أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السودي - كرنفال المخيم ليلة رأس السنة














المزيد.....

كرنفال المخيم ليلة رأس السنة


محمد السودي

الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هناك فوق أطلال المخيم تستحضر اللحظة الفاصلة بين الدمار والخراب القادم ، لأجل مشاهدة موسم الكرنفال الأنساني في ليلة رأس السنة المشعّ بالأضواء البراقــــــة في عتمة الليل الحالك بالســـواد كأنها صحوة الموت تنادي رؤية المشهد البديع الملوّن بألوان قوس قزح المســــتقرّ على مسافة أمنـة من سماء المخيم الذي اضحى ميدان لانفجارات الرعب والحقد الدفين دون ســابق انذار ، هي ضريبة اللا مقابل الصامت بلا هوية أو عنوان ، قرابين الحياد بين القاتل والقتيل رغم الأعلان المدّوي عن النأي بالنفس عما يجري كما تقتضي قوانين الحروب التي تستثني الأبرياء ، لكن حملات المغول الجدد لاتكترث للقوانين، ثمة من يقول أن لكل حرب وقودها من الضحايا الأبرياء ، هي نفس المعادلة ذاتها القديمة الجديدة منذ صناعة الأســـطورة التي أباحت دم الأغيار للبحث عن الخرافة حتى ضاع المعنى في متاهــــة اللا شيء ، نحو رحلة المجهول على أرصفة الأوطان ، ضيوف ثقيلة الظــلّ غير مرغوب فيها لأسباب كثيرة وفق اهواء الأخرين .... أم علي تستغيث عبر الأثير بصوت متهالك تتمنى رغيف خبز يسكت جوع أولادها وحبّة دواء يسكّن أنين الألم الذي يهاجم المكان من حيث لايحتسب أحد ، بينما لاتجد من مغيث بسبب قلّة الحيلة وانعدام الوســـيلة ، في ظل انشغال العالم الذي يكتفي بانعقاد المؤ تمرات والتقاط الصور التذكارية والبحث عن حلول لم يحن وقتها بعد، لكنّها تستدرك هول المشهد الحزين ، تأبى الرغيف المعجون بدم الأطفال وهم يصطفّون طوابير الجندية الألزامية لساعات طوال أمام أفران الهولوكست القادمة، ترددّ القول المأثور ، تمــوت الحرّ ولا تأكل ثدييها ...لسنا أفضل حالا من أطفال فلسطين الذين امتزجت دماؤهم تحت انقاض المباني مع تراب الارض دون أن يحرك مشاعر العالم المتبلّد تجاه الشعوب المصنّفة من الدرجة الثالثة ..
يصدح المنادي عبر مكبرات الصوت يجــوب أزقّة المخيم ، اخلوا المكان وافســـحوا المجال كي لا تفســدوا الخطط العسكرية لتحرير المخيم من ســاكنيه ، خذوا معكم من استجار بكم الى الســـاحات والشوارع الى أي مكان لايرحّب بوجودكم خشية اختلال التوازن الطائفي حسب مزاعم جماعة الجنرال الهارب فيما مضى الى السفارة الفرنسية بحثا عن سلامة رأســــه ، يالها من مفارقة ، ما أشبه اليوم بالبارحة تعدد الطغاة والأسلوب واحد لافرق بينهم عند تعلق الأمر بالضحايا رواد مخيمات اللجوء الأزلي بغض النظر عن خاصيّة المكان ، في بلاد الرافدين كان المخيم غنيمة القوى الطائفية القادمه عبر الحدود لم يتركوا شيئا الا واستباحوه ثم قتلوا الفلسطيني لا لشيء سوى انه لاجيء ينتظر أن يعدل الميزان الدولي حتى يعود الى ارضه ودياره التي شرّد منها عنوة على ايدي الارهاب الصهيوني.
ساعات الانتظار الطويلة على الحدود كانت قاسية على شعب لايزال يعاني واقع التهجير ،جاؤوا يحتمون بمخيمات أشقائهم في لبنان والاردن ،بات هؤلاء اللاجئين يحلمون بالعودة الى مخيماتهم في سوريا بعد أن كان حلمهم بالعودة الى بلادهم فلسطين . فهذا الشعب اعتاد أن يعيش الأمرين في الداخل وفي الشتات .
ختاما : يمكن القول إن الأمل سيظل معقودا على مواصلة الجهود والضغوط على مختلف الأطراف لتمكين الفلسطينيين من العودة إلى مخيمهم، وإن هؤلاء سيظلون مع حلمهم وأملهم بالخروج منه لكن إلى فلسطين، وهذا هو معنى حق العودة.
كاتب سياسي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد البيدر الفلسطيني ...
- رسالة قوية بحجم العزلة
- الابحار الفلسطيني المنتظر !
- نساء فلسطين في عين القمع !
- من يصنع هؤلاء


المزيد.....




- -صليت وسط الأنقاض-.. علي شمخاني مستشار مرشد إيران يكشف ما حد ...
- كيف أحبطت قطر هجوم إيران على -العديد- أكبر قاعدة أمريكية في ...
- سي إن إن: هكذا أحبطت قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- مراسل فرانس24 في طهران في قلب مراسم تشييع قتلى الحرب بين إسر ...
- ترامب: محاكمة نتنياهو تعيق قدرته على التفاوض مع إيران وحماس ...
- موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، فهل تغيّر طقس القارة العجوز؟ ...
- Day at the Races 789club – Cu?c ?ua t?c ?? m? màn chu?i th?n ...
- عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: نعتزم مع شركائنا الأوروبيين ال ...
- العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
- فيديو.. عامل معلق رأسا على عقب في الهواء بعد صدمة مفاجئة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السودي - كرنفال المخيم ليلة رأس السنة