أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السودي - النموذج الأمريكي يتهاوى..!















المزيد.....

النموذج الأمريكي يتهاوى..!


محمد السودي

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 21:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كأنما الإدارة الأمريكية المثقلة بالأزمات الداخلية والخارجية والإقتصادية كان ينقصها فضائح جديدة تضاف إلى تاريخ سجلها الأسود في مجال انتهاك خصوصيات الدول وحريات الشعوب هذه المرّة طالت أقرب الحلفاء التقلييدين لها في أوروبا حيث أظهرت المعلومات والوثائق المسربة عن برنامج سري للتجسس من قبل المحلل المعلوماتي وعميلها الهارب"ادوارد سنودن" قيام وكالة المخابرات المركزية بالتجسس على اتصالات رؤساء ومواطني الدول الأوروبية في فرنسا وألمانيا واسبانيا والصين والبرازيل التي ألغت زيارة رئاسية كانت مقرره للولايات المتحدة احتجاجاً ، ومؤسسات الأمم المتحدة وغيرهما العديد من دول العالم الأخرى بما فيها الأقطار العربية تحت ذريعة الحفاظ على أمنها القومي ويشمل التنصت على المكالمات الهاتفية واعتراض الرسائل القصيرة وأجهزة الأنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي ، ماأثار أزمة ثقة عميقة غير مسبوقة لازالت مفاعيلها جارية أدّت إلى استدعاء السفراء الأمريكيين وطلب إيضاحات حول طبيعة العلاقة بين الحلفاء وصلت بعضها إلى وصف ماجرى بأنه غير مقبول سيترتّب عليه طلب ضمانات عدم تكرار هذه الواقعة المشينة، خاصةً ما يتعلق بالتنصت على الهاتف الشخصي للمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" أقرب المقربين للإدارة الامريكية التي هالها النبأ وسارعت الإتصال بالرئيس أوباما لاستجلاء الواقعة ، الأمر الذي جعل الأدارة الأمريكية تخرج عن صمتها بتصريح مقتضب يعد بمراجعة أليات عمل الوكالات الأمنية كمحاولة لامتصاص غضب شركائها مؤكدةً على حق الدول جمع المعلومات الإستخبارية ، بينما استقبلت الأنظمة الرسمية العربية الخبر كأنه من المسلماّت الطبيعية غيرأبهةٍ بما يجري حولها إن لم يكن جزءاً من الإتفاقيات والصفقات المبرمة معها بشكلٍ غير علني .
يأتي ذلك في الوقت الذي تمرّ سياسات الإدارة الأمريكية بأسوأ حالاتها خلال العام الجاري ، حيث أخفقت في تحقيق نجاحات العديد من الملفات الدولية والإقليمية الهّامة التي كانت على سلم أولوياتها خاصةً ما يتعلق منها بالإوضاع العربية الراهنة التي تعتبر بمثابة رمال متحركة لازالت أثارها ماثلةً للعيان تصارع مرحلة مخاضٍ عسير لم تتحدد ملامحه بعد ، في حين واجهت سياساتها المتسرعة ذات المنظورالأحادي إلى انتكاسات لم تكن وارده في الحسبان حيث راهنت على أطياف سياسية ذات لون محدّد صعدت إلى واجهة الأحداث لأسباب موضوعية وتنظيمية أرادت من خلالها رسم استراتيجياتها بما يضمن مصالحها الحيوية من جهه ، والحفاظ على أمن وسلامة كيان الإحتلال الإسرائيلي من جهةٍ أخرى ، الأمر الذي جعلها ضعيفة ومربكة ومتردّدة غير قادرة على الإمساك بزمام الأمور ، إذ اتجهت نحو سياسة خلط الأوراق تارةً بالتشدّد والتهديد والوعيد وتارة أخرى بإظهار المرونة والبحث عن التعاون لإيجاد حلول ناجعةً لبؤر التوتّر مع الشركاء الدوليين الذين استطاعوا فرض شراكتهم على الساحة الدولية في مقدمة هؤلاء الإتحاد الروسي العائد بقوة إلى واجهة الحلبة الدولية بعد أن كانت حكراً على الولايات المتحدة الأمريكية طيلة ربع قرن مضى ، لذلك استعدّت للتعاطي مع ماسمي الملف النووي الإيراني بالمزيد من الإنفتاح تجّلت إرهاصاته بالإتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس "أوباما" بالرئيس الإيراني الجديد "حسن روحاني" أثناء انعقاد الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة ، كما بدا موقفها يتغيّر نسبياً تجاه الأزمة السورية وإن كان يتسّم بالغموض المتعمّد لأسباب تكتيكية تمليها طبيعة المتغيرات ، هذه الأزمة الطاحنة التي أضحت شأنا دولياً وساحة تصفية حسابات للصراع الدولي والأقليمي على حساب ألام ومعاناة الشعب السوري وأشقائه من اللاجئين الفلسطينين المقيمين في سوريا منذ كارثتي النكبة والنكسة .
لقد سـخّرت الولايات المتحدة الأمريكية أقصى طاقاتها العملية والفكرية ما بعد نهاية حقبة الحرب الباردة عبر مفكريها ومنظريها الذين هللـّّوا للعولمة الأمريكية الجديدة وأفضلية نهج الإقتصاد الرأسمالي الحر ونشر القيم الثقافية والديمقراطية الليبرالية للمجتمعات الأخرى بغض النظر عن الخصوصيات الوطنية والإجتماعية للشعوب أبرزهم كانت مبالغات " فرانسيس فوكو ياما" مؤلف كتاب صراع الحضارات الذي قال الكثير عن القرن الأمريكي الجديد ، ثم عاد وتراجع عن تنبؤاته خلال مقالٍ مطوّل في مجلة "نيوزويك "قال فيه يبدوامل أن النموذج الأمريكي القائم على تصدير الأفكار وهي الميزة الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة بات مهدداً بالسقوط بعد أن فقد مزاياه نتيجة انهيارات أسواق المال وقطاعات اقتصادية كبرى تعتبر ركيزة للإقتصاد المزدهر وأيضاً فشل تعميم الديمقراطية الليبرالية إثر الغزو الأمريكي للعراق واكتشاف أكذوبة امتلاك سلاح التدمير الشامل فضلا عن التعاون مع المنظمات الإرهابية ، هذه هي أمريكا التي تثبت يوماً بعد أخر أن لا ثوابت لديها تجاه الأخرين عدا الإستثناء الوحيد إسرائيل المرتبطة ارتباطاً عضوياً بمجموعات الضغط الصهيوني المتمثلة بمنظمة "الإيباك" وقوى النفوذ داخل مجسلي النواب والكونغرس الأمريكيين ، كما تؤكد على الدوام بأن لاصداقات دائمة لديها إنما مصالح دائمة وهو ماينبغي فهمه بشكل لالبس فيه لمن لازال يعتقد أن الحل والربط بيد أمريكا.
ان الرهان على استرداد حقوق الشعوب لاتصنعه سوى سواعد أصحابها مهما كانت العوامل الخارجية قوية ، فما بال الذين يراهنون على عدالة أمريكا الشريكة الإستراتيجية لكيان الإحتلال بل المتشددّة في كل الأحوال لصالح العدوان وحمايته من المسائلة القانونية في المحافل الدولية ووقفت بكل ما لديها من امكانيات ضد إرادة المجتمع الدولي وحالت دون تصويت مجلس الأمن الدولي على الإعتراف الكامل المشروع بالدولة الفلسطينية المستقلة ، بينما لم تحتاج دولة جنوب السودان غير بضعة أيام للإعتراف بها ، وها هي اليوم استخدمت أقصى الضغوطات وأقصت محددات الإجماع الفلسطيني للعودة إلى المفاوضات المفرغة دون ضمانات تؤدي إلى تسوية سياسية على أساس تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم التي شردوا منها ، وإذا كان السقف الزمني المحدد لهذه المفاوضات بتسعة أشهر وقد مضى عليها ثلث المدة دون تحقيق أي نتائج تذكر ، وإذا كان الإستيطان الإستعماري زاد بنسبة سبعين بالمائة حسب مراكز الإختصاص في ظل العملية التفاوضية العقيمة ، وإذا كان الإعلان اليوم عن بناء ألف وخمسمائة وحدة استيطانية من أصل خمسة ألاف في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية ، وإذا انتهت المدة المحددة للمفاوضات دون نتائج كما تنذر المؤشرات ولم تعد الإدارة الأمريكية مهتمة بها لانشغالها بالانتخابات القادمة فما الذي سيفعله الطرف الفلسطيني المفاوض عندها غير الذهاب للإنضواء في أطر المؤسسات الدولية ؟ ولو حصل ذلك فما الذي يجبر الإحتلال على الإذعان لقرارات المجتمع الدولي ذات الصلة بالقضية الفلسطينية المهملة منذ ثلثي قرن ؟ .... أسئلة كثيرة تحتاج إلى أفعال دون ضجيج ...........فالحقوق تؤخذ ولا تمنح .
كاتب سياسي



#محمد_السودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوبريت الهروب إلى الهلاك !
- ما وراء المفاوضات الراهنة !
- المخيمات... السؤال المشروع
- الأمم تنبذ الحروب
- خريف الجامعة العربية !
- الشراكة تعني مغادرة الإنقسام
- العزف المنفرد على وتر المفاوضات...
- سقوف السياسات التائهة
- جاذبية التهويل !
- ربيع الجليل يزهر يوم الأرض ..
- الأسرى عنوان ملحمة الصمود
- المصالحة الفلسطينية تدخل موسوعة غينتس
- نهاية الذرائع بداية الحقائق !
- تدمير المخيمات جزء من مخطط مريب ...!
- كرنفال المخيم ليلة رأس السنة
- حصاد البيدر الفلسطيني ...
- رسالة قوية بحجم العزلة
- الابحار الفلسطيني المنتظر !
- نساء فلسطين في عين القمع !
- من يصنع هؤلاء


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السودي - النموذج الأمريكي يتهاوى..!