أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - لوزية بزار - إشكالات المناهج في الآداب والعلوم النقدية واللغوية العربية















المزيد.....

إشكالات المناهج في الآداب والعلوم النقدية واللغوية العربية


لوزية بزار

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 26 - 00:44
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يُعرف إسماعيل ناشف المنهج العلمي على أنه "مجموعة مُقننة من الأدوات التي تُستخدم وفق قواعد إجرائية محددة متفق عليها من قبل المجتمع المهني العلمي، بحيث إنها تشكل لغة خاصة بهذا المجتمع كما بعلاقاته المختلفة مع مجتمعات مهنية أخرى مجاورة وبعيدة على السواء"1 . ويقول بأن "النقد منهج في التشكيل المعرفي الجمالي، ينتظم بحسب عدة ضوابط منها مادة تشكيل النص المقارَب. وهي مادة تشكيل، وليست طوبوغرافيا جاهزة للاستعمال الاستهلاكي المباشر، بهذا فالنقد ليس بميزان أخلاقي في حالة من الانزياح الأدبي. إن النقد هو إعلان موت الأخلاق النهائي، إذ لا رب في النقد"2 . لكن محمد مندور تعريفه مختلف وبسيط، إذ عرفه النقد بأنه "فن دراسة النصوص والتمييز بين الأساليب المختلفة"3 ، وحاول أن يؤكد على أن النقد الأدبي العربي سابق على تاريخ الأدب جراء ما حدث من مراجعة لما تم إنتاجه وجمعه من علوم لغوية عربية، وهذا كان قديما، لكن العرب لم يستغلوه أو يستخدموه منهجيا، فأطلقوا عليه "الإتجاه الذوقي" بشكله الفطري والعفوي4 .
ولاحقا، أصبح المنهج النقدي أكثر إشكالية عند العرب، وعزا مندور الأسباب، إلى غياب المنهج في حياة البداوة العربية، وعدم التعليل – التحليل العقلي- المفصل كأداة مشروعة بالمعرفة بناء على مبادئ العلوم اللغوية، والتي لم تُصغ إلا في العصر العباسي الذي اتسعت فيه آفاق العرب، مع أن المنهج النقدي العربي بدأ يظهر لديه تحديدا بعد مذهب البديع – تبعا لابن بديع الذي وضع المذهب الكلامي - العقلي في القرن الثالث هجري، أو ما سماه "عصر الإنسانيات"5 حتى وإن سبقه الجاحظ في منهجيته النقدية ومن بعده مذهب أبي نواس التجديدي. وما انتقده هو غياب الفكر الجديد والانعتاق في القديم، بل ما قام به العرب هو تجديد القديم من حيث المعنى والاصطلاح، لا إضافة جديد عليه. وهنا كانت الإشكالية المنهجية بين القديم والحديث، من الباحثين، أي قسم منهم، وقع في فخ إعادة صياغة العربي القديم "التراث"، والآخر وقع تحت رهان الحديث الغربي، أي الإنفصال عنه تماما. وهذه كانت المشكلة الأولى والأساسية والتي أودت إلى جمود المنهج النقدي العربي من حيث معاييره الأخلاقية وقيمه الجمالية إثر الخلاف حوله. فالنقد المنهجي انصب على نتاج اللسانيين اللغويين والمفكرين، وإن بدأ النقد العربي يدور حول النصوص الشعرية على عللها، ولاحقا النحوية واللغوية، فقد أضفوا اللغويون والنحويون الصبغة والأداة المنهجية على قراءاتهم النقدية تبعا لقواعد اللغة والنحو والمعاني والاختلاف المذهبي الذي طرأ في المجتمعات الإسلامية.
وحديثا، وما زال هناك خلاف بين المحافظ أو التقليدي والتجديدي في العلوم الاجتماعية والإنسانية العربية حصرا، كان هذا الخلاف كبير حول تأثر النقد العربي بالغربي الحداثي، وهذه الإشكالية الللاحقة التي واجهت المنهجية النقدية العربية. وتأثــرت قواعد النقد العربي منذ بداية القرن العشرين بالتيارات الغالبة في أوروبا، فظهر كتاب طه حسين في الأدب الجاهلي متأثرا بفلســفة ديكارت، كما ظهر للعقاد كتــاب (ابن الرومي، حياته و شــعره) وكتاب آخر عن أبي النواس، متأثرا بالمباحث التاريخية والبيولوجية والســيكولوجية6 .
