حسنين قيراط
الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 10:10
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
سأل أحد الناس عالما من العلماء :من خلق الله ؟ فقال له : " لو أن هناك من خلق الله لكان قبل الله ولكان هو الله " ثم ضرب له المثل فقال : ما هو الرقم الذي قبل رقم 1 ، قال : لا شئ ، قال : " كذلك الله ، فليس قبله شئ ، وهو الآخر فليس بعده شئ "
وإذا بحثنا في ذات الله تعالي نجد به ثلاث مباحث
ذاته
صفاته
أفعاله
فأما ذات الله فهي لاتدرك من قبل أي من خلق الله جميعا . فالهواء لا نراه وهو مخلوق ، والجن لا نراهم وهم مخلوقون ، فما بالنا بالخالق ، فكأن الله يقول : إذا عجزتم عن إدراك بعض مخلوقاتي فكيف لكم أن تدركونني أنا ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) سورة الأنعام آية 103 ، فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ( سورة الشوري آية 11)
وأما صفات الله مثل الرحمن الرحيم ... الخ فهذه ندركها كمعاني فالرحمة بالنسبة لنا رقة القلب وعاطفته ، ولكن بالنسبة لحقيقة رحمة الله فلا ندريها ، وأن كنا نري آثار رحمته ، ولذلك لم يقل الله في القرآن الكريم : فأنظر إلي رحمة الله ، بل قال : ( فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة الروم آية 50
وأما أفعاله فهي تتضح في عظمته في الخلق وألأبداع في خلقه
سأل أحد البحارة عالما من العلماء : كيف عرفت الله ؟ فقال له : " أما أدركك يوما في البحر هاجت فيه الرياح وأضطربت الأمواج ؟ قال البحار : نعم ، فقال له العالم فكيف يكون حالك عندها ؟ ، قال : أخشي من الغرق . قال له العالم : وألم تكن هذه الخشية وهذا الخوف من الغرق مصحوبة بشئ من الرجاء " ، فقال البحار : نعم كانت مصحوبة بشئ من الرجاء في النجاة ، فقال له العالم : " من كنت ترجو ؟ قال : لا أعلم ، ولكن كان قلبي ساعة الخطر والمحنة يتجه إلي قوة كامنة أحس بها وأشعر بوجودها ولا أدركها ، وكنت أطمع أن تنقذني وتكون نجاتي علي يديها ..... فقال له العالم : هذه القوة هي الله وحده ، أنكرته في الرخاء وإتجهت إليه في الشدة .
وللحديث بقية بمشيئة الله.
#حسنين_قيراط (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