ مواعظ














المزيد.....

بدون مؤاخذة- في التاريخ مواعظ


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4289 - 2013 / 11 / 28 - 13:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- في التاريخ مزاعظ
موقف الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة من الأراضي الفلسطينية المحتلة في حرب حزيران 1967 بشكل عام، والقدس بشكل خاص، مبني على منطق القوّة، وحسب نظريتهم المعروفة ما لا تستطيع تحقيقه بالقوّة، تستطيع تحقيقه بقوّة أكبر، وهذا يعني تغييب العقل، وعدم الاتعاظ من التاريخ، فهم وإن درسوا تاريخ الصراعات والحروب بين الدّول، ودرسوا تاريخ القدس الشريف أيضا، فانهم لا يتعظون من حكمة التاريخ ومنطق الأمور، وأبسطها أن القويّ لا يبقى قويّا الى الأبد، تماما مثلما هو الضعيف لا يبقى ضعيفا هو الآخر الى الأبد، فامبراطوريات انهارت، وصعدت قوى جديدة الى الساحة الدولية لم يكن يتوقعها أحد، وأن القوّة العسكرية لم تحقق سلاما لأيّ من الدول القوية.
غير أن منطق القوة العسكرية ينهار أمام العقائد الدينية، وهذا ما لا يريد الاسرائيليون فهمه أو الاقتناع به في التعامل مع مدينة القدس العربية المحتلة، بما فيها من مقدّسات للعالمين الاسلامي والمسيحي، لذا فانهم يمعنون في اعتداءاتهم على المقدسات الاسلامية في المدينة، وتجلى ذلك بتجريف المقابر مثل مقبرة مأمن الله-ماميللا-. ويواصلون تدنيسهم وانتهاكاتهم لحرمات المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأحد المساجد الثلاثة التي تشدّ اليها الرّحال، ومعراج خاتم النبيين، ولم يكتفوا بمنع المصلين الفلسطينيين من ابناء الأراضي المحتلة من دخول القدس والصلاة في مساجدها وكنائسها، بل انهم يستبيحون المسجد الأقصى، بشكل شبه يومي، كما يواصلون الحفريات تحت أساساته، ويعملون على هدمه، أو تقسيمه في أحسن الحالات لبناء ما يسمونه الهيكل، مع أنه لا يوجد اجماع يهودي على المكان الذي كان فيه الهيكل المزعوم. فالبعض منهم يؤمن بأنه لم يكن في القدس ولا حتى في حدود فلسطين التاريخية.
وقد سبق الاسرائيليون غزاة آخرون، احتلوا القدس، وقتلوا مواطنيها، ودنسوا دور عبادتها وفي مقدمتها الأقصى الشريف، فالفرنجة احتلوا القدس في العام 1099م، وقتلوا سكانها جميعهم وهم يحتمون في المسجد الأقصى، ودنسوا المسجد واستعملوا جزءا منه-المسجد المرواني- اصطبلا لخيولهم، وبنوا قلاعهم الحصينة، الى أن جاءهم أحد أكراد الشام وهو صلاح الدين الأيوبي، وحرر المدينة منهم في العام 1187م، وليتبعه السلطان المملوكي قلاوون ويكتسح الساحل الفلسطيني محررا المنطقة من احتلال الفرنجة، وما كان صلاح الدين الأيوبي ليستطيع تجييش الجيوش لمحاربة الفرنجة لولا المسجد الأقصى الذي لا يقبل المسلمون أن يكون تحت سيادة غير سيادتهم كونه جزء من عقيدتهم.
واذا كانت القيادات العربية قد اكتفت بشجب واستنكار الاعتداءات على المسجد الأقصى، مكتفية بوعود "الصديقة" أمريكا بانهاء احتلال المدينة المقدسة، فان الشعوب العربية والاسلامية لن تصبر على هذا الاحتلال الى ما لا نهاية، وأن أيّ مسّ بالمسجد الأقصى سيشعل حروبا دينية، سيعلم مشعلوها متى ستبدأ لكن أحدا غير الله لن يعلم متى ستنتهي، لكنها بالتأكيد ستحصد أرواحا كثيرة، من كلّ أطراف الصراع، ولن ينجو من سعيرها أحد مهما كانت قوّته أو ضعفه.
28-11-2013



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسات جمعة السمان
- فخاخ الكلام لعمر حمّش وعبق الابداع
- بدون مؤاخذة- التكفيريون والمرض النفسي
- يوميّات ابراهيم جوهر المقدسية
- رواية-كلام مريم- لمحمود شقير في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة-الحلول بيد أمريكا
- بدون مؤاخذة-الذكرى التاسعة لاغتيال الرئيس الرمز
- مسرحية شخصيّة هامّة وشرّ البليّة
- الشاعر نزيه حسون في اليوم السابع
- القابضون على الألم في اليوم السابع
- بناء الانسان من خلال التراث
- تحرير الأسرى فرحة ستكتمل
- رواية-كلام مريم- لمحمود شقير والثورة الثقافية
- الشاعر نزيه حسّون مشتعل في لحظة عشق
- -رواية- القابضون على الألم لمحمد عميرة
- درس أيسر الصيفي الأخير في اليوم السابع
- أيّام العيد
- أوراق مطر نسب أديب حسين المسافر في ندوة مقدسية
- المعلم يتعلم
- أوراق مطر نسب أديب حسين المسافر


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- في التاريخ مواعظ