وأصبح في المدرسة النقدية العربية، اتجاهان متغايران، فهناك أدباء ومفكرون عرب نادوا بالحداثة العربية وفق الأسس والمعايير المنهجية الغربية في النقد، منهم من أوغل في اللجوء للمنهجيات النقدية الغربية في نقد الظواهر. أدونيس ويوسف الخال من أشهر أعلامها الذين دعوا صراحة إلى تبني المقاييس الغربية في دراسة الأدب العربي قديما وحديثا، فانعكست التطورات اﻷ-;-دبية على الدراسات النقدية في العالم العربي، وما زال النقد العربي يخطو خطواته مع نقاد احتكو بالآداب الأجنبية وأساليبها النقدية، وكذلك يشهد الفن القديم أبوابا مستحدثة، كهذا الاتجاه النقدي الذي يدعى ب"النقد المقارن" وإن هذا الاتجاه النقدي يهتم بالعلاقات التي تقوم بين أدب وطني وكتب بلغة قومه وبين أدب أو آداب أجنبية، كما يهتم بدراسة العلاقات الأدبية القائمة بين كتاب وشعراء متشابهين في إنتاجهم الأدبي7. أما الاتجاه الأخر رفضه رفضا تاما، باحثا عن منهجية نقدية عربية مستقلة واقفا على التراث دونما أي إكمال لما قامت به المدرسة النقدية العربية القديمة . فلم يتم تطوير القديم بما يتلاءم مع روح النقد العصرية وبنية العلوم الاجتماعية في إطار النسق العلائقي بين الظواهر الداخلية للمجتمع العربي.
إن "النقد العربية الحديث بعيد عن الموضوعية وعن المنهج العلمي الدقيق، وذلك لأنه لم يستطع تطوير النقد العربي القديم ولا أن يتمثل المناهج النقدية الغربية الحديثة، ولا أن يخلق منهجا نقديا عربيا جديدا يستمد خصوصيته من خصوصية علاقته بواقعية، دون أن ينقطععن المناهج النقدية العالمية، ويقول شكري عياد: ونحن نعترف دائما بأننا لم لن نستطيع فهم القديم -كما يتاح لنا فهمه اليوم - إلا إذا نظرنا عليه بعيون معاصرة ولا يقتصر ذلك على الوعي بمشكلات الحاضر ومطالبه، لكنه يتضمن استخدام وسائل الفكر المعاصر ايضا" 8.
الإشكالية الأعم في هذا كله، هي "صمت الظاهر" التي تحدث عنها اسماعيل ناشف في دراسته للإشكاليات المنهجية في العلوم الإنسانيات العربية وخاصة في دراسة الظواهر الاجتماعية التاريخية، فيقول" إننا لا نصغي ونتفاعل معها، بل نقولها عبر أبجديات المنهج. فكل ظاهرة هي علاقة ظاهرة في زمان ومكان محددين يربط الباحث الناقل لها بينها وبين مستويات مختلفة من الواقع، العلمي تحديدا، وتقيم النصوص بناء على التزامها بمعايير مؤسساتيةـ لتصاغ هذه النصوص من ثم كموقف تجاه العملية الاجتماعية التاريخية التي أفرزت هذه الظاهرة". فالقضية المنهجية أخذت من الممارسة الفكرية العربية حيزا مغايرا لما يجب أن تكون عليه، فالظاهرة المبحوثة– أي الفكرة ونقدها بعيدا عن سلطة الذات والمؤسسة - أصبحت تكرر ذاتها في المدرسة النقدية العربية، حينا تُعيد إحياء العربي القديم ونقده في معناه لا في علاقته بالواقع الراهن، وحينا آخر محاولة بناء نص نقدي جديد بأدوات نقدية غربية اختلفت زمانا ومكانا وعلاقة عما هو عربي، فأعادت صياغة الجديد الغربي بلغة عربية و كان لها الأثر الأكبر على العلوم الأدبية النقدية واللغوية العربية.
------------------------------
1. ناشف، اسماعيل. "صمت الظاهر مقاربات في سؤال المنهج". إضافات، عدد10، 2010، ص119.
2. ناشف، اسماعيل. "مقصّ وتُفاح/ لنا عدوان". نقلا عن: http://www.qadita.net/2012/06/24/lana-3، استرجع بتاريخ:13/11/2013.
3. مندور، محمد. النقد المنهجي عن العرب. القاهرة: نهضة مصر للطباعة والنشر، 1996. ص14.
4. طه، هند حسين. النظرية النقدية عند العرب. بغداد: دار الرشيد، 1981. ص31.
5. النقد المنهجي عن العرب، المرجع السابق، ص: 53.
6. مجيدي، حسن وأحمدنيا، سيد. النقد اﻷ-;---;--دبﯽ-;---;-- العربﯽ-;---;-- اﳌ-;---;--عاصر و تأثره باﳌ-;---;--ناهج. إضاءات نقدية، السنة 2، العدد 8، کانون اﻷ-;---;--ول 2012، ص:104.
7. المرجع السابق، ص:105.
8. المرجع السابق، ص112.





#لوزية_بزار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث التاريخي في العالم العربي وفلسطين


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - لوزية بزار - إشكالات المناهج في الآداب والعلوم النقدية واللغوية العربية