أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نبو - الأنظمه التي تولد العنف














المزيد.....

الأنظمه التي تولد العنف


حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 4284 - 2013 / 11 / 23 - 23:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن القول ان الانظمه الايديولوجيه هي أكثر الانظمه من حيث ممارسة القمع بحق شعوبها ، سواء كانت هذه الايديولوجيه دينيه او قوميه او ايديولوجيه اخرى كالايديولوجيه الشيوعيه …لأن الايديولوجيه كحاله شموليه لاتحكم إلا بنزعة العنف أوالذعر .
فالايديولوجيه الدينيه الني هي اقدم الايديولوجيات التي ظهرت في المجتمعات البشريه تعتبر أن الكمال هو للفكر الديني لصدوره من عدالله ، وان حماية هذا الكمال الذي هو حماية لكلمة الله من تعديات البشر ، واجب مقدس على اتباعه .
والايديولوجيه القوميه القائمه على وهم النقاء العرفي او وهم الرساله الخالده ترى نفسها حامية لذلك النقاء أو لتلك الرساله الخالده ، وتحت هذه المبررات تبرر لنفسها ممارسة العنف والقمع ضد كل من تصنفه عدوا لذلك النقاء أو لتلك الرساله الخالده .
أما الايديولوجيه الشيوعيه التي تعتبر نفسها حامية لحقوق العمال المستغلين من قبل الطبقه البورجوازيه فإنها لن تتورع عن ممارسة العنف المنظم ضد كل من لايشاركها الرأي تحت اسم حماية الثوره من الثوره المضاده ..
وهكذا يبدو أن العنف هو سمه مشتركه لجميع الايديولوجيات المشار اليها ، لأن الايديولوجيا لاتقبل إلا بخضوع المجتمع خضوعا تاما لها .
وليكون الأمر اكثر وضوحا لابد من الحديث عن بعض الانظمه الايديولوجيه التي حكمت عبر التاريخ وبعض الانظمه التي لازالت تحكم بإسم الايديولوجيا.
يمكن القول في هذا الاطار ان الدوله العربيه الإسلاميه كانت نموذجا لدولة ايديولوجيه دينيه . ففي ظل هذه الدوله التي استمرت حوالي سبعة قرون من الزمن بدءا من دولة الرسول في المدينه وانتهاء بسقوط الخلافه العباسيه على يد المغول سنة 1258 م كان الاسلام هو دين الدوله أو ايديولوجيتها .، وقد ادى هذا الامر الى إقصاء كل الاديان الاخرى واعتبار كل من يعتنق إحداها أهل ذمه أي ذمه بيد المسلمين . ليس هذا فحسب ، بل ان حكام الدوله العربيه الاسلاميه كانوا يمارسون القمع والعنف بأعلى درجاتهما في نفس الوقت ضد كل ايديولوجيه اسلاميه أو حزب اسلامي أو مذهب أو فرقه اسلاميه تختلف عن الايديولوجيه التي يحكمون من خلالها وقد اريقت دماء كثيره جدا في هذه الصراعات التي لم تكن تنتهي .
وهنا لايسعنا إلا ان نلقي نظرة على مسيرة العنف التي بقيت مستمره في السلطنه العثمانيه ، فالسلاطنه العثمانيون الذين جعلوا المذهب السني مذهبا لسلطنتهم مع السماح للصوفيه بممارسة نشاطاتها بقوا محافظين على استمرار وتيرة العنف مع معتنقي الديانات والفرق غير الاسلاميه الاخرى . يقول الدكتور ” رشيد الخيون ” : إن فرقه واحده من فرق حاملي الرؤوس العثمانيه حملت رأس 300 ايزيدي من سنجار إلى استانبول . كما لايمكن نسيان مجازر العثمانيين بحق الأرمن قبل سقوط السلطنه بسنوات عديده .
وفي أيامنا هذه نجد أن أهم دولتين إسلاميتيين “السعوديه وايران” تعتران من أكثر الدول التي تمارس العنف ضد معارضيها .
وفي القرون الوسطى أيام حكم الكنيسه الكاثوليكيه ، كانت محاكم التفتيش التي تعمل بها الكنيسه تحاكم كل من يرتد عن المسيحيه وتراقب كل الكتب والمطبوعات التي لا تتفق مع المذهب الكاثوليكي .
والايديولوجيه الشيوعيه التي قامت على اساسها ثورة عام 1917 في روسيا بقيادة لينين أسست لنظام شمولي لم يكن يقبل أي فكر أو رأي يتعارض مع الايديولوجيه الشيوعيه التي تبناها قادة الثوره . وأصبح العنف هو الوسيله المفضله للحكام الجدد للتعامل مع المختلفين معهم بالرأي ، كل ذلك تحت اسم حماية الثوره من الثوره المضاده .
وفي الصين مارس النظام الذي أنشأه الثوره الصينيه بقيادة “ماو تسي تونع”نفس السياسه التي مارسها النظام السوفييتي مع معارضيه وإن بدرجات أخف . وفي بلد مثل كوريا الشماليه التي تحكم بالايديولوجيا ، نجد كيف أن الايديولوجيا حولت مجتمعا بأكمله إلى ثكنه عسكريه تنتقل زعامتها من “كيم ايل سونغ” الى ابنه ثم إلى ابن ابنه .
ونأتي أخيرا للأنظمه القائمه على أسس الايديولوجيه القوميه التي جلبت الويلات لشعوبها ، فالنظام العراقي الذي كان يحكم من خلال حزب البعث ، كان لايتورع عن استخدام العنف بحق معارضيه وإراقة دماءهم ، واعتقد أن سجل جرائم ذلك النظام المقبور ليس خافيا على أحد ، لذلك ليس من داع للتوسع في هذا المجال ،
وفي الضفة الأخرى فإن النظام السوري الذي لازال يحكم من خلال حزب البعث ، ارتكب جرائم بحق شعبه تفوق التي ارتكبها توأمه في العراق ، ولازال مستمرا في سفك دم السوريين وتدمير مدنهم الواحده تلو الأخرى .
إن المجتمعات التي تنبثق عن الايديولوجيات مجتمعات عاجزه عن مواكبة متطلبات التغيير ، لذلك تتجه نحو التأزم مع مرور الزمن ، وغالبا ما تنهار تحت تأثير خارجي ، لأن سياساتها اللاواقعيه ونشرها للروح العدوانيه تجعلها في حالة اصدام دائم مع القوى الاقليميه والدوليه



#حسن_نبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماتبقى من عمري
- مصير وطن
- في بلادي
- لن أهجرك
- بلادي
- رجاء
- الجهات الأربعة
- احذر من الوقوع في الفخ
- ثمة...
- ثلاثية
- هكذا أنا
- نحو مفهوم جديد للوطن
- سنبقى ننتظرك
- الأمم المتحدة وإشكاية حق النقض
- ويستمر ...
- في دهاليز الذاكره
- في مكن ما
- من ملامح النظام الشمولي
- شطحة صوفية
- الديكتاتور


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نبو - الأنظمه التي تولد العنف