أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد - الآثار البيئية الناجمة عن تدمير البنية التحتية للكهرباء في العراق















المزيد.....

الآثار البيئية الناجمة عن تدمير البنية التحتية للكهرباء في العراق


ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال العام 2009، وبعد ست سنوات من احتلال العراق، وسكانه البالغ حوالي 30 مليون نسمة، مع ذروة الطلب على الكهرباء وبحدود 6800-7500 ميغاواط، كان المتاح فقط 3300 ميغاواط من الكهرباء، في حين كان إنتاج العراق من الكهرباء 9925 ميغاواط أواخر العام 1980. بعبارة أخرى أن الشعب العراقي صار يحصل على 30% من إنتاج الكهرباء لحكومة ما قبل الاحتلال.

دخل الكهرباء إلى العراق العام 1917 (1) وفقاً لـ UNDP العام 2008(2). ومنذ ذلك الحين لغاية 1990 تمتع العراق بمستوى ممتاز من الكهرباء، حيث تجاوزت طاقة إنتاج الكهرباء الطلب عليها والبالغ 6000 ميغاواط. كما وكانت تجري بناء مولدات كهربائية أخرى قبل حرب الخليج (1991). بلغ إجمالي قدرة توليد الطاقة الكهربائية 9,295 ميغاواط لسكان العراق البالغ 22 مليون نسمة في ذلك الوقت.(3) هذا النظام وفّر ذروة الطلب على الكهرباء بحدود 5100 ميغاواط. إذ توفرت الطاقة الكهربائية لـ 87% من السكان خلال الثمانينات.

في إطار ثلاثين محطة لتوليد الطاقة الكهربائية التي بنيت قبل الاحتلال الأمريكي، تحقق تركيب عشرين منها وصارت في الخدمة حلال الفترة 1970- 1980(2) من قبل الحكومة الوطنية لجمهورية العراق.

أثناء الهجمات المتعددة، العقوبات الاقتصادية، والاحتلال، تم تدمير شبكة الطاقة الكهربائية وبشكل منهجي/ متعمد من قبل القوات الأمريكية.(2) (4) أثناء غزو واحتلال العراق العام 2003، تدهور إنتاج الطاقة الكهربائية إلى 3300 ميغاواط فقط. وهذا المستوى صار بشكل كبير دون المتطلبات الوطنية.

بعد ست سنوات من الاحتلال (2209) وثلاثين مليون نسمة، فقد بلغ الطلب على الكهرباء 6800-7500 ميغاواط (2). بينما المتاح من الكهرباء3300 ميغاواط. ولغايته، العراق (حكومة الاحتلال) عاجز عن العودة إلى الطاقة الإنتاجية الكهربائية التي كانت متاحة قبل الاحتلال.

تدمير نظام توليد الطاقة الكهربائية في العراق

بتاريخ 23 يناير 1991، كتب Barton Gellman في واشنطن بوست: في العام 1991 وأثناء الحرب، تم تحديد وقصف 700 هدف. من بينها 28 هدف رئيس لتوليد الطاقة الكهربائية وبواقع 215 طلعة جوية ضد محطات توليد الطاقة الكهربائية، وذلك باستخدام القنابل التكتيكية TC وتلك الموجهة بالليزرGBU-110 في اليوم السادس والسابع من الحرب.

أكد تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP [2]بأن حوالي 70% من القدرة الإجمالية لتوليد الطاقة الكهربائية في العراق قد تضررت أو دمرت خلال حرب الخليج العام 1991. فقد تضررت جميع المحطات الكبرى، علاوة على الأضرار التي لحقت بما يقرب من 80% من وحدات توربينات الغاز.

كتب غيلمان "علينا أن نؤكد هنا، بأن التخطيط المسبق لحملة القصف الجوي قد بدأ قبل تاريخ الغزو العراقي للكويت (8 أغسطس1990) [4].

هذا كله يشير إلى أن الأهداف الأساسية للقصف الجوي لم تكن تحرير الكويت أو العراق، بل تجسّدت في إلحاق التدمير الكلي للبنية التحتية المدنية العراقية. ومع الآثار الجمعية للمقاطعة الاقتصادية الشاملة، وتدهور النظام الصحي، فإن جريمة إهلاك السكان وتهجيره، قد وضعت محل التنفيذ.

محطات توليد الكهرباء ومصافي النفط المدمّرة، تم إصلاحها جزئياً أثناء حملة إعادة إعمار العراق (1991-1993).[2] وعلى أي حال، فبدون قطع الغيار اللازمة في ظروف المقاطعة الاقتصادية المفروضة على العراق، فقد تم إنقاذ/ إصلاح فقط 5300 ميغاواط صارت متاحة للاستهلاك العراقي من الطاقة الكهربائية.

أثناء العمليات العسكرية لاحتلال العراق، كررت قوات الغزو الأمريكية استهداف الشبكات الكهربائية [5]. ونفذت هجماتها باستخدام القنابل من ألياف الكربون carbon fiber bombs. ونتيجة الضربات الأمريكية انقطع التيار الكهربائي لأكثر من ثلاثن يوماً في الناصرية. وبعد كل هذا الدمار انخفضت قدرة توليد الطاقة الكهربائية إلى 20% فقط من طاقتها الأصلية[6]. عليه، أصبح انقطاع الكهرباء يومياً ولفترة 20 ساعة حقيقة من حقائق الحياة. ويرتبط بذلك تدهور منظومات تنقية المياه، معالجة مياه الصرف الصحي، الرعاية الصحية، وغيرها من الخدمات الرئيسة التي أصابتها التدمير والعطل.

منذ احتلال العراق، صار متوسط إمدادات الكهرباء اليومية للمنازل في بغداد بحدود 3-5 ساعات فقط. [7]

أزمات الكهرباء في العراق: الآثار البيئية والصحية

نقص إمدادات الكهرباء في بلد يمكن أن ترتفع فيه درجة الحرارة في الصيف إلى 120 درجة فهرنايت، يعني العذاب.. وفي مثل هذه الحالة البائسة أخذت البيوت تعتمد على المولدات المنزلية أو مولدات القطاع الخاص، حيث يمكن أن توفر يومياً الكهرباء لـ 8- 10 منازل، وغالباً أقل من هذا العدد.

يقدر عدد العائلات المالكة للمولدات المنزلية بحدود أربعة ملايين، وفقاً لوزارة التجارة المرتبط بها نظام توزيع الحصص الغذائية، وذلك في العام 2004[8].، في حين قدر سكان العراق في ذات العام بـ 28 مليون نسمة، رغم أنه لم تجر أية عملية تعداد حقيقي للسكان منذ العام1997[9].

في العام 2010، صار العدد المتوقع للأسر المالكة للمولدات المنزلية 4428000. واعتماداً على هذا العدد افترضنا (كاتب المقالة) أن العدد التقريبي للمولدات الصغيرة المنزلية 2.5 مليون وحدة. وبإضافة 0.4 مليون وحدة تعود للمراكز التجارية، مطاعم، مراكز الشرطة، مكاتب حكومية، مستشفيات، بلديات وغيرها، علاوة على إضافة 0300000 مولدات الشبكات الكبيرة، يصبح إجمالي عدد المولدات في العراق حوالي 3.2 مليون وحدة.

للاستنتاج من هذه النقطة/ تقدير عدد المولدات.. منذ العام 2003 المصادر الرئيسة لإمدادات الكهرباء في العراق هي:
1. شبكة الكهرباء الوطنية: 3-8 ساعات غير متواصلة/ يوم في بغداد.[7]
2. المولدات المنزلية الصغيرة ضمن قدرات 1 - 12 KVA
3. كهرباء الشوارع والشبكات المحلية لمولدات متوسطة الحجم من القطاع الخاص (12-60 KVA).

هذه المصادر تبيع امبيرات قليلة لمنازل في شارع أو شارعين لبعض الوقت المحدد.

الآثار البيئية والصحية المتعقلة بالكهرباء في العراق

تسببت أزمات إمدادات الكهرباء بمشاكل بيئية وصحية هائلة. يرتبط جانب من هذه المشكل باستخدام مئات الآلاف من المولدات الكهربائية التي تستهلك: الوقود الأحفوري، النفط الخام، النفط الثقيل والسولار، البنزين، الكيروسين، الخ.. تمثلت هذه المشاكل في:
1- انبعاث ملايين الأطنان المترية من المواد الكربونية. قدرت كمياتها بـ: 118،309 مليون طن متري MMT من الجهات العراقية، علاوة على141 مليون طن متري من قوات الاحتلال للفترة 2003-2007، وفقاً للمصدر التالي: http://www.epa.gov/cleanenergy/energy-resources/calculator.html، بما تشكل من زيادة المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري.
2- انبعاث المواد الهيروكاربونات HC نتيجة مخلفات الوقود غير المحترقة أو المحترقة جزئياً من المولدات. وهذه تتضمن العديد من المركبات السامة التي تسبب المزيد من انتشار السرطان والآثار الصحية السلبية الأخرى. [12]
3- الهيدروكربونات HC المنطلقة من دخان المولدات تتفاعل مع أكاسيد النتروجين لتكوين الأوزون. والأوزون في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي يشكل الضباب الدخاني الكيميائي الضوئي الذي يسبب مشاكل في الجهاز التنفسي والعين والقلب والأوعية الدموية في ضوء التعرض لطبقة الأوزون. بل أن زيادة معدل حالات السرطان في العراق صارت تُعزى جزئياً إلى هذه الملوثات السامة.
4- التلوث الضوضائي: ظاهرة هدير هذه المولدات معاً في المناطق السكنية، تولد حالة من الضوضاء تتجاوز المستوى المقبول من التلوث الضوضائي أو القدرة على تماسك الأعصاب.
5- الحرارة المفرطة التي تنبثق من هذه المولدات، تشكل عاملاً إضافياً لزيادة الحرارة في صيف العراق الذي لا يطاق..
آثار صحية أخرى:
6- استمرار المعاناة، عدم الراحة النفسية، والمشاكل المستمرة المتعلقة بنقص التيار الكهربائي، خاصة بالعلاقة مع أفراد الأسرة، وما ينجم عنها من مضاعفا ت نفسية/ صحية.
7- مشكلة الحصول على ما يكفي من الوقود من السوق السوداء في بلد يعاني من انعدام الأمن، وفي حالة مدن قسمت إلى أقفاص في سياق الجدران الخرسانية الضخمة، علاوة على الكثرة من نقاط التفتيش العسكرية. فالذهاب إلى محطة البنزين يشكل رحلة تستغرق 3-4 ساعات، مع مخاطر التعرض للقتل أو الإصابة بانفجار.
8- مشاكل مالية، حيث أن كل عائلة يجب أن تنفق حوالي 200-300 دولار على التيار الكهربائي الخاص.
9- في غياب التيار الكهربائي المنتظم والمستمر، لا تعمل أنظمة التبريد بشكل ملائم. من هنا فإن التسمم الغذائي صار مرضاً مألوفاً جداً بين سكان العراق، مع ما يرافقه من أعلى معدل لوفيات الأطفال في العراق مقارنة بالمنطقة.
10- مشاكل تحد من قدرة المستشفيات والمؤسسات الصحية الخدمية على أداء واجباتها الخدمية تجاه المواطنين. عدم تواصل التيار الكهربائي، يتسبب، إلى جانب المشاكل الأخرى، في إفساد الأدوية.. عدم/ ضعف القدرة على تنقية المياه، ولا يمكن معالجة مياه الصرف الصحي الخام بشكل صحيح.
11- تدهور الصرف الصحي ومعايير جودة الحياة. وفي هذا السياق، تقع بغداد في المراتب الأخيرة بين المدن محل التقييم، ومرتبتها 221 حسب Mercer quality للعام 2012. [13]
12- المشاكل الاقتصادية المتجسدة بضعف القدرة على تحويل المياه الصناعية والري وشبكات الصرف الصحي، قادت إلى تحول ملايين الأفدنة الزراعية إلى أراض جرداء صحراوية.
مممممممممممممممممممممممممـ
Environmental Impacts of the Destruction of Iraq’s Electricity Infrastructure.by Dr. Souad Al-Azzawi, October 27, 2013.
http://www.uruknet.info/?p=m102061&hd=&size=1&l=e



#ترجمة:_عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة قلقة بشأن اختيار تركيا لنظام الدفاع الصيني
- فقدت المعارضة العراقية ماء وجهها*
- استمرار تصاعد البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية
- غلق المنافذ أمام المشردين العراقيين


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد - الآثار البيئية الناجمة عن تدمير البنية التحتية للكهرباء في العراق