أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رينا ميني - بين التبانة وجبل محسن














المزيد.....

بين التبانة وجبل محسن


رينا ميني

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 01:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بين التبانة وجبل محسن، رصاصة قناصٍ تجوب الشوارع بحثاً عن أرواحٍ عالقةٍ بين المنطقتين، بها تسجّل قياساً كي تتغلب على زميلاتها. بين التبانة وجبل محسن، سنواتٌ من الجهل المقصود تحبل بالحقد فتخلّف الدمار. بين التبانة وجبل محسن، طوائفٌ تطوف حول زعمائها كأنهم في "حفلة زار" يدورون ويرقصون ويطبلون كي تنتصر عفاريتهم على عفاريت أعدائهم، ويطوفون على بعضهم البعض لنصرة القضية، غافلين أنّ بعد هذا الزمن من العنف والقتل، ضاعت القضية بين أدراج الكبرياء والتعصب الأعمى، وباتت مجرد شعاراتٍ زائفة يرددونها للتبرير، وعناويناً للصحف والإعلام وبالتالي حبراً على ورق. بين التبانة وجبل محسن، مواطنون يبحثون عن الأمان على السلالم وفي الملاجئ، يختبئون خلف الأسرّة وتحت الطاولات علّ القناص يغفل عنهم فينجون بحياتهم.
بين التبانة وجبل محسن، أطفالٌ حُرموا من اللعب والدراسة، بينهم من سقط فريسة الرشاشات والقذائف، وأخرون استوطنوا أحضان ذويهم لا كي يحلموا بغدٍ أفضل، بل كي يحلموا بالإنتقام حينما يكبرون. بين التبانة وجبل محسن، نسوةٌ ثكالى، ترثي كلٌّّ منهن أحبائها وتلعن الأحزاب والطوائف والأديان، وتترجّى النوم علّه ينقذها من بعض المرار. بين التبانة وجبل محسن، رجالٌ تغامر بحياتها من أجل رغيف خبزٍ يسكت الجوع في البطون، وأشباه رجالٍ يحتمون وراء أسلحتهم ويطلقون لحاهم ولكنهم لا يتّقون.
بين التبانة وجبل محسن، فجورٌ يملأ الأزقة، يغتصب أحلام الفتيات الوردية، يفتك بأعصاب الناس، يوقظ كل ساكنٍ ولكنه لا يوقظ الضمائر. بين التبانة وجبل محسن، أرضٌ مصبوغةٌ بأحمر الدماء، مرصوصةٌ بجثث الضحايا من كلّ جانب، تدوسها أقدام الجبن والعار. بين التبانة وجبل محسن، أبنيةٌ تتداعى كأوراق الخريف، ومتاريسٌ تحتلّ الطرقات، ونارٌ مستعرة تلتهم من يقف في وجهها كالجراد.
بين التبانة وجبل محسن، جيشٌ يقف في الوسط، يردّ على مصادر النيران من هنا وهناك، يتلقّى الضربات من هنا وهناك، ويرجو قراراً سياسياً يطلق العنان لغلّه على من هنا وهناك. بين التبانة وجبل محسن، دولةٌ تحترف الغباء المصطنع، تتمايل كالعاهرة لتعجب أصحاب القرار، وتؤرقنا بالشرف ليلاُ ونهاراً. بين التبانة وجبل محسن، شعبٌ يرزح من ثقل الأيام، شعبٌ قرر الزحف تفادياً لتكرار السقوط، ويحمد انقطاع الكهرباء، فالظلام يقيه شرّ الإرهاب.



#رينا_ميني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلتصمتوا
- بلا عنوان
- ثلاثون عاماً ونيّف
- لحظات الحب المسروقة
- سراب الخلاف
- أنتم قتلة أطفالكم
- لا دولة
- الحرب العالمية الثالثة
- أكذوبة الرأي العام
- لماذا؟
- حنين
- محكوم بجرم المحبة
- هلوسات
- جرى الدمع
- الإنسان يفرّق
- روح ولا جسم
- ما بين الثرى والثريا
- المشرّدون...إلى متى؟
- كدت أنساك
- رسالة الى البحر


المزيد.....




- أزياء جريئة وأسرار خلف الكواليس.. تايلور سويفت تحيي أسلوب را ...
- قبيل ساعات على لقاء ترامب وبوتين.. خريطة أوكرانيا وتوزيع الس ...
- عشرات النسور تجتمع على أغصان شجرة قاحلة.. ما السبب؟
- فساتين صيفيّة وشورتات مخططة وألوان حياديّة: أناقة بسيطة لميغ ...
- فيديو متداول لما حدث مع لاريجاني في لبنان.. هذه حقيقته
- أمين عام حزب الله يُلوّح بـ-معركة كربلائية- ويُحمّل الحكومة ...
- زيارة الأربعين: لماذا يتوافد الملايين إلى كربلاء؟
- ماذا نعرف عن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي الذي ظهر من مع ...
- 1700 راقص يسحرون الجمهور بعروض سو-أودوري المبهرة في غرب اليا ...
- إطلاق نار واقتلاع أشجار.. هجمات واسعة للمستوطنين بالضفة تُسف ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رينا ميني - بين التبانة وجبل محسن