أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - تغزل في نساءهم ، فأحرقته القبيلة حيا !














المزيد.....

تغزل في نساءهم ، فأحرقته القبيلة حيا !


جابر حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 16:23
المحور: الادب والفن
    


سحيم عبد بني السحاس ، هكذا كانوا يسمونه ، ولا أسم له سواه ! كانت القبلية والعنصرية لا تزال في عنفوانها حين أدركها الإسلام ، فظلت وجها بغيضا من وجوه الحياة في ظلاله ، الرق كان فاشيا ومسنودا بالتقاليد شديدة الرسوخ للعصبية القبلية ، يباع الناس في مجتمعاتها ويشترون ، ثم يوصمون في المجتمع عبيدا وإماء ! سحيم كان " عبدا " أسودا ، نوبيا أعجميا ، مطبوعا ومتألقا في الشعر . فأشتراه بنو الحسحاس وهم بطن من بني أسد بن حزيمة . يقال أنه كان إذا أنشد الشعر استحسنه – مثلما يستحسنه غيره عادة – فيقول مزهوا به : " أهشنت والله " ، يريد " أحسنت والله " ، أدرك الإسلام ويقال أن النبي تمثل أبياتا من شعره في غير ما مرة !
سحيم كان أسودا قبيح الوجه ، وعن ذلك يقول :

أتيت نساء الحارثيين غدوة
بوجه يراه الله غير جميل
فشبهنني كلبا ولست بفوقه
ولا دونه إن كان غير قليل !

كان كثير الغزل في النساء ، كما هو مشهور عند العديد من الشعراء ، يشبب بهن في غير ما فحش أو فجور ، أشبه ما يكون بالعذريين الشعراء في عفتهم ورقتهم ولطفهم في المرأة وجمالياتها ...
وقد جري من شعره الرقيق الكثير في الأغاني والطرب وقتذاك ، ألحانا عذابا تسري بالمواجد في الناس . مضي في شعره يتغزل في نساء القبيلة ، وكان يعلم بما في ذلك من الخطر الذي يتهدده في حياته نفسها ، لكنه – كعادة من يضام من المجتمع – راح يدافع عن كينونته في الحياة وعزة نفسه بأدارة الحرب ضد القبيلة وسادتها إذ يصيبهم في موضع " عفتهم وطهارتهم " من جسدهم المشوه الفاسد ... حيث كانت النساء قابعات في الكمون من الكبت والقهر والحرمان ، ملذات تدور،
كحجر الرحي ، في الليالي الذكورية حيث تتري فيها مباذل وخلاعة الرجال . أدار معركته – بأصرار وقصد – وهو يري النار تقترب منه رويدا رويدا فلا يكترث !

السادة ، طفح منهم الكيد الذكوري الشرقي ، فأضمروا له ، ووثبوا عليه حين قرروا في ليلة مشئومة أن يقتلوه ، فصاح بهم : " دعوني إلي غد حتي أعذرها عند أهل الماء " ، فقالوا :
إن هذا صواب فتركوه ! فلما كان الغد إجتمعوا عليه فنادي في الناس : " يا أهل الماء ، ما فيكم أمرأة إلا قد أصبتها إلا فلانة – يقصد أصابتها بالشعر والتغزل فيها – فإني علي موعد معها " !
تلك كانت سهامة الأخيرة في الجسد المشوه للقبيلة !
فأخذوه وهو يردد في تهكم بليغ وسخرية سوداء :

شدو وثاق العبد لا يفلتكم
إن الحياة من الممات قريب
فلقد تحدر من جبين فتاتكم
عرق علي متن الفراش وطيب !
تلك طانت طعنته المسمومة في كبرياء الجسد القبلي الذي لطالما أثخنه بالجراح وتركه في نزيفه.
حفر له أخدود عميق في الأرض ، وألقي فيه وهو مكبل بالقيود الغلاظ ، وألقي عليه الكثير من الحطب ، وأشعلوا فيه النار ، فأحرقوه حيا وهو في صمته البليغ حتي صار رمادا ذهبت به الرياح
في تطوافها ، وقعت فاجعة أحراق الشاعر تحت ظلال الإسلام والنبي بعد حي !



#جابر_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جديد ديشاب ...
- أنا الآن ، الآن في الفرح !
- الرفيف ...
- عاشقها ... !
- مراودات ديك الجن ... !
- لست في العيد ... !
- الملائكة ذكور ، ليس بينهم أناث !
- شوق ...
- تحية لمعتصم الإزيرق ...
- الأرهاب الإسلامي قتل الشاعر !
- كل شئ شجر ...
- عندما قالت لي : بكرهك !
- جسديات 6 : جسد نبي الإسلام !
- رأيتها ...
- في اليمن ، تموت الطفلة تحت عنف المضاجعة !
- في شأن المرأة و ... حبها !
- رغبات ... !
- من أنا ؟
- جسديات ... 5
- إلا رقصها ...


المزيد.....




- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - تغزل في نساءهم ، فأحرقته القبيلة حيا !