أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابراهيم - الحياه .. لد طه حسين














المزيد.....

الحياه .. لد طه حسين


احمد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 20:06
المحور: الادب والفن
    


مقدمه

حين تتعرف على الحياة خلال فيلم .. فيلم لا يتحدث إلى قلبك ولا إلى عاطفتك وانما إلى عقلكGravity

وخلال هذا الحديث لا يصطنع منطق أرسطو ولا يتكلف ضرب من ضروب القياس والاستقراء ولكنه يسلك سبيل العاطفه ليصل لاقناع العقل .. أو يعدل عن المنطق إلى الحياة الواقعه ليكشف أمامك الحياة حتى تكاد تلمسها بيدك .. تلمسها بيدك حين ترى قرار خاطئ ينقذ حياتك وقرار صائب يميتها .. حين ترى من ينقذ حياتك قد ضحى بحياته من أجل أن تعيش ولا تملك خيارا فى انقاذه فى مشهد مبكى .. حين ترى لحظات اليأس والامل فى ان واحد ..حين ترى لحظات اليأس تجد الانسان يلجأ لسلطه عليا أقوى منه حتى لو لم يكن متدينا ..حين ترى لحظات الامل فى عين وكلمات البطله تقول لصديقها المتوفى ابلغ تحياتى إلى ابنتى وقل لها ان امها ستنجو .. حين ترى الحياة فى أبسط صورها فأنت تعيش الان لا تشعر بأهميه ما حولك، فترى البطله تحب صوت نباح الكلب وتقلده فيه، تجدها تحب تراب الارض وتمسكه فكأنها تريد أن تقبله.. حين ترى عقل البطله (ساندرا بولوك) قد ساوى بين الحياة والموت فى نهايه الفيلم بأنهم مغامره قويه (أما أن اعيش فأحكى لاهلى ما حدث أو اموت فى ال10 دقائق القادمه وفى كلتا الحالتين أنا متحمسه).. كل هذا هو سر الحياة.



كان للاثينيين عيد دينى يحتفلون فيه حفله اختلف فى تأويلها الفلاسفه والشعراء .. كان أعضاء المدينه يصطفون على مسافه بعيده ويبدأ أحدهم فيقتبس من النار المقدسه جذوه وينقلها إلى من يليه ثم إلى من بعده وهكذا حتى تبلغ أخر الصف .. وقد فسر افلاطون تلك الطريقه بأنها رمزا لحياه الاجيال المختلفه من ابناء الانسان ..تلك القصه وهذا التفسير يريدوا أن يقنعون بقضيه من القضايا ورأى من الاراء .. قضيه صادقه، ورأى صحيح لو اقتنع الناس به واحسنوا التفكير فيه لعفوا انفسهم من ضروب من الالام وفنون من الغرور ولكانوا بمأمن من اليأس وخيبه الامل .. نعم فلو امن الناس بقضيه الحياة كما هى لا يكبرونها أكثر مما ينبغى ومن استطاع أن يفهم الحياة فهو الفيلسوف يستطيع أن يربح ويستريح حقا .. ولكن الناس لن يفهمون الحياة كما هى ولن يقبلوها كما هى، وسيظلون أبدا يفهمون الحياة كما يحبون أن تكون وسيظلون لهذا فى شقاء ينتقلون من رجاء إلى يأس ومن فشل إلى خيبه أمل

ان الحياة، حياه الاجيال الانسانيه ليست الاسلسله من التضحيه المتصله غير المنقطعه يصحى كل جيل من اجيال الناس بنفسه وحياته وقوته واماله فى سبيل الذى يليه دون أن يجد من هذا الجيل شكرا أو ينال منه جزاءه كما انه لم يقدم للجيل الذى سبقه شكرا ولم يعوض عليه جزاء .. حياه الاجيال الانسانيه اذن كأمر هؤلاء الاثينيين يوم كانوا يحتفلون بعيدهم فلا يزيد أحدهم على أن يمرر الجذوه من يده إلى يد من يليه مكتفيا بعد ذلك بأن ينظر إلى هذه الجذوه تسرع فى انتقالها دون أن يستطيع شيئا أكثر من أن يصل عينه مشفقا على النار أن تخمد أو تسقط من الذين يتناقلونها ..

نحن اذن حمله هذه الجذوه التى هى الحياة، ورثناها عن الجيل الذى سبقنا ونورثها للجيل الذى يلينا .. لا عمل لنا فى تلك الحياة الا هذا .. ولا أمل فى الحياة الا هذا .. ننظر أمامنا دون أن ننظر ورائنا فى يوم من الايام.. نحن اباء برره، لكننا فى نفس الوقت ابناء عاقون .. تقب برنا على ابنائنا ولا نظفر اباؤنا الا بالعقوق والتقصير .

وتلك القضيه قد تجد منك معارضه قويه لانها تخالف ما ألفت من جهه وتخالف ما تريد من جهه اخرى لانها فوق كل شئ تصدمك بأظهار ما فيك من نقص .. فأنت تكره أن تكون عاقا و تريد فقط أن تكون وفيا بارا .. أنت اثر تحب نفسك فتريد أن يشعر ابنك بأنه مدين لك بالحياة .. تخدع نفسك فتريد أن يكون ابنك بارا بك وفيا لك، لذلك تجد تلك النظريه منك معارضه قويه لكنها فى الحق صحيحه صادقه.. فمهما تعارض و مهما تنكر فلن تستطيع أن تجد شيئا واقعا و هو أنك تحب ابنك أكثرمما تحب أباك .. وانك تستطيع بل تلزم نفسك الفناء فى سبيل ابنك بل فى سبيل لذته وراحته ليس غير ..

ألم تلاحظ بأن الدين لم يأمرك بأن تحب ابنك وأن تعطف عليه ؟ لانه ليس فى حاجه إلى هذا الامر فأن تحب ابنك وتعطف عليه بحكم الطبيعه، وما بال الدين يأمرك أن تكون برا بأبويك ويلح عليك فى هذا الامر ويبسط أمامك من الرجاء ما يرغبك فى البر بأبويك ويضع أمامك من النذر ما يخيفك من العقوق، لانك بحكم الطبيعه لست برا بأبويك وانما البر بالابوين خلق ينبغى أن تتكلفه وتجد فى تحصيله ومهما تفعل فلن توفق منه إلى ما تريد .

الحياة الانسانيه اذن بطبعها هى أم باره وبنتعاقه .. وهى تتكلف الخطوب وتتجثم الاهوار لتصف نفسها بما ليس فيها من فضيله البر..



#احمد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليلي لفيلم Gravity
- هل تعلم المدرسة المصرية هذا.. هل يعلمون أطفالنا هذا فى المدا ...
- مستقبل الثقافه فى مصر بين د طه حسين وسيد قطب
- رساله من د فرج فوده الى قاتله .. أنا أعرفك
- لكى لا ننسى .. المذكره التى بناء عليها تم حل جماعه الاخوان ا ...
- نداء لكل الليبراليين المؤيدين لابوالفتوح .. افيقوا يرحمكم ال ...
- حكومه اسلاميه ودستور اسلامى !!
- ماذا جرى لمصر
- المواطن


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابراهيم - الحياه .. لد طه حسين