الولايات المتحدة قلقة بشأن اختيار تركيا لنظام الدفاع الصيني

ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الولايات المتحدة تشعر بـ: "قلق عميق" إزاء قرار تركيا لمواجهة تهديدات صاروخية محتملة من سوريا وأماكن أخرى بمساعدة نظام الدفاع الصيني.

تصريح سفير الولايات المتحدة في أنقرة Francis Ricciardone، يشكل أحدث علامة على التوتر الحاصل بين تركيا وحلفائها في الناتو، ويجسد القلق في العواصم الغربية نتيجة الفجوة المتزايدة بين تركيا وبين شركائها التقليديين في أوربا والولايات المتحدة.

قالت أنقرة الشهر الماضي أنها ستدخل في محادثات مع شركة صينية بشأن الإنتاج المشترك لنظام الدفاع الصاروخي الجوي في تركيا.

وفي هذا السياق، رفضت تركيا العطاءآت المقدمة من شركات الولايات المتحدة وأوربا وروسيا. بلغت قيمة الصفقة أربعة مليارات دولار (Dh14.7bn)، وفقاً للتقارير. وأوضحت هذه التقارير أن فوز الشركة الصينية تحقق بناء على عرضها سعراً تنافسياً، علاوة على إمكانية نقل التكنولوجيا من خلال الإنتاج المشترك لنظام الدفاع الصاروخي المعروف باسم FD-2000.

لكن تفضيل تركيا التعامل مع الشركة الصينية لاستيراد وتصدير الآلات الدقيقة، يهدد بخلق مشاكل مع الغرب.

"نعم، هذا قرار تجاري.. إنها حق سيادي لتركيا في اتخاذ القرارات الخاصة بها بخصوص الحصول على وسائل دفاعها أو أي شيء آخر.. ليس هناك من تحد، وليس هناك خلاف بيننا، لكننا نشعر بقلق بالغ إزاء ما يعني الدفاع الجوي الصاروخي بالنسبة للدول المتحالفة،" حسب Mr Ricciardone.

" تصريحات حلف شمال الأطلسي أو البيانات التي تصدر عن أي بلد، لا تحدد ما سوف تفعله تركيا بشأن هذه المسألة".. وأضاف السيد اردوغان: "ليس لأحد الحق أن يطلق غمامة على فهمنا لاستقلال القرار التركي."

كما رفض اردوغان كذلك، تحذيرات حلف شمال الأطلسي، بأن الأسلحة الصينية لن تكون متوافقة مع معدات بقية أعضاء الحلف.

لدى تركيا ثاني أكبر قوات عسكرية في حلف شمال الأطلسي بعد قوات الجيش الأمريكي. لكنها تفتقر إلى نظام دفاع صاروخي خاص بها.

بناء على طلب تركيا، نشر حلف الناتو بطاريات باتريوت الدفاعية الصاروخية الأمريكية الصنع من الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا على طول الحدود التركية مع سوريا، وذلك في وقت سابق من هذا العام، كدرع ضد هجمات صاروخية محتملة.

يضاف إلى ذلك، تستضيف تركيا أجهزة رادار من الولايات المتحدة والتي هي جزء من الدرع الصاروخي لحلف شمال الأطلسي، ويمكن استخدامها كنظام للإنذار المبكر في مواجهة التهديدات المحتملة ضد الغرب من إيران.

لكن تركيا- القوة الإقليمية الصاعدة- عاقدة العزم على بناء قدرات عسكرية خاصة بها..

الدول ألـ 28 الأعضاء في الناتو، تعمل وفق مبدأ النظم المتكاملة للأسلحة، بغية ضمان أن القوات المتباينة لدول الحلف قادرة على العمل بشكل سلس أثناء العمليات المشتركة. وهنا يذكر مسئولون في الحلف بأن قرار أنقرة الدخول في محادثات مع شركة صينية، تحمل في طياتها مخاطر صنع أسلحة تركية عديمة الجدوى في حلف شمال الأطلسي.

صرّح، هذا الأسبوع، الأمين العام لحلف الناتو Anders Fogh Rasmussen: "من الأهمية بمكان أن تقوم خطة بلدان الحلف على نحو منسق بحيث يمكن أن تعمل جنبا إلى جنب فيما بينها."

وقال الجنرال الأمريكي Frederick Ben Hodges- قائد القوات البرية لحلف الناتو- لقناة CNN- الأخبار التركية، بأن الناتو لن يسمح لنظام السلاح الصيني الاندماج في أنظمة أسلحتها الخاصة.

تقول الحكومة التركية أنها لم توقع الاتفاق مع الشركة الصينية حتى الآن، والتي تخضع لعقوبات واشنطن بسبب تعاونها مع إيران، كوريا الشمالية، وسوريا. لكن وكيل وزارة الصناعات الدفاعية في وزارة الدفاع التركية Murad Bayar، صرّح قي وقت سابق من هذا الشهر بأن أنقرة قد وضعت اللمسات الأخير للاتفاق مع CPMIECفي غضون ستة أشهر.

ذكر Nilsu Goren- مركز الدراسات الدولية والأمنية في جامعة ماريلاند في الولايات المتحدة- بأن الدافع وراء القرار التركي يتجسّد بإحراز التقدم في مجال المعرفة التكنولوجية.

"تتجسّد الستراتيجية الرئيسة للتوجه التركي في هذا الأمر بمسألة نقل التكنولوجيا، بدلاً من الاقتناء السريع لها، ارتباطاً بالاحتياجات الأمنية لتركيا،" وفق ما كتب غوران في ورقة نشرت هذا الأسبوع لمركز دراسات السياسات الاقتصادية والفكرية في اسطنبول.

ليست هذه هي المرة الأولى لحكومة اردوغان تغرد لوحدها أو تجد نفسها خارج السرب مع حلفائها الغربيين. ففي العام 2009 عارض اردوغان حلفائه ترشيح Rasmussen لمنصب الأمين العام لحلف الناتو، رغم أنه تراجع بعدئذ وسار مع الركب. وفي العام 2010، توسطت تركيا مع البرازيل في صفقة لإنهاء الخلاف بشأن برنامج إيران النووي، لكنها قوبلت بالرفض من قبل الغرب.

ذكر الخبير الاقتصادي والمعلق السياسي في اسطنبول Mustafa Sonmez، بأن الحكومة التركية وقعت تحت ضغط الولايات المتحدة الأمريكية، لأن واشنطن قلقة تجاه طموحات أنقرة من أن تصبح قوة إقليمية مستقلة في الشرق الأوسط.

وأردف السيد سونميز: في هذه الحالة، فإن استخدام حكومة اردوغان نظام الصاروخ الصيني، هو بغرض الإشارة للغرب، كم أن تركيا مهمة حقاً، بإظهار بطاقة الصين وإيران.. "بمعنى أن المسألة مجرد خداع."

ذكرت التقارير الإخبارية التركية، بأن أنقرة تستعد لشراء أكثر من 100 طائرة هليوكبتر عسكرية أمريكية بقيمة تصل إلى 3.5 بليون دولار.

المخاوف بخصوص صفقة الصواريخ تأتي قبل استئناف محادثات الشهر المقبل بشأن مساعي تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوربي.

US ‘concerned’ over Turkey’s choice of Chinese defence system,Thomas Seibert, .

#ترجمة:_عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات