أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العزيز الحيدر - الآلة














المزيد.....

الآلة


عبد العزيز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 17:09
المحور: الادب والفن
    



_ لو كنت سيدكم, وكنت قد اعددت لكم هذه الآلة.....!!لوكنت صنعت لكم هذه الآلة العجيبة التي توزع عليكم النهايات المحتومة...
- وللمرة الألف.... والراحة الأبدية...!
- نعم والراحة الأبدية, والسلام الخالد.
- تعني العدم؟
- سمه ما شئت....لكنتم انطلقتم في تظاهرات احتجاج صاخبة ضدي.
- نعم ولكنا نذهب الى ىسادة اخرين.
- من؟
- سادة ذوو أبدية طويلة...واحجار اكثر صلادة من اجر البيوت وجلاميد الوديان والجبال.
- يا لآلهاتكم المشوهة ....آلهاتكم المعمولة بدموعكم ,وسعالاتكم... بالحفر على الجذوع العفنة لغاباتكم الرطبة ...ويحكم تستنكرون قدسيتي....ما العمل ؟؟ انا املك قلبا من لبن صاف وعيونا لا ترى سوى الغيوم المحملة بالخير ...يالقلبي الجميل,ذلك الوادي الفسيح بمربعاته الصفراء والخضراء من القمح والنخيل والاعناب...مساحات للعسل واخرى للخمور,تعرفونني جيدا...انتم معلقون برقبتي تماما مثل كتبي المفضلة التي لا استغني عن الرجوع اليها لقراءة اشعاري القديمة الاثيرة كل حين ,اسلي بهاوحدتي وصفائي... بالرغم من ان المخلوقات الصافية الاثيرية الملونة الاجنحة تحيط بي وتحف باوامري لتتلقاها بالقدسية والطوع ....انها خلقت لتسعى لان لا تألو جهدا في تقديم اكثر الوسائل ابتكارا لراحتي وصفائي ..ويتمنون أي امر او لمحة من طلب اورغبه.
- ما لصمتكم يتوسد رغباتكم... اهو الخوف ام الخجل ام القناعة....؟ لا بئس ها اني اعلن لكم كما هو وعدي اني بلمحة واحدة من عيوني دائمة التدفق بالنسائم والزهور والفراشات واجنحة السفر دائم الابتكار سعيا لراحة آلامكم وانعاش خيباتكم واطفاء نيران الحسد وخباثات الجريمة تحت جلودكم... اناوانا لوحدي دائم الابتكار لكم في كواكبكم المتعددة الالوان ,وخاصة انتم , سكنة الكوكب الازرق البديع ,درة مفاخري انتم الاقرب الى قلبي باستمرار ... غريب امركم..................... آلتي حتما هي الحل,
- ولكننا نرتعب خوفا على حافاتها الموحشه, صفير زوابعا يمزق قلوبنا ويعمي عيوننا
- يا لآلتي الرهيبة......آلتي الجميله التي هي نهاية المطاف لكل قلقكم الذي ينهش دماءكم ...وارواحم القلقة التي تتوق الى الخلاص...ارواحكم العجوله تسرع الى الساحة التي نصبت فيها آلتي الجميلة...ارواحكم المتذبذبة...آلتي الجليلة حتما هي الحل .
- ولكنكم على حافاتها تتصارخون ,كالمجانين , تتشنجون من بكاء مجنون..غدا واليوم والامس تحملكم اقدامكم ,ايديكم, رغباتكم, تهشمكم ...ارفع بكم من فوق رؤوسكم المتصدعة الجدران, من تحت اقدامكم المتصلبة المدقوقة بالمسامير, انا في انتظاركم اصعدبكم كأب رحيم, أهبط بكم...أُرجرجكم رجا في زجاجات ارواحكم السائلة في اضطراباتكم..ادحرجكم على طرق سهلة ,منبسطة, افاريز ملونة...رطبة... ذات روائح عطنة....عطنها يتغلغل الى كهوف ارواحكم ويختلط بمخاط اعشاش الخفافيش وشباكات العناكب ....انها رائحة تتغلغل ارواحكم فتملأها بهجة وتثير تحت جلودكم رغبات خبيثة تصرخ ... وتعربد باستمرار ...تتكور بسعادة طفولية خالية من البراءة...تتدحرج...تهبط الى منحدرات الانهار وتسبح مع الاسماك والضفادع والهوام الصديقة... ولكن ما العمل معكم؟ هلعون ...تركضون..تجعلون عيوني تركض معكم باضطراب..تثيرون في داخلي زوابع الدهشة والاستغراب وكل هذا الكم الهائل من الاحتجاجات اللزجة ذات الرائحة.....يا لصنيعي الجميل ...آلتي هي التي توقف كل هذا الاضطراب...لقد اعددت لكم هذه الحفرة اللولبية العميقة في اعماق آلتي... حفرتي ....حفرة آلتي الساخرة هي التي ترتشف كل آلامكم وامانيكم التي انطلقت معكم والتي لم تتحقق..امالكم السوداء من عفن النسيان....مالذي تريدون من بهجة اكبر ولذة اطعم .........................؟
- انا هنا لاجلكم انتم الذين تصابون بالنسيان جيلا بعد جيل تضمحل ذاكرتكم في احماض الشهوة... اتعرفون الان شئ ما اسمه شكسبير؟ ان اجيالا من سكان المناطق القاحلة لم تعد تعرف اباها المتنبي.. وربما يتوهمون انه اسم لعلكة او رواية الكترونية لكاتب جديديحمل اسمه سبعة ارقام مشفره من اليسار ومثلها من اليمين....قليل من الهدوء لراحة ارواحكم القلقة وهي تغلى في زيوت التعجل , وقليل من الاعتبار لاظافرتحترق من ضغط الاقلام...قليل من الراحة لصدور تتلجلج فيها اماني وامال.....من اجل راحتكم ومن اجل تشغيل آلتي الجميلة؟ آلتي التي تقف منتصف الطريق بين امتداداتكم واللا نهائية لراحتكم وجمال ايامكم...ذكرياتكم المتقافزة, الراقصة.. حاولو ا ان تبقوا على بعض ايقاعاتكم ,بعض قصاصاتكم بعض اللافتات التي تؤشر ازمنتكم ... حبا ضائعا او ولادة كانت ذات الق وسحر...احفظوا شيئا من بربرية ايامكم... رواية او روايتين,قصيدة او قصيدتين ...جملة او جملتين من اجل خلودكم..... انا هنا للمرة الاخيرة ... ساساعدكم في ان تبقي هذه النتف خارج حدود الدوامة العنيفة لآلتي الجليلة ,الرهيبة ,الكبيرة ساجعلها بعيدة عن نقطة البلع... اجعلها رافضة ومقاومة للدخول الى الزوبعة التي تمتص كل الامكم الى نقطة سوداء عميقة...هذه آلتي الرهيبة الرحيمة التي ستاخذ كل آلامكم الحادة والمزمنة بشفطة عنيفة تقلبكم راسا على عقب في الدوامة التي تبتلعكم..دوامة الحفرة الكبيرة لآلتي الجميلة ...بالوعة الزمن.. الحفرة الجميلة لآلتي الجليلة
- هناك ولد منكم مازال ومنذ زمن ابعده عن مجال جذب آلتي... ولد نحيل , صغير الجثة ..يدعى كاف او كافكا او شئ من هذا القبيل اتمنى ان ترجعوا الى اوراقه فهو يعرف اسرارا عن آلتي الرائعة الجليلة؟



#عبد_العزيز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجود والعدم في المدينة
- قصة قصيرة الفجيعة
- الشيطان في الاحتفال
- مدن الضفادع
- يوما ما
- الظلال الكثيفة
- هو الذي انشد
- وصل
- شباك
- الظلال
- صهيل متاخر
- الغليون
- فجر منحرف
- نفور
- السلالم الملتوية المتصدعة
- مسيرات
- قصيدة...........الاخلاق..........
- موبايل
- قاموس يحتضر
- اوربيتال


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العزيز الحيدر - الآلة