أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السودي - الشراكة تعني مغادرة الإنقسام














المزيد.....

الشراكة تعني مغادرة الإنقسام


محمد السودي

الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 23:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إذا كانت المنطقة العربية برّمتها تقف على صفيح ساخن وتشهد متغيرات متلاحقـة لم تتحدد ملامحها بعد كونها لاتقتصر على التحولات الداخلية فحسب ، بل تعدّت ذلك نحو إمتدادات اقليمية ودولية بما فيه امكانية التدخل العسكري المباشر للقوى الكبرىحفاظاّ على مصالحها الحيوية كما تزعم بغض النظر عن تطلعات وأماني الشعوب المقهورة التواقة للحرية والعيش بكرامة، إذ سبق وأن كانت النظم الإستبدادية السائدة من أقوى حلفائها التقليديين الذين احتكروا السلطة والثروة عقوداً طويلة من الزمن دون ان يرّف جفن لهذه الدول التي نصّبت نفسها حاميةً لحقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها من الشعارات التي تنتقيها وفقاً لاهتماماتها الإقتصادية والجيوسياسية لكنهاسرعان ماتغيّر جلدها وتنقلب على أصدقاءها عندما تشعر برياح التغيير قادمة لامحالة جراء ثورات الشعوب بوجه الظلم والحرمان من أبسط مقومات الحياة، مايؤكد مقولة"ليس هناك صداقات دائمة إنما مصالح دائمة" لذلك من الأجدى لكل ذو بصيرة اغتنام عوامل الوقت والفرصة الملائمة والإمساك بهما في اللحظة المناسبة لأجل المراجعة الموضوعية للسياسات الضّارة بالمشروع الوطني التحرري وتصويب مسار اتجاهاته قبل فوات الأوان ، خاصةً إذا كانت الحالة التي يمثّلها مهدّدة بالإنجراف أمام المدّ الذي لايبقي ولا يذّر نتيجة العناد وسـوء التقدير أو المغامرات الطائشة غير المحسـوبة ، حيث تشكل الحاضنة الوطنية في كل الأحوال السياج الواقي لدرء المخاطر المتوقعة عاجلاً أم أجلاً والولوج إلى برّالأمان بدل التمسك بالمواقف المتشنجة والهدّامة ، حينها لاينفع الندم ولاسياسة الهروب إلى الأمام وإظهار الإخفاقات على أنها انتصار للأيديولوجيات الدخيلة العابرة للحدود التي تتناقض أحياناً كثيرة مع حسابات الواقع ، ظناً منها ان فقدان ماتم إنجازه تراكمياً خلال مرحلةٍ زمنيةٍ طويلة يمكن تعويضه بسهولة واعتباره بمثابة خسارة معركة وليست خسارة للحرب كلها .
طرح السيد اسماعيل هنيه رئيس حركة حماس في قطاع غزة مبادرة ترتبط بفكرة الشراكة الفصائلية لإدارة القطاع المحاصر بديلا عن تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية والغريب في الأمر أن بعض القوى تلقفّت هذه المبادرة ورحّبت بها حتى قبل دراسة فحواها ومدى تأثيراتها على مستقبل وحدة الأرض والشعب وعملية المصالحة التي وقعتها جميع الأطرالقيادية الفلسطينية ممثلةً بأمنائها العامون واعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير فضلاً عن مصير التوقيتات التي حددّت المراحل الزمنية لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني في حين لجأ بعض قادة حماس لترويج فكرة الكونفدرالية بين الضفة والقطاع أليس ذلك ترف لاينمّ سوى عن عبثٍ مابعده عبث؟ يأتي كل هذا بعد إحكام الطوق حول الشريان الحيوي الوحيد للتواصل مع العالم الخارجي جراء تداعيات الأحداث المصرية التي لايبدو أنها جاهزة للعب نفس دور الرعاية القديم في متابعة الشأن الفلسطيني ذو العلاقة بالمصالحة الفلسطينية على المدى المنظور لاسباب شـتّى اقلّها العلاقة العضوية لحركة حماس بالجماعة التي تبوأت ســدّة الحكم لمدة عام من الإخفاقات في إدارة شؤون البلاد ثم وجدت نفسها غارقة بتفاصيل الشؤون الداخلية المصرية من جهه ، وشيطنة وسائل الإعلام لدورها من جهةٍ أخرى ماجعلها عرضة للعداء الشعبي إضافة إلى الرسمي كاد أن يطيح بالعلاقات التاريخية الوطيدة بين الشعبين لولا أصوات العقلاء في مصر الذين بذلوا جهوداً مضنية ولا زالوا للتمييز بين رأي فصيل سياسي ومجموع الشعب الفلسطيني الحريص على النأي بالنفس بالتدخل في شؤون الدول الأخرى .
ان التراجع خطوة إلى الخلف للتقدم نحو الأمام ، خير من الجري السريع وراء وهم الأهداف غير المرئية التي تتعدى حدود المنطق في المكان والزمان غير المناسبين ، وهذا يقتضي الإستفادة من الدروس والعبر الماثلة أمام الجميع لعلها تكون حافزاً لتخطي عقبات الدوران في حلقةٍ مغلقةٍ نحوالفضاء الرحب الذي يفتح أفاقاً للجهد الجماعي وتجميع عناصر القوة على قاعدة التحالف والصراع في الإطار الوطني الواحد بما يعزّز منظومة الشراكة الحقيقية وتحصين الساحة الوطنية في مواجهة المخططات الإحتلالية الرامية إلى تقويض أسس المشروع الوطني من مضامين الحقوق الوطنية المشروعة التي أقرتها المواثيق والشرائع الدولية والإنسانية وكفاح الشعب الفلسطيني عبر عشرات السنين من التضحيات الجسام ، ثمة اعتبارات لايمكن لأحد التقليل من شأنها تمثل مخاطر كارثية ينبغي أن تكون لها الأولوية على ماعداها وهي الإحتلال الجاثم على الأرض الفلسطينية حيث تشن حرباً لاهوادة فيها على الأرض الفلسطينية وتهوّد المقدسات وتقطع أوصال المناطق وتستباح المقدسات وتخوض الحركة الأسيرة معركة انتصار الحياة على الموت أمام مرأى العالم الذي يدعي التحضّر والعدالة ، عدالة أمثال عضو الكونغرس الأمريكي الذي يزور كيان الإحتلال الإستيطاني "ديني ريتز" الذي ينوي تقديم مشروع قرار للكونغرس يقضي "بضمّ الضفة الغربية كجزء من اسرائيل إضافة إلى مدينة القدس" .
لقد استثمرت اسرائيل حالة الإنقسام والتشظي الفلسطيني خلال الأعوام الست الماضية بأقصى طاقاتها لتنفيذ مخططاتها الإستعمارية الإستيطانية أضعافاً مضاعفة عما سبقها في السنوات الأخيرة نتيجة النجاح الذي حققته لتكريس واقع الإنقسام وتحويل مجرى الصراع بين أبناء الصف الواحد وعملت على تغذيته بشتّى الطرق والوسائل للإستفراد بالساحة الفلسطينية وعزلها عن عمقها الوطني والعربي بغية فرض سياسات الأمر الواقع التي تتناسب ومطامعها التوسعية ، حان الوقت لأن يسود صوت العقل ولا مجال للمناورات التي من شأنها إطالة أمد الإنقسام الشعب الفلسطيني قادر في كل الأوقات على التمرد لاينقصه الوعي أو الدراية ولا يعدم الوسيلة وهو صانع الإنتفاضات والنصر ، فأي سلطة تلك تستحقّ صراعاً دامياً في ظل الإحتلال ؟ خلاصة القول الشراكـة الوطنية تعنى مغادرة عقلية الإنقسام وطي الصفحة السوداء من تاريخ الوطنية الفلسطينية إلى الأبد .
كاتب سياسي



#محمد_السودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العزف المنفرد على وتر المفاوضات...
- سقوف السياسات التائهة
- جاذبية التهويل !
- ربيع الجليل يزهر يوم الأرض ..
- الأسرى عنوان ملحمة الصمود
- المصالحة الفلسطينية تدخل موسوعة غينتس
- نهاية الذرائع بداية الحقائق !
- تدمير المخيمات جزء من مخطط مريب ...!
- كرنفال المخيم ليلة رأس السنة
- حصاد البيدر الفلسطيني ...
- رسالة قوية بحجم العزلة
- الابحار الفلسطيني المنتظر !
- نساء فلسطين في عين القمع !
- من يصنع هؤلاء


المزيد.....




- أداة جديدة تستخدمها الشرطة الأمريكية لمواكبة التقدم.. ما هي ...
- لأول مرة منذ جراحة البطن.. مشاهدة أميرة ويلز علنا وسط تكهنات ...
- نتنياهو: الهجمات الأمريكية تستهدفني لأنني أمنع قيام دولة فلس ...
- بوتين: جميع محاولات مجموعات التخريب الأوكرانية لاختراق حدودن ...
- رئيس الموساد يغادر قطر لكن المفاوضات بشأن غزة مستمرة
- ألمانيا ـ القبض على إسلاماويين بتهمة التخطيط لشن هجوم بالسوي ...
- لقطات جديدة لِكيت برفقة الأمير وليام تبدو فيها مبتسمة
- أولويتها غزة.. رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف يقدم رؤية حكومت ...
- يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي شكل فريقا للبحث عن أنفاق با ...
- زعيم كوريا الشمالية يشرف على تدريبات مدفعية جديدة


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السودي - الشراكة تعني مغادرة الإنقسام