أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة هيكل - قراءة فى رواية منافى الرب














المزيد.....

قراءة فى رواية منافى الرب


غادة هيكل

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 13:55
المحور: الادب والفن
    



كتبت قصة قصيرة جدا ، علق عليها صديق، وقال هذه القصة ورد مثلها فى رواية "منافى الرَّب"، فقلت له سوف أقرأ الرواية، وبالفعل اهدانى الأستاذ "أشرف الخمايسى" نسخة منها الكترونية، ثم فوجئت بعدها بتكرار الاسم امامى كثيرا، علاوة على العنوان الذى شدنى لقرائتها، وقد سألت نفسى هل للرب منافى؟ كيف وكل الدنيا بكل متاعها هى فى حد ذاتها منفى للإنسان، هكذا أرى نفسى فى منفى لا متناه مترامى الاطراف، لا أرى فيه سوى وجوها كالحة مزيفة، وأقنعة متلونة، وسعادة مقرونة بالحزن، أو ليس الحزن منفى؟ والسجن منفى؟ والشر الكامن فى النفس منفى؟ كل هذا يدور فى راسى ولم أبدأ فى الرواية بعد.

فى الصفحات الأولى، ومع حوارات أبطال القصة، عدت بالذاكرة إلى حديث ابن عمى، هذا الذى نقول عنه إنه يعرف الكُفت، كان يحكى لنا عن جيرانه فى الحقل، وهم يسهرون لرى الأرض، وهم يختبئون فى الطين، وهم يتندرون على زوجاتهم، عشت معك يا "حجيزى"، ويا "سعدون"، ويا "غنيمة"، نفس الحكايا، لكنى لا أمتلك جرأة الكاتب فى السرد، واستخدام الألفاظ على علاتها، توغلت اكثر، وبدأت الفكرة تتضح لى شيئا فشيئا عن المنفى الوحيد الذى يعبث بعقل البطل، فى زمان ممتد بطول الحياة وعرضها، فهنا لا زمن محدد للرواية، والمكان، وإن كان قد سماه بالوعرة، فهو مجرد مكان للسكن، وليس مكان للرواية التى فتحت آفاقها نحو الصحراء الممتدة، فالمكان متسع.

فالمنفى الذى تدور حوله هو الخوف، الخوف الساكن فى قلب كل بطل منهم، الخوف الذى ملأ قلب "حجيزى" من محدودية المكان، فما بالك بالدفن تحت التراب! والخوف الذى سكن "سعدون" من العقم، ثم من الوحدة بعد فقد أحبته، والخوف الذى سكن "غنيمة" من بعد فراق ولده، هو ذاته الخوف الذى حطم تمثال "سكيرة"، وهو الخوف الذى حول "صبحى" إلى راهب، وجعله يقتل من أحبها.

لغة المنفى لغة سهلة قريبة إلى اللهجة العامية، لغة الحكى القديم الذى تربينا عليه فى حكايا الجدة على مصطبة الدار، لغة يدركها من يسمعها، ويفهمها، لا تعقيد فيها، ولا رمزية تحتاج إلى شرح.

أما عن الموضوع، فهو موضوع جرئ كلغة الكتابة، موضوع تناول كل مناحى الحياة، بحلوها ومُرها، دَخل نفس الإنسان، وتوغل فى مشاعره، وفى أفكاره، وحتى فى حلمه.

أسلوب الحكى متناغم منساب، وكلما بدأت فى حكاية أحد الأبطال أجدنى خرجت منها، فأشعر بالغيظ ،ثم أعود إليها بسلاسة ويسر لا يمكن انكارهما.

برع الكاتب فى أن يجعلنا ندخل فى حكايته، ونتعايش مع الأبطال، ونضحك ونحزن معهم، ثم نفترق، لنشتاق إلى العودة اليهم.

لم تكن منافى الرب سهلة الكتابة، بل خيل لى أن الكاتب عانى كثيرا ليخرجها بهذا الشكل العالمى فى أسلوب السرد، لقد توغل كثيرا فى علم النفس البشرى، ومكنون الروح وما تُخفى، وهذه سمات الصحراء التى عشقها، وتربعت فى قلبه، فآثر للبطل المنفى أن يموت فيها.

إن تناول الكاتب لموضوع شائك، مثل العلاقة بين المسلمين والمسيحين، بهذا الشكل لهو جُرأة أخرى يُحسد عليها، ولكنه أبدع فى وصف هذه العلاقة، واخراج ما تكنه النفس فى كلا الجانبين، فالمواجهة خير علاج.

وأخيرا، لا يسعنى إلا أن أقول إنى استمتعت بعمل قلما توفر لدينا مثله فى الفترات السابقة، ولمدد زمنية طويلة قادمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#غادة_هيكل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيرك
- مصر -الوراق
- ٌق.ق.ج
- خانة النساء
- ق. ق. ج
- اوباما والناقة العرجاء
- لا يلدغ الشعب من جحر مرتين
- من غادة هيكل إلى وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى
- ق.ق.ج
- مجرد شعب
- تمخض الجمل
- دراسة نقدية
- مصر تفتح كنوز الاهرام للعالم
- يوم مؤلم بالمدينة الجامعية
- تابع سلسلة المدينة الجامعية
- ليلة شجن بالمدينة الجامعية
- سلسلة المدينة الجامعية
- فى المدينة الجامعية
- شموخ القضاء وعبث القضاة
- المدينة الجامعية


المزيد.....




- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة هيكل - قراءة فى رواية منافى الرب